كشف وزير التخطيط والتعاون الدولي المصري الأسبق، عمرو دراج، في مقابلة حصرية مع "عربي21"، التي تبث حلقتها الثانية اليوم الأربعاء، عن طبيعة العلاقة بين "قوى الثورة" ودولة مبارك، وإن كان هناك أي تنسيق مستقبلي معها.
وفي توضيحه للعلاقة بين الجانبين، قال دراج إن "هناك اختلافا استراتيجيا بين قوى الثورة ودولة مبارك"، مستدركا بقوله: "لكن الاختلافات الاستراتيجية لا تمنع بشكل تكتيكي أن يكون هناك نوع من أنواع التنسيق في بعض المراحل إذا ما كان هناك عدو أو خصم مشترك لنا ولهم (في إشارة إلى رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي)".
وأضاف أن "منظومة دولة مبارك هي المنظومة التي قامت عليها ثورة يناير، وبالتالي فإن الأهداف الرئيسة لها تتناقض جملة وتفصيلا مع أهداف ثورة يناير بدون شك، فلابد أن ندرك أن أي نوع من أنواع العمل المشترك -إذا حدث- فلن يكون في إطار تحالف استراتيجي، لأن الأهداف الاستراتيجية تختلف تماما".
وتابع دراج: "لكن من باب السياسة عندما يكون هناك خصم واحد لأطراف متعددة حتى لو كان بينها وبعضها البعض مشاكل أو خلافات فلا يضر أن يكون هناك عمل مشترك أو تنسيقي بين تلك الأطراف في سبيل التخلص من العدو المشترك".
اقرأ أيضا: علاء مبارك يثير جدلا بنشره تقريرا حول الربيع العربي (شاهد)
واستدرك بقوله: "إلا أنه يجب على الناس أن تدرك أنه من الناحية الاستراتيجية لا يمكن مطلقا أن تلتقي أهداف الثورة مع أهداف منظومة مبارك، فحتى كل رموز دولة مبارك القديمة ما زالوا على الدوام يهاجمون ثورة يناير ويقولون إنها كانت السبب في كل ما نتعرض له الآن".
وأشار إلى أنه "كان هناك تحالف بين كل قوى الثورة المضادة للتخلص من التجربة الديمقراطية وإجهاضها في وقت حكم الرئيس مرسي، وكانت هناك أطراف كثيرة جدا مشاركة في هذا التحالف، ومن بين هذه الأطراف دولة مبارك، ومنظومة الحزب الوطني الديمقراطي وما يتعلق بها من شبكات وإمكانات ورجال أعمال".
وأوضح أن "منظومة مبارك كانت قوية وقادرة على الإنجاز بدليل أنه عقب ثورة يناير استطاعت أن تدعم مرشح الثورة المضادة في انتخابات الرئاسة، الفريق أحمد شفيق، واستطاعت الحصول على 48 في المئة من أصوات الناخبين بغض النظر عن الطريقة التي حصل بها على هذه الأصوات".
وقال: "هذا ما يُظهر أن هناك منظومة وماكينة قوية تستطيع الإنجاز حتى حينما كان الناس في قمة التوهج الثوري، وبالتالي فإن هذا عنصر قوة مهم جدا بالنسبة لمنظومة الثورة المضادة، وهو ما يجعل نظام السيسي يخشى من مصدر القوة الموجود، ويحدث خلافات في التوجهات، خاصة أن المجلس العسكري في وقت الثورة كان أحد أهم أهدافه إيقاف سيناريو التوريث الذي كان يتبناه حسني مبارك لصالح نجله جمال".
وشدّد على أنه "كانت هناك خصومة بين مشروعين، هما مشروع التوريث، ومشروع المجلس العسكري الذي استفاد من الثورة واستطاع أن يطرح مشروعا على النحو الذي رأيناه؛ فهو دائما يدرك أن هناك منافسة حقيقية من مشروع حسني مبارك، وهو (نظام السيسي) يقوم بقدر لا بأس به من القمع والتضييق على منظومة مبارك حتى يُجهض أي إمكانية لتكون فعّالة".
ونوه إلى أن "أي نوع من أنواع الحراك الذي يمكن أن تحدثه منظومة مبارك حتى ولو على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون له أثر على الآخرين، ومثل هذه الأمور لا تصب بالضرورة في مصلحة دولة مبارك، ولكنها تصب بشكل عام ضد منظومة السيسي وتزيد من الغضب عليه".
واستطرد وزير التخطيط والتعاون الدولي المصري الأسبق، قائلا: "أي شيء من الممكن أن يُضعف المنظومة الموجودة حاليا يواجهه النظام بشكل قوي وحاسم، ويتعامل معه بكل قوة وعنف".
لمتابعة الحلقة الأولى من اللقاء الحصري مع عمرو دراج اضغط هنا
قريبا..مقابلة "عربي21" مع عمرو دراج وكشف خفايا جديدة (شاهد)
علاء مبارك يرد على شائعة وفاة والده
هكذا سيطر الأمن المصري على الجماهير ببطولة إفريقيا