أكد الأمين العام لجماعة
الإخوان المسلمين
المصرية،
محمود حسين، أن الجماعة لن تعطي شرعية لسلطة الانقلاب العسكري في مصر بأي
حال، ولن تضع أيديها في الأيادي التي وصفها بالمُلطخة بدماء المصريين، مشدّدا أن
"الشرعية الحقيقية هي للرئيسِ المنتخب من الشعب الدكتور محمد مرسي".
وقال - في كلمته بحفل الإفطار السنوي، الأحد، الذي
أقامته جماعة الإخوان بمدينة إسطنبول التركية-:" لا يملك أحد التنازل عن حقوق
الشهداء والمصابين والمعتقلين والمطاردين أو التفريط فيها، وهي لا تسقط بالتقادم".
وأضاف:" لن نتوقف عن رفضِ الانقلاب،
ولن ندخر جهدا أو طاقة – بإذن الله – لمناهضة
الظلم والظالمين بكافة الوسائل السلمية التي تتفق مع منهاجنا، وبعيدا عن العنف أو الاستدراجِ
إليه، مُوقنين أن الباطل زائل وزاهق بإذن الله سبحانه وتعالى".
وتابع حسين :" نحن مع أي دعوات جادة
للحوار بين القوى الرافضة لهذا الانقلاب، إنقاذا لمصر من هيمنة العسكر، ومع أي جهود
مُخلصة تعيد للشعب كل حقوقه المهدرة، وتُعيد الجيش إلى ثكناته للقيام بدوره في حماية
البلاد والدفاع عن أراضيها حسبما نص عليه الدستور".
وشدّد أن "جماعة الإخوان ستظل
ماضية - بعون الله - على طريق الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بكل جسارة وعزة،
ودون تردد أو وجل دفاعا عن دين الله، وعملا على نشره في العالمين بالحكمة والموعظة
الحسنة".
وذكر أن "الإدارة الأمريكية لم تقدم
أي مسوغات قانونية أو أسباب سياسية عند حديثها عن القرارِ الأمريكي المزمع بشأن تصنيف
الإخوان على قوائم الإرهاب"، مُذكّرا بنتائج التحقيق الذي أجرته الحكومة البريطانية
في نفس الموضوع قبل أعوام قليلة، والَّذي برَّأَ ساحة الإخوان من العنف والإِرهاب.
كما أشار إلى تقرير اللجنة البرلمانية التي
شكَّلها البرلمان البريطاني وخلص إلى أن "الإسلاميين السياسيين يُشكّلون جدار
حماية في وجه التَّطَرف العنيف، وأنّه ينبغي التواصل والتفاهم معهم"، وتأييد الحكومة
لهذا التقرير.
وأضاف حسين أن التحرك الأمريكي "جاء
للتّغطية على بدء الاستعدادات لتنفيذ ما يُسمّى صفقة القرنْ"، معتبرا أنها
"نكبة جديدة"، مُجدّدا رفض الإخوان لهذه الصفقة، وتأكيدهم أن "قضية
فلسطين هي قضية الأمة المركزية" وأنهم "لن يتخلوا عنها أبدا".
وقال إن "الأسباب الحقيقية للتّطرف
والعُنف والإرهاب تَكمن في ممارسة الحكومات الدكتاتورية والانقلابات العسكرية لانتهاكات
غير مسبوقة لحقوق الإنسان ضدّ شُعوبِها وتعطيل الحياة السياسية، وهو عين ما يمارسه
الانقلاب العسكري اليوم في مصر".
وشدّد حسين على أن "الجماعة ما زالت
على موقفها الرافض للانقلاب العسكري، ولا ترى في غير الخلاص منه سبيلا لإعادة اللحمة
بين أبناء الوطن الواحد".
واستطرد قائلا إن "جماعة الإخوان،
منذ نشأتها، هي دعوة إصلاحية شاملة، تستمد رسالتها من مبادئ الإسلام الحنيف، وتدعو
إلى إقامة حكم صالح، وتعمل على إِرساء دعائم العدالة الاجتماعية بين الحاكم والمحكوم".
وذكر "أن الجماعة، على امتداد تاريخِها،
كانت ومازالت صمام أمان لمجتمعاتها من الانزلاق إلى هاوية التكفير أو العنف والتطرف،
أو الوقوع في كوارث الحروب الأهلية والفوضىى"، مبينا أن "من أبرز ما تميزت
به جماعة الإخوان أن كل من اختار طريق العنف أو التَّكفير أو التطرف الفكري خرج من
الجماعة أو أخرجته هي، ولم يثبت فيها إلا من يتفق معها فكرا وسلوكا".
وأشار إلى أن "جماعة الإخوان ستظل
ماضية على طريق الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، بكلِ جسارة وعزة، ودون تردد
أو وجل".
وفيما يتعلق بحراك الجزائر والسودان، قال
حسين إن "جماعة الإخوان تؤيد المطالب العادلة للشعوب وحقها في اختيار من يحكمُها،
دون وصاية أو هيمنة من أية قوى أجنبية، وأنها تهيب بثوار الجزائر والسودان أن يضعوا
مصلحة الشعب والوطن نُصب أعينِهم، وأن يُديرُوا هذه المرحلةَ الانتقاليةَ بأكبر درجة
من اليقظة والبصيرة وإنكار الذات".
وبشأن ليبيا، أكد الأمين العام للإخوان
أن الجماعة "تحذر من التدخل الأجنبي في ليبيا، كما تحذّر من صراع المصالح، وتُدين
عملياتِ قتْل المدنيين العشوائي بلا رحمة، ومحاولة إشعالِ حرب لا طائل من ورائها، والخاسر
الأكبر فيها هو الشعب الليبي" .
وأعلن تضامن الإخوان المسلمين مع قضايا
المسلمين في العالم، سواء في سوريا واليمن، ومُسلمي أراكان في بورما والإيغور في تركستان
وغيرِها، مبينا أن هناك "عملياتُ إبادة جماعية لشعوب مسلمة بزعم مقاومة الإرهاب".
وكان حسين قد بدأ كلمته بتحية للرئيس المصري
محمد مرسي، وللأحرار والحرائر الثابتين في سجونِ الانقلاب، وللثّوار في كل مكان. كما
وجه التحية للأمة العربية والإسلامية ولدولة تركيا بشكل خاص، ولكل الذين يناصرون قضايا
الحق والعدل والحرية في كل مكان.