هدد زعيم جماعة "أنصارالله" (الحوثي)، مساء الاثنين، السعودية التي تقود تحالفا عسكريا ضده، وحليفتها الإمارات، باستهداف مواقع استراتيجية وحيوية في كلا الدولتين، حال أي تصعيد في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية مع فضائية "المسيرة"
التابعة له، وهو ما أثار تساؤلات عدة حول مدى جدية مثل التهديدات من قبل الجماعة
الحوثية هذه المرة، التي جاءت في توقيت حساس، وتزامنا مع تصعيد الولايات المتحدة
ضد إيران التي بدورها هددت بإغلاق مضيق هرمز، إذا منعت من استخدامه.
وأضاف عبدالملك الحوثي: صواريخنا قادرة على الوصول
إلى الرياض وما بعدها، إلى دبي وأبوظبي وأهداف حيوية وحساسة فيهما.
اقرأ أيضا: الحوثي: هناك إمكانية لإيصال الرسائل بيننا وبين السعودية
"جدية حوثية"
وتعليقا على هذا الموضوع، قال المحلل السياسي اليمني
والباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمد مصطفى العمراني إن التهديدات التي أطلقها
الحوثي جاءت في ظروف مختلفة داخل اليمن، في ظل المكاسب الميدانية التي حققها
مقاتلو جماعته في جبهات عدة، باتجاه جنوب البلاد.
وأضاف العمراني في حديث لـ"عربي21"
أن "زعيم الحوثيين انطلق في تهديداته هذه في ظل المتغيرات الجارية على الميدان
لصالحه، ذلك أن السلطة الشرعية تشهد تآكلا متواصلا وتراجعا في الجبهات، وانهيارا
في شعبيتها، جراء الخذلان الذي تتعرض له من قبل التحالف العسكري الذي تقوده
الرياض".
وأشار إلى أن هذه التهديدات "تأتي ضمن الحشد
الإيراني لحلفائها في المنطقة، ردا على الإجراءات الأمريكية ضد طهران لوقف
صادراتها من النفط، وأنها قادرة على استهداف مصالح حلفاء واشنطن في الرياض
وأبوظبي، عبر الحوثيين".
وبحسب الباحث اليمني، فإن خيارات الحوثي في تنفيذ
تهديداته متعددة، ومنها خلق تهديدات حقيقية على سفن النفط المارة عبر ممر الملاحة
الدولي باب المندب والبحر الأحمر.
كما أن زعيم الحركة الحوثية أراد بعث رسائل لحلفاء واشنطن في المنطقة، بأنه قادر على خلط الأوراق لمصلحة طهران،
الدولة الحليفة معهم. وفقا للعمراني.
ولم يستبعد العمراني أن يكون الحوثي جادّا هذه المرة، بعدما
أصبح لديه القدرة على استهداف العمق السعودي، سواء بالصواريخ أو بالطائرات المسيرة،
وكذلك الحال بالنسبة للإمارات.
"لن تكون كسابقاتها"
من جانبه، يرى رئيس مركز ساس للدراسات، عدنان هاشم، أن تهديدات الحوثي هذه المرة لن تكون كسابقاتها.
وقال في حديث لـ"عربي21": "عادة ما
ينفذ الحوثيون وعودهم، ويستندون على صواريخ باليستية وطائرات دون طيار، تتقدم كل
يوم".
وأَضاف هاشم أنه سواء كانت هذه الصواريخ إيرانية
أو من تطوير محلي فلن يشكل ذلك فرقا ما دام أنها ستصل إلى مدينة "دبي"
الإماراتية، وشعر بها المستثمرون الأجانب في وقت تستعد الإمارة لاستضافة
اكسبو 2020.
وأوضح رئيس مركز ساس اليمني أن تهديدات الحوثي لا
ترتبط بتطورات عسكرية، كما يقول زعيم الجماعة. مؤكدا أن تصعيد هجماتهم على السعودية
والإمارات بعد اشتداد العقوبات الأمريكية على إيران.
وأردف قائلا: "طهران ستدفع الحوثيين لتهديد حلفاء
واشنطن، وهو ما يزيد الحرب اليمنية شدة".
وبحسب هاشم، فإن عبء إطالة الحرب بسبب رغبات
السعودية وأهدافها خارج إطار الهدف الرئيس للشرعية، ستكون نتائجه كارثية.
ودخلت الحرب، الذي تقودها
السعودية في اليمن، عامها الخامس، مع بقاء الحكومة المعترف بها ورئيسها، خارج
المحافظات المحررة، واستمرار تحكم الحوثيين بمدن استراتيجية وسط وشمال البلاد، وسط
أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم.
الرياض وأبو ظبي تخشيان الفوضى في السودان وانتقال العدوى
لماذا أعلنت الرياض وأبو ظبي دعمهما للمجلس العسكري بالسودان؟
انتقال الحوثيين من الدفاع إلى الهجوم يثير التساؤلات