تبدي الصحافة البريطانية اهتماما لافتا بشهر رمضان، رغم تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين، حيث لجأت العديد من وسائل الإعلام، ومن بينها الصحف الشعبية، لنشر تقارير توضح ما يفعله المسلمون في هذا الشهر.
ويشمل ذلك وسائل إعلام مثل "بي بي سي"، وصحفا مثل التلغراف التي نشرت تقريرا عن كيفية الصلاة والصوم "من وحي القرآن"، والإندبندنت، أو الديلي إكسبرس الشعبية التي نشرت عدة تقارير عن شهر رمضان، أحدها يشرح لقراء الصحيفة بعض عبارات التهنئة التي يتداولها المسلمون في هذا الشهر، مثل "رمضان مبارك" أو "رمضان كريم"، وآخر يتناول كيفية الصوم ونصائح صحية للصائمين، بل إن أحدها جاء تحت عنوان: "هل يجوز شرب الماء في رمضان؟". وامتد الحال ليشمل صحيفة مثل "الصن" المعروفة بمواقفها الشعبوية واليمينية.
لكن صحيفة "مترو" البريطانية، عملت منذ بداية شهر رمضان الحالي، على نشر قصص من داخل منازل للمسلمين وطريقة حياتهم خلال الشهر.
وكانت الصحيفة قد نشرت عشية بدء شهر رمضان؛ تقريرا حول قواعد الصوم، وبعض الأسئلة التي كثيرا ما يدور حولها خلاف بين المسلمين، مثل استخدام المكياج أو المضممة بغسول الفم خلال فترة الصيام.
كما نشرت الصحيفة قبل بدء رمضان تقريرا حول الصور الفنية التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح المعاني المرتبطة بالصوم، أو بطاقات التهنئة التي يتداولها المسلمون، أو حتى غير المسلمين، بمناسبة قدوم رمضان.
بل إن الصحيفة تناولت مواقيت بدء الصوم والإفطار وتغيرها مع تغير الأيام، وأدرجت جدولا بأوقات الصلاة للشهر بأكمله، بعدما قدمت شرحا لقرائها عن كيفية تحديد بداية ونهاية شهر رمضان، ولماذا يختلف ذلك من عام لآخر.
وفي أحد التقارير، تناولت الصحيفة قصة امرأة مسلمة، تدعى سميرة أنصاري، لا تكتفي بتحضير الطعام لعائلتها، وإنما تقوم بتوزيع علب الحلويات على الجيران في محيط منزلها، في كندا.
كما تصور الصحيفة حياة "تابيثا بهاتي"، وهي من أصول باكستانية، تعمل على تنظيم إفطارات مفتوحة طوال الشهر، ولا تتمكن عادة سوى الإفطار مرة أو مرتين في الأسبوع في البيت.
ولا تغيب قصة الشبان الثلاثة، هاري شوتون وإلياس نجدي وجنيد أحمد، الذين يعيشون سوية في شقة بلندن. ويبدو الثلاثة وهم يقومون بتحضير الطعام، كما يظهرون وهو يؤدون الصلاة، ويتحدثون عن حياتهم منذ الفجر وحتى صلاة التراويح.
وفي الواقع، فإن الاحتفاء برمضان ثم بالعيد يشكل محور اهتمام المحلات التجارية الكبرى في بريطانيا (تيسكو، سينسبيريز، آزدا، وغيرها). فكما تفعله هذه المتاجر أيضا في المناسبات المتعلقة بمختلف مكونات المجتمع البريطاني، يتم تخصيص أقسام خاصة تحت شعارات خاصة برمضان (رمضان مبارك، أو رمضان كريم، أو رمضان يجمعنا)، وكذلك الأمر بالنسبة للعيد الذي يخصص له قسم لعرض الحلويات وبعض المنتجات الأخرى (مع شعار عيد مبارك).
وقد يبدو الأمر طبيعيا أو تجاريا بحتا، لكن في ظل تصاعد خطاب الإسلاموفوبيا، مع ارتفاع نسبة جرائم الكراهية ضد المسلمين، وتزايد الاعتداء على المساجد والمراكز الإسلامية، فإن المسألة قد تمثل تحديا لمثل هذا الخطاب الذي تروج له بعض وسائل الإعلام، ومن بينها تلك التي تبدي اهتماما برمضان أيضا.
وفي السابق، ثارت حملات ضد بيع اللحوم "الحلال" أو انتشار المطاعم التي تقدمها، حيث اعتبر المتطرفون اليمينيون ذلك مؤشرا على تغير التركيبة الديمغرافية في بعض المناطق، وبحجة أن طريقة ذبح الحيوان عند المسلمين "غير إنسانية" ولا تتوافق مع القواعد الأوروبية (لأن قسما كبيرا منها لا يتم تعريضه للصعق قبل الذبح)، رغم أن هذه الطريقة في الذبح لا تخص المسلمين وحدهم، بل هي متبعة عند اليهود أيضا (الكوشر).
ليفربول يهاجم المتطرف روبنسون: ليس مرحبا بك
مقتل 10 فلسطينيين وإصابة العشرات بمخيم النيرب بسوريا
بريطانيا: نتفق مع تقييم واشنطن لخطورة تهديدات إيران