نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تعارض موقف
الاتحاد الأوروبي مع موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن عضوية روسيا في
مجموعة الدول الصناعية السبع.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الطموحات التوسعية لموسكو في أوروبا الشرقية
وتدخلها المتعدد في العمليات الانتخابية يفسر تعارض موقف الاتحاد الأوروبي مع موقف
الرئيس الأمريكي. ويبدو أن دونالد ترامب قد "فجّر قنبلة" مع بداية قمة
مجموعة العشرين التي ستنعقد يوم غد في مدينة "بياريتز" الفرنسية، من
خلال دفاعه عن مشاركة روسيا في هذا المنتدى، بعد تعليق عضويتها في سنة 2014 بسبب
الحرب على أوكرانيا.
وبينت الصحيفة أن
الاتحاد الأوروبي عارض مسألة إعادة ضم روسيا إلى المجموعة، بالنظر إلى ضمها لشبه
جزيرة القرم والحرب التي لا تزال مفتوحة في المقاطعات الشرقية لأوكرانيا. وتعد قمة
مجموعة الدول الصناعية السبع بمثابة اجتماع دوري تقوم فيه القوى الاقتصادية
والعسكرية الرئيسية بتنسيق سياساتها الدولية.
وأوردت الصحيفة أن
ترامب صرح هذا الأسبوع، في محادثة مع أحد الصحفيين بالبيت الأبيض، قائلا:
"أعتقد أنه من المناسب أن تعود روسيا إلى المجموعة. أرى أن وجود مجموعة الدول
الصناعية الثمانية مرة أخرى سيكون مفيدا للجميع". وعلى الرغم من أن الحكومة
الفرنسية ذكرت في الماضي أنها لا تعارض اقتراح ترامب، إلا أن بقية أعضاء الاتحاد
الأوروبي، الذين لديهم تمثيل سياسي في المنتدى، عارضوا ذلك بالنظر إلى طموحات
موسكو التوسعية في شرق أوروبا وتدخلها في العمليات الانتخابية في جميع أنحاء
العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن
الرئيس الأمريكي حضر الاجتماع بعدة خلافات مع شركائه، خاصة فيما يتعلق بالمسائل
التجارية. وفي الأسبوع ذاته، اتهم ترامب حلفاءه في الاتحاد الأوروبي بالاستفادة من
الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي والحفاظ على العجز التجاري الذي يبرر فرض
الرسوم الجمركية مثل تلك التي فرضتها بالفعل على الصين.
اقرأ أيضا: أمريكا وروسيا تتبادلان الاتهامات حول إطلاق سباق تسلح جديد
والجدير بالذكر أن
الاتحاد الأوروبي لا يوافق على سياسة العقوبات الصارمة التي تنتهجها الولايات
المتحدة ضد إيران بسبب برنامجها النووي. وفي الواقع، لا تزال معظم دول مجموعة
الدول الصناعية السبع تحترم الاتفاق النووي الموقّع في سنة 2015 مع إيران، الذي
انسحب منه ترامب في السنة الماضية.
وأضافت الصحيفة أنه
خلال قمة مجموعة الدول السبع، سيلتقي ترامب للمرة الأولى برئيس الوزراء البريطاني
الجديد، بوريس جونسون. ويشترك كلاهما في تأييد فكرة خروج المملكة المتحدة من
الاتحاد الأوروبي، سواء باتفاق أو دون اتفاق يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وعلى الرغم من معارضة ترامب التفاوض على اتفاقية تجارية تعود بالفائدة على جونسون
للمساعدة في تخفيف الآثار الضارة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه يجب
عليه التصديق على أي اتفاق تجاري يتم التوصل إليه من قبل الكابيتول، وهو أمر لا
يضمنه الرئيس الأمريكي.
وتجدر الإشارة إلى أن
تقرّب ترامب من روسيا وحقيقة أنه دافع عن عودتها إلى المجموعة الحصرية للقوى
العالمية قد أثار شكوك ألمانيا بشكل خاص، فضلا عن شكوى رسمية من قبل الحكومة
الأوكرانية التي فقدت جزءا من أراضيها في العدوان المسلح لسنة 2017.
وفي الختام، أفادت
الصحيفة بأن الرئيس الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي قد ندد بأنه "لم
يتغير أي شيء منذ شهر آذار/ مارس 2014، عندما توقفت مشاركة روسيا في مجموعة الدول
الصناعية الثمانية. إلى جانب ذلك، لا تزال شبه جزيرة القرم، الأوكرانية، محتلة
ومازالت هناك حرب مفتوحة في مقاطعة دوناس الواقعة شرق البلاد"
كيف دفعت محاولة الانقلاب بتركيا إلى شراء أنظمة "أس400"؟
إليك أبرز ما يمكن معرفته عن معاهدة الصواريخ النووية المنتهية
فايننشال تايمز: لماذا مضت المنطقة للأسوأ بعد الربيع العربي؟