جاء دعم الرئيس التركي، رجب أردوغان لحكومة الوفاق الليبية في هذا التوقيت ليطرح بعض التساؤلات عن طبيعة هذا الدعم، وما إذا كانت "أنقرة" ستغير من المعادلة والوضع العسكري بدعمها لقوات الحكومة وهجومها الشرس على "حفتر" ووصفه بالديكتاتور، أم سيكون مجرد تأييد معنوي وفقط.
وندد "أردوغان"، في أول تعليق له بخصوص ليبيا، بالعدوان الذي تشنه قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر على العاصمة "طرابلس"، واصفا ما يحدث هناك بأنه "مؤامرة" تحاك ضد الشعب الليبي وأن بلاده ستقف ضدها وستمنعها بكل قوة".
وأكد الرئيس التركي خلال اتصال هاتفي برئيس الحكومة، فائز السراج أن "بلاده ستسخّر كل الإمكانيات لدعم الحكومة الشرعية (الوفاق)، وأنها ستقف بكل حزم إلى جانب الليبيين لمنع المؤامرة وصد العدوان ضد "طرابلس"، وأنه لا وجود لحل عسكري في ليبيا وأن المسار السياسي هو المسار الوحيد لبناء الدولة المدنية".
"ديكتاتور" مدعوم أوربيا
وفي تصريحات سبقت الاتصال بـ"السراج" بيوم واحد، قال "أردوغان" إن "بلاده ستفشل مساعي البعض لتحويل ليبيا إلى سوريا جديدة، كون ليبيا اليوم أصبحت واحدة من الأماكن التي يحاول البعض تنفيذ سيناريوهات مظلمة فيها"، حسب كلامه.
اقرأ أيضا: أردوغان للسراج: تركيا ستسخر إمكاناتها لمنع المؤامرة على ليبيا
ووصف الرئيس التركي، اللواء الليبي "حفتر" بأنه "ديكتاتور" يسعى للانقلاب على الحكومة التي تستمد شرعيتها من الشعب الليبي، وأن هذا "الديكتاتور" يتم دعمه من قبل أوروبا وبعض الدول العربية"، بحسب وكالة الأناضول الرسمية.
وقبيل العدوان على طرابلس، لوحظ تقارب كبير بين حكومة "السراج" وبين الحكومة التركية، خاصة في الملف الأمني والاقتصادي، وتوقيع "بروتوكولات" لتدريب أفرد الشرطة الليبية هناك، وكذلك إعادة استئناف عمل الشركات التركية في الداخل الليبي.
لكن دخول "أردوغان" على خط الأزمة الدائرة الآن في "طرابلس"، طرح عدة تساؤلات عن الدور الذي يمكن أن تلعبه حكومته في دعم قوات حكومة الوفاق؟ وكيف سيؤثر ذلك على المشهد سياسيا وعسكريا خاصة إذا قررت "أنقرة" دعم الحكومة بطائرات قد تحسم المعركة؟
"توازن عسكري"
من جهته، قال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار إن "تركيا تملك القوة الآن لإعادة التوازن وفرض المسار السياسي الديمقراطي، كون القوة العسكرية التركية تملك خلق التوازن العسكري، وردع تحالف الشر ضد ليبيا المتمثل في "مصر والإمارات والعربية وفرنسا"، حسب تعبيره.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أنه "ومن خلال تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين ليبيا وتركيا ودخولها حيز التنفيذ، سيجبر هذا الأمر "فرنسا" على إعادة حساباتها في ليبيا، فحكومة "أنقرة" تملك من الثقل السياسي ما يمكنها به إحراج "باريس" في المحافل الدولية، وبهذا يمكن أن تعود الموازين إلى نصابها"، كما قال.
ظهور سيخدم "حفتر"
لكن الناشطة الليبية من العاصمة "طرابلس"، سمية محمود رأت من جانبها أن "ظهور "أردوغان" حاليا وبشكل علني ربما يخدم "حفتر" أكثر من خدمته لحكومة الوفاق، وقد رأينا ما نتج عن تدخل النظام التركي في ملف "سوريا" وحقيقة لا نرغب بتكرار ذلك في ليبيا".
اقرأ أيضا: ما السر وراء دعم قوى دولية لـ"حفتر" والابتعاد عن "السراج"؟
وأوضحت لـ"عربي21" أنه "لو كان "أردوغان" يرغب حقا في المساعدة كان قدمها بشكل "سري" وفعّل قانون مجلس الأمن في حظر الطيران فوق ليبيا وأقنع "الناتو" بالتدخل لوقف القصف على "طرابلس"، لكن للأسف ليبيا الآن تحولت إلى مسرح "عرائس" تحركها أيادٍ خفية"، كما وصفت.
"تقويض تركيا"
ورأى الناشط السياسي الليبي، محمد خليل أن "أردوغان أدرك أخيرا أن الحرب في "طرابلس" ليست مجرد حرب بين أطراف لييية فقط بل هي حرب إقليمية ودولية كبرى لها أهداف كبرى بعضها يتعلق بمحاولات تقويض التأثير التركي في المنطقة وحصار تجربة التغيير في تونس والجزائر والسودان".
وتابع: "لهذا أعتقد أن النظام التركي سيسعى لتقديم دعم لحكومة الوفاق الوطني خصوصا وأنها الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا بعكس الدول الأخرى التي تدعم "الانقلابي حفتر"، حسب تصريحه لـ"عربي21".
طيران حفتر يقصف تمركزات لقوات "الوفاق" جنوبي طرابلس
هكذا يعرقل حظر السلاح عن "الوفاق" حسم المعركة مع حفتر
زيارة "حفتر" للسيسي.. هدفها الدعم أم البحث عن مخرج؟