علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها على التقارير التي تحدثت عن اشتراط السلطات السعودية للإفراج عن الناشطة لجين الهذلول، سحبها اتهامات التعذيب الذي تعرضت له على يد سجانيها، قائلة إن الناشطة رفضت هذا الشرط.
واعتبرت الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، موقف الناشطة، الذي نقلته عائلتها، شجاعة في المواقف والمبادئ، ولهذا السبب "يجب تقدير مواقفها" لأنها تستحق هذا الأمر.
وتقول الصحيفة إن "كونها ناشطة في مجال حقوق المرأة السعودية فإنها دفعت وبقوة باتجاه حصولها على أمور مفروغ منها لدى المرأة المعاصرة في العالم: مثل حق المرأة بقيادة السيارة بنفسها، وكوفئت الهذلول على نشاطها بالسجن لأكثر من عام، تعرضت أثناءه للتعذيب، ولا تزال خلف القضبان، حتى بعد أن صادق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على قرار قيادة المرأة، وخفف من قانون ولاية الرجل على المرأة".
وتشير الافتتاحية إلى أن الهذلول اعتقلت في أيار/ مايو العام الماضي، وشنت خلاله السلطات السعودية حملة تشويه ضدها والمعتقلات الأخريات على منابر التواصل الاجتماعي، ووصفن بالخائنات اللاتي يمثلن تهديدا على الأمن القومي، وبأنهن قمن باتصالات مع كيانات أجنبية تهدف لتقويض استقرار الدولة والنسيج الاجتماعي.
وتلفت الصحيفة إلى أنه تم تعذيب الهذلول وزميلاتها، وتعرضن للصعق الكهربائي والضرب وأسلوب الإيهام بالغرق، مشيرة إلى أن الهذلول كشفت لوالديها الزائرين عن الكدمات على فخذيها، واتهمت عائلتها مستشار الأمير محمد بن سلمان السابق، سعود القحطاني، بأنه كان حاضرا لجلسات التعذيب وهدد باغتصابها وقتلها، فيما تنفي السلطات السعودية هذا الأمر.
وتستدرك الافتتاحية بأن القحطاني هو من أشرف على عملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول العام الماضي، بعد دخوله إلى القنصلية السعودية هناك، لافتة إلى أن الفرقة التي أرسلت إلى هناك قامت، تحت إشرافه، بقتل صحافي "واشنطن بوست" وتقطيعه.
وتفيد الصحيفة بأنه بعد كل ما تعرضت له لجين من إهانة وتعذيب، فإن عائلتها، من ضمنها شقيقها وشقيقتها، تقول إن السلطات السعودية عرضت عليها صفقة تقضي بالإفراج عنها مقابل سحب اتهامات التعذيب الذي تعرضت له أثناء سجنها.
وتنوه الافتتاحية إلى التغريدة التي كتبها وليد الهذلول على "تويتر"، التي قال فيها: "عندما طلب منها أمن الدولة التوقيع على وثيقة لتكون ضمن فيديو جاهز للنشر قامت بتمزيق الورقة، وقالت لهم إنهم بطلبهم منها التوقيع على الورقة فهم يحاولون التستر على سعود القحطاني والدفاع عنه".
وتورد الصحيفة نقلا عن لينا الهذلول، قولها إنها بكتابتها التغريدة فإنها قد تؤثر على أختها وتضر بها، "لكنني لا أستطيع الاحتفاظ بهذا الأمر لنفسي: تم عرض صفقة على لجين، أنكري التعذيب وسيفرج عنك، مهما حدث فأنا أقول مرة أخرى: لجين تعرضت لتعذيب شرس وتم التحرش بها جنسيا".
وتؤكد الافتتاحية أن السجون السعودية تزدحم بالمعارضين الذين يريدون الحديث بحرية، فيما هناك العشرات من الناشطين والناشطات الذين سجنوا بسبب مطالبتهم بحقوق المرأة.
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "على المستثمرين الذين يفكرون في شراء حصص في (أرامكو) أن يكونوا واضحين حول الشخص الذي سيصافحونه، إن هؤلاء جبناء فلم يقتلوا صحافيا ويعذبوا ناشطات فقط، لكنهم حاولوا التغطية على وحشيتهم أيضا، ومن يستثمرون مع الطغاة فإنهم يساعدونهم على الجريمة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
مضاوي الرشيد: إقامة مؤتمر صحفي دولي بالسعودية "مهزلة"
"فانيتي فير" تكشف مطاردة الرياض لمعارضيها بالداخل والخارج
بوسطن غلوب: يجب على أمريكا ألا تغض الطرف عن ابن سلمان