قال كاتب إسرائيلي إن "الوضع الأمني غير المستقر في الشرق الأوسط يتطلب من إسرائيل أن تنشئ حدودا آمنة لها؛ لأن المنطقة حبلى دائما بتطورات سيئة غير متوقعة، كما حصل في الربيع العربي أواخر 2010 وأوائل 2011، وهذه الحدود ليست مرتبطة بمسائل التعايش والسلام مع الجيران العرب والفلسطينيين".
وأضاف يورام أتينغر في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، أن "الحدود الآمنة التي تسعى إليها إسرائيل توفر دفاعا بعيد المدى في منطقة تعج بالعرب، وتتناسب هذه الحدود مع الواقع الشرق أوسطي التي تحكمه أنظمة متطرفة، وتوفر إجابات فورية وسريعة أمام أي هجمات برية غير متوقعة، سواء من جيش نظامي أو منظمات مسلحة، وقد تكون هذه الحدود بهدف توفير الردع أمام الأعداء بهذه المنطقة".
وأشار إلى أن "هذه الحدود الآمنة تستند إلى فرضية مفادها أن التفوق التكنولوجي الإسرائيلي قد لا يصمد طويلا، وربما يتراجع، لكن التفوق الطبوغرافي الميداني هو الدائم والأبدي، ويستطيع استيعاب أي اجتياح خارجي، والتصدي له، ويوفر الوقت اللازم لتجنيد الاحتياط في الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن "الحدود الإسرائيلية الآمنة توفر الردع والإنذار، وتمنح إسرائيل الاحتفاظ بكنز أمني، وليس عبئا عليها، وهو ما تستفيد منه الولايات المتحدة والدول العربية الموالية لها، وإمكانية الدفاع عن نفسها دون الحاجة للاستعانة بجيش أجنبي، وغياب هذه الحدود الآمنة يمنح العدو فرصة لتنفيذ هجماته ضد إسرائيل".
وأشار إلى أنه "في 29 يونيو 1967 تحدث رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي الجنرال آيرل فيلر عن خارطة الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية القائمة على الاحتفاظ والسيطرة على تلال ومرتفعات الضفة الغربية، التي تمنحها حدودا آمنة، لأن هذه التضاريس المرتفعة تتحكم في مناطق وسط إسرائيل الضيقة، وتجعلها قادرة على تقطيع أوصالها إلى منطقتين منعزلتين".
وأضاف الجنرال الأمريكي أن "الضفة الغربية تمنح الجهات المعادية لإسرائيل تفوقا نوعيا للعمليات المسلحة ضدها، ما يتطلب من الأخيرة السيطرة على الضفة، وصولا إلى هضبة الجولان وبحيرة طبريا، كما أن السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة يقلص إلى حد بعيد قدرة المنظمات المسلحة على تنفيذ هجمات معادية ضد إسرائيل".
في حين قال الأدميرال باد نانس، رئيس طاقم المستشارين للجنة الخارجية في الكونغرس الأمريكي، في 29 يوليو 1991، إن "الضفة الغربية هي الكنز الدفاعي الأول في المنطقة، وهي حاجز طبيعي جغرافي يقف أمام أي اجتياح بري من جهة الشرق، ما يتطلب من إسرائيل العمل على الاحتفاظ بها من نقطة صفر إلى 1000 متر؛ لصد أي هجوم يستهدف العمق الإسرائيلي".
وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن "إسرائيل من دون الضفة الغربية سيكون عرض وسطها نحو 15 كيلومترا، أي أن ثلثي سكانها وثلاثة أرباعهم سيكونون موجودين في قطاع ضيق بين الضفة الغربية والبحر المتوسط، وبالتالي فإن انسحاب إسرائيل من تلال الضفة الغربية، ومرتفعاتها، وهضبة الجولان، وقطاع غزة، سيعمل على إشعال المنطقة، وتحولها لساحات حرب، وعمليات استباقية، وقد تدفع إسرائيل لاستخدام سلاحها النووي، وتجبر الولايات المتحدة على زيادة تواجدها العسكري في المنطقة بأسرها".
وختم الكاتب الإسرائيلي بالقول: "اليوم في 2019، بات الشرق الأوسط يشتعل ويغلي بصورة أكثر تهديدا، وغير متوقع مما كان عليه في 1967 و1991، ويكشف عن وجود أنظمة تنتهك القانون، ومنظمات مسلحة إسلامية غير مسبوقة، تحوز أسلحة متقدمة وذكية، وهذا الواقع يحتم على إسرائيل التمسك بحدود آمنة، خاصة تلال الضفة الغربية التي تشرف على القدس وتل أبيب، ومطار بن غوريون، والسهل الساحلي بأسره".