تصاعدت الهجمات الجوية مؤخرا، بين قوات حكومة الوفاق الليبية من جهة، ومليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة أخرى، وبات لافتا إعلان الطرفين بشكل متكرر إسقاط طائرات مسيرة تتبع لكل منهما، إلى جانب قصف القواعد التي تضم هذا النوع من الطائرات.
وفي هذا الإطار، أعلنت قوات حفتر
الجمعة استهداف ما قالت إنه "مخزن للطائرات المسيرة في مصراتة، ويضم ورشة
صيانة وإصلاح للطائرات"، في حين أعلنت الأسبوع الماضي "استهداف مطار
زواردة الذي يبعد 120 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، ويستخدم لإقلاع الطائرات
المسيرة".
أما حكومة الوفاق فقد أعلنت الاثنين
الماضي على لسان المتحدث العسكري باسمها محمد قنونو أن "الدفاعات الأرضية
أسقطت طائرة مسيرة إماراتية قصفت مطار مصراتة"، لافتة إلى أن "الطائرة
هي إحدى اثنتين هاجمتا المطار، وحاولتا استهداف الطائرات والبنية التحتية".
وسبق أن أعلنت حكومة الوفاق في
حزيران/ يونيو الماضي إسقاطها طائرة تحمل شعار الإمارات، وقالت إن "الطائرات
الإماراتية المسيرة تشارك بقوة إلى جانب حفتر في استهداف عدة مواقع بمصراتة وغيرها
في ضواحي العاصمة تابعة لها".
اقرأ أيضا: FP: كيف يساهم التدخل الأجنبي باستمرار الحرب في ليبيا؟
وقال تقرير للأمم المتحدة الثلاثاء
الماضي، إن "الغارات الجوية والطائرات المسيرة تشرد آلاف المدنيين في ليبيا"،
مشيرا إلى تحذيرات ومخاوف أطلقتها البعثة الأممية المتواجدة بليبيا من هذه
التطورات وعمليات النزوح.
وبحسب تقرير لصحيفة
"الغارديان" البريطانية، فإن الحرب الجوية تصاعدت في ليبيا، بهدف محاولة
القوى المتنافسة لكسر الجمود العسكري، مؤكدا أنها "تزيد بشكل كبير من خطر
وقوع إصابات بين المدنيين".
ولفتت الصحيفة إلى أن طائرة مسيرة
شنت بداية الشهر الجاري غارة جوية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل 45 شخصا وإصابة العشرات
في مناطق تقع جنوب غرب ليبيا، منوهة إلى أن مسؤولية الهجوم الجوي تعود إلى قوات
حفتر.
وذكرت أن الحرب الجوية
"ستتكثف" طالما أن رد الفعل الدولي غير موجود إلى حد ما، مشيرة إلى أن
"حفتر يحظى بدعم من مصر والإمارات والسعودية، في حين أن تركيا وقطر تدعمان
حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة كحكومة شرعية".
الخيار الأفضل
ووفق الصحيفة البريطانية، فإن
"الأساطيل الصغيرة التي يحتفظ بها كلا الجانبين قد استنفدت بالمواجهات
الأخيرة، رغم أن قوات حفتر نشرت طائرات مسيرة تديرها الإمارات، إلى جانب حصول
حكومة الوفاق على طائرات دون طيار من تركيا".
وأكدت أن "الجانبين يحتاجان إلى
خيارات أخرى والطائرات المسيرة هي الخيار الأفضل".
وكانت حكومة الوفاق أعلنت الشهر
الماضي، أنها شنت غارات جوية لأول مرة ضد قاعدة جوية تتبع لحفتر، ودمرت حظيرة
تحتوي على طائرات مسيرة وطائرات نقل عسكرية روسية الصنع.
اقرأ أيضا: تقدم كبير لقوات "الوفاق" في ضواحي طرابلس.. ما تداعياته؟
وقالت في بيان نشرته الصفحة الرسمية لعملية
"بركان الغضب" إن القصف أسفر عن تدمير حظيرة الطائرات المسيرة، وطائرة شحن
من طراز يوشن 76 تستخدم لنقل الذخائر، ومنظومات الدفاع الجوي.
وذكرت وكالة "بلومبيرغ"
أنه "لم يكن من المعروف أن حكومة الوفاق لديها طائرات قادرة على تنفيذ ضربات
ليلية دقيقة"، معتقدة أنها "طورت قدراتها من خلال الستلام طائرات تركية
مسلحة في الآونة الأخيرة".
وأشارت الوكالة نقلا عن دبلوماسيين
غربييين إلى أنه على الجانب الآخر، تمتلك قوات حفتر طائرات ربما تكون أمريكية أو
صينية الصنع.
تقدم كبير لقوات "الوفاق" في ضواحي طرابلس.. ما تداعياته؟
هل يستطيع حفتر "تركيع" مصراتة بتكثيف ضرباته الجوية؟
"الوفاق" الليبية تصر على اقتحام قاعدة الجفرة وحفتر يستميت