قام علماء في جامعة ساري بدراسة " الفوائد المتجددة لصوت العصافير"، واختبروا ما إذا كان ذلك يؤدي بالفعل إلى تحسين مزاج الإنسان.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد اكتشف العلماء أنه من بين جميع الأصوات الطبيعية كانت أغاني الطيور ونداءاتها هي التي تم ذكرها في أغلب الأحيان على أنها تساعد الناس على التعافي من التوتر والقلق وتسمح لهم باستعادة انتباههم وتركيزهم.
وتحدث ستيفن موس، وهو مؤلف ونصير للطبيعة، عن مدى أهمية الاستماع لصوت العصافير وتأثيره على الإنسان.
وقال موس: "عندما أستمع لصوت تغريد العصافير مع بداية الربيع، ينتابني شعور هائل من الراحة والرضا، وكما قال الشاعر تيد هيوز عن عودة الطيور المهاجرة: "لقد نجحوا بالعودة مرة أخرى، ما يدل على أن العالم ما زال يعمل".
وقامت الجمعية الملكية للحفاظ على الطيور بإصدار أغنية موسيقية لصوت الطيور كجزء من حملة للفت الانتباه إلى الحالة المزرية التي تواجه حياة الطيور البريطانية.
وكشفت أن أعدادا كبيرة من أنواع مختلفة من الطيور في انخفاض كبير مثل عصفور المنزل والزرزور وطائر السمامة، بينما ينحدر العندليب وحمامة السلحفاة الأوروبية والحجل الرمادي نحو الانقراض في بريطانيا.
وقالت إن التغير المناخي والزراعة المكثفة والتلوث ليسوا سوى بعض التهديدات الوجودية الحقيقية لمستقبل الطيور، لافتة إلى أن قضاء الوقت في التواصل مع البيئة الطبيعية هو الترياق المثالي لضغوط الحياة المعاصرة.
وبينت أن الاقتراب من الطبيعة، خاصة الاستماع لصوت الطيور، لا يجلب لنا فوائد جسدية فحسب أو مجرد شعور دافئ، بل إنه يساعد في تحسين صحتنا العقلية والعاطفية والسعادة والرفاهية.
وأضافت أن العديد من الناس يعتقدون أن الطيور تغرد لإسعادنا، لكن هذا الأمر غير وارد، فهذه العملية بالطبع عملية بيولوجية، وهي صراع حياة أو موت بين الطيور.
وقال موس: "ببساطة، ما نسمعه هو عبارة عن محاولة الذكور بإخبار الذكور الأخرى في المنطقة المجاورة بأن "يبقوا بعيدا"، بالإضافة إلى نداءات إلى كل أنثى، إذا الأمر برمته يتعلق بالسباق للتناسل.
الطيور المغردة تعيش لعاما أو عامين فقط، لذلك عليها أن تنتهز فرصة التكاثر؛ لأنها قد لا تتاح لها مرة أخرى".
وبين أنه عندما تم تأسيس الجمعية الملكية للحفاظ على الطيور كان أكبر همها مشكلة ذبح الطيور من أجل ريشها، الذي كان يستخدم لتزيين القبعات. اليوم المشاكل أكثر خطورة من قبل".
وختم موس بقوله: "استيقظ باكرا استمع إلى جوقة الفجر كما يطلق عليها، لم يفت الأوان بعد، لكن بينما نتأمل فيما حدث للطيور خلال النصف القرن الماضي، هل يمكننا حقا أن نتأكد من أنهم سيغردون في غضون الـ 50 عاما المقبلة؟ برأيي لست متأكدا من أننا نستطيع ذلك".