قال كاتب إسرائيلي إن "أهداف الحرب الإسرائيلية القادمة تتمثل بتحقيق الانتصار في مدى زمني ضيق، في ظل واقع ميداني معقد، حيث تبدو حاجة إسرائيل أكثر من أي وقت مضى لتحقيق انتصار مشابه لما حصل في حرب الأيام الستة في حزيران/ يونيو 1967، لكن ذلك يبدو مستحيلا".
وأضاف شموئيل حارفال، في ورقته البحثية التي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، وترجمتها "عربي21"، أن "الانتصار العسكري مسألة مرتبطة برؤية الرأي العام الإسرائيلي لها، رغم أن هذه الصورة ليست أحد أهداف الحرب في ظل الأنظمة السياسية المعاصرة".
وأوضح حارفال، رئيس مجموعة كالموبيل الاقتصادية، أنه "في ظل المواجهات العسكرية غير المتناظرة التي تشترك فيها عدة جهات في آن واحد، وتتعدد مصادر التهديدات، مع تعرض إسرائيل لهجمات مختلفة من عدة جبهات في آن واحد بالقذائف الصاروخية وعمليات التسلل، فإن البحث عن تحقيق انتصار حاسم تبدو استراتيجية خاطئة، لأنها تناسب فقط الحروب الكلاسيكية التقليدية في ساحات المعارك القديمة".
واستدرك قائلا: "في الحروب غير المتناظرة الحالية، كما هو حاصل في جبهتي لبنان مع حزب الله وغزة مع حماس، يجب أن يكون لدى إسرائيل جملة أهداف أساسية محددة، منها تقليل زمن الحرب بأقصى فترة زمنية ممكنة، بما في ذلك تخفيض حجم الأضرار، ومنع استنزاف العدو لها في كل جبهة قتالية، وإعادة الحياة لطبيعتها فور انتهاء القتال خلال أيام معدودة، إن لم يكن خلال ساعات، وإرجاء موعد الحرب القادمة لسنوات طويلة".
وأشار إلى أن "هذه الأهداف تتطلب من إسرائيل إعداد القدرات الدفاعية والهجومية لتحقيقها، مع أن عقيدتها العسكرية في المواجهات القتالية أمام الجيوش النظامية قامت وفق مبادئ، الردع، والإنذار، والحسم، لكن هذه العقيدة أصابها تغيير جوهري منذ سنوات الثمانينات وحتى الآن؛ بسبب اختلاف الجبهات القتالية والمعارك العسكرية التي خاضتها في أكثر من جبهة، لا سيما المواجهات غير المتناظرة مع المنظمات المسلحة وغير النظامية".
وأضاف الكاتب، عضو مجلس أمناء المعهد وأحد أكبر الاقتصاديين الإسرائيليين، أن "هذه المبادئ تراجعت لصالح مفاهيم عسكرية أكثر معاصرة وملاءمة، ففي حين دعا كارل فون كلاوزفيتس المنظر العسكري التاريخي لأن تكون هدف أي حرب تحقيق إنجاز سياسي، وليس فقط الدفاع عن البقاء والأمن، فإن خطة "أورانيم" التي أعدها الجيش الإسرائيلي لمواجهة لبنان عام 1982 هدفت لإحداث تغيير في النظام السياسي السائد هناك لصالح سيطرة الأقلية المارونية برئاسة بشير الجميل".
وأكد أن "الوضع القائم اليوم في قطاع غزة يعيد إلى الأذهان نظرية وزير الحرب السابق، أفيغدور ليبرمان، الساعية لإسقاط حكم حماس، واستبدال سلطة صديقة لإسرائيل بها، فيما تتمثل تطلعات رئيس الحكومة ووزير الحرب الحالي، بنيامين نتنياهو، بإبقاء الوضع القائم على حاله في غزة".
واستنتج الكاتب أن "المعارك الثلاث أمام حماس انتهت ببقاء سلطتها في القطاع، واستعادة التفاهمات التي سادت قبل اندلاع كل حرب، فضلا عن الهدوء الأمني، وتجلى ذلك في مواجهات، الرصاص المصبوب 2008، وعمود السحاب 2012، والجرف الصامد 2014".
وأوضح أن "الوقائع الميدانية تثبت أن المبادئ العسكرية الإسرائيلية فشلت أمام الواقعين؛ اللبناني من خلال اغتيال الجميل، وإسقاط نظام الكتائب، وفي غزة بعدم التأكد من أن إسقاط نظام حماس سيأتي بالضرورة بسلطة صديقة لإسرائيل، كما أن التفاهمات التي تتم بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية يتم خرقها بين حين وآخر، متى ما أرادت حماس تغيير سياستها إزاء إسرائيل، والدخول في مواجهة معها".
وختم بالقول إنه "في ظل الواقع المعقد الذي تواجهه إسرائيل اليوم، فلديها ثلاثة سيناريوهات للحرب القادمة؛ حرب لبنان الثالثة، حرب الشمال الأولى بانخراط حزب الله وسوريا، وحرب شاملة مع إيران وكل حلفائها، ما يتطلب من الجيش الإسرائيلي الاستعداد لجميع هذه السيناريوهات".
إسرائيل: نتعاون مع مصر بعشرات مليارات الدولارات بمجال الطاقة
تساؤلات بعد تجنب أوقاف الأردن إطلاق "مصلى" على باب الرحمة
الحج.. أحلام المصريين تصطدم بعوائق الحكومة