لا تزال مقاطع الفيديو التي ينشرها طلاب الصف الأول الثانوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي تثير جدلا وسخطا واسعين بين النشطاء؛ لكشفها عن تجاوزات السلطات الأمنية معهم.
وكان طلاب الصف الأول الثانوي قد بدأوا عدة تظاهرات معترضة على تطبيق منظومة التابلت في امتحانات آخر العام، بعد فشلها في عدد كبير من المدارس، وتعطل منصة الامتحان الإلكترونية عدة مرات جعلت من إتمامهم للامتحانات أمرا عسيرا.
وطالب الطلاب، خلال تجمعهم أمام ديوان وزارة التربية والتعليم بالقاهرة، بإلغاء الامتحانات الإلكترونية، واعتبار الصف الأول الثانوي لهذا العام تجريبيا، وأن يتم نقل جميع الطلاب إلى الصف الثاني الثانوي؛ لعدم تحملهم أخطاء الوزارة في تطبيق منظومة التابلت.
وعبر مواقع التواصل، توالت مقاطع الفيديو التي التقطها طلاب الصف الأول الثانوي خلال تظاهراتهم المعترضة على منظومة التابلت، والتي بدأت من ديوان وزارة التعليم، ثم امتدت إلى عدة مناطق أخرى في القاهرة والإسكندرية والجيزة.
المقاطع التي نشرها الطلاب الصغار -معظمهم في سن 15 عاما- كشفت تعدي الأمن على الطلاب، سواء بنين أو فتيات، بالضرب والسحل والاعتقال.
آخر المقاطع التي تم تداولها كان لعميد شرطة يهدد مجموعة من الطالبات بعد اعتراضهن على الامتحانات بقوله: "محدش هيسمح بالوقفات، وهتجيلي تعليمات بالقبض عليكم، ومتودوش نفسكم وأهاليكم في مصيبة، وهيتم معاملتكم زي المتهمين بالإرهاب". (لن يتم السماح بالوقفات أي التظاهرات، وستأتي لي تعليمات بإلقاء القبض عليكن، لا تتسببن لأنفسكن ولأهاليكن بمصائب، لأنه سيتم معاملتكن مثل متهمي الإرهاب).
وزير الدولة السابق للشؤون القانونية محمد محسوب، ندد باعتقال الطلاب قائلا إن "سلطة تتبنى القمع في كل شيء لا يمكنها ضبط سلوكها في التعامل مع طلاب أولى ثانوي يحتجون على فشلها.. لا علاج منها ولا علاج لها".
رئيس اتحاد طلاب مصر السابق، أحمد البقري، أيضا ندد بتعاملات الأمن مع الطلاب، حيث أعاد نشر عدة صور لضرب واعتقال الأمن مع الطلبة، ومن بينها صورة لتحرش أحد أفراد الأمن بطالبة خلال اعتقالها.
الكاتب الصحفي خالد البلشي أيضا استنكر الاعتداء الأمني على الطلاب عبر منشور له مطول على "فيسبوك"، جاء فيه أن "العنف الأمني مع الطلاب هو جزء من مشهد عام لنظام مجنون بصناعة الخوف، نظام بائس يمارس آليات الرعب ويرسخها، وينسى أنه يصنع عفاريته، ويكشف عن جوانب الخوف الكامن داخله".
الكاتب الصحفي وائل قنديل أيضا سخر من تعامل النظام مع الطلاب، مشيرا إلى المادة الأولى من الدستور المصري.
حركة شباب 6 إبريل أبدت اعتراضها قائلة: "هكذا تُصبح البلطجة والتحرش أساليب معتمدة لوقف حتى
الانتقادات البسيطة".
الصحفي أحمد الدريني اعتبر أن مشاهد اعتقال الطلاب هي مشاهد كابوسية ومأساوية لأطفال لم يُخدشوا من الحياة بعد، في مواجهة الفظاظة والغشومية، مضيفا أن البلد انتهت منها فكرة المظاهرة والثورة والوقفة، وأنها قد خضعت للعسكر من جميع نواحيها.
شهادة "مسجلين خطر" تقود معارضا مصريا لحبل المشنقة
بذكرى العاشر من رمضان.. كيف تغيرت صورة المقاتل المصري؟
خبراء: السيسي تلاعب بنتيجة الاستفتاء على طريقة "مبارك"