الولايات المتحدة اتهمت الصين بأنها تتلاعب بسعر عملتها
"يوان"، وثمة احتمال حرب مالية عالمية تزداد حدة يوما بعد يوم.
هل
خفضت الصين سعر عملتها إزاء الدولار لتصبح في موقع اقتصادي أفضل، أو أنها كما زعم
الرئيس دونالد ترامب تحاول أن تعطي صادراتها فرصة تجارية أفضل ضد الدول الأخرى بما
فيها الولايات المتحدة؟
ترامب
في عالم آخر وهو يرفض رأي الخبراء أن كل دولة يجب أن تكون حرة في سياستها المالية
ليبقى اقتصادها مزدهرا حتى لو أدى ذلك إلى خفض قيمة عملتها إزاء العملات الأخرى.
ترامب يصر على خفض العجز التجاري الذي تواجهه بلاده حتى لو أدى ذلك إلى حرب
اقتصادية تطلع بلاده منها خاسرة.
قرأت
أخيرا أن الاقتصاد العالمي يتراجع، وأسعار العملة تساعد هذا الاقتصاد. كان هناك
توتر إزاء أسعار كل عملة وأكثر اقتصاد الدول الكبرى يعاني من هبوط في النمو
الاقتصادي.
هناك
خطر تهديد سلامة الوضع المالي للدول الكبرى، فإذا زاد سعر أي عملة ونقص بشكل كبير
فإنه قد يدمر الصحة الاقتصادية لهذا البلد أو ذاك عندما يجد البلد أنه لا يتحمل
تغيير أسعار العملات بين يوم وآخر.
الرئيس
ترامب يعتقد أنه يستطيع أن يفوز في حربه الاقتصادية على الصين، وقد قال في تغريدة
موجهة إلى الأمريكيين: "إن الحروب الاقتصادية جيدة والفوز فيها سهل".
اليوم
الولايات المتحدة تخوض حربا اقتصادية على الصين، وقد فرضت رسوما عالية على البضائع
الصينية المستوردة ما أدخلها في نزاع اقتصادي لا نهاية له، والولايات المتحدة لا
تملك استراتيجية واضحة للدخول فيه أو الخروج منه، ما يعني أن لا نهاية للحرب الاقتصادية
الدائرة.
الرئيس
ترامب قال قبل أيام إن بلاده ستفرض ضريبة إضافية مقدارها عشرة في المئة على 300
بليون دولار من الواردات من الصين مع نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل. هو كان فرض 25
في المئة ضريبة إضافية على بضائع مستوردة من الصين تبلغ قيمتها 250 بليون دولار،
ما جعل الصين تخفض سعر عملتها، وما جعل إدارة ترامب تدّعي أن الصين تتلاعب بأسعار
العملة.
الرئيس
الأمريكي يتحدث عن إحياء الصناعة الأمريكية إلا أنه لا يملك سياسة إزاء هذا
الموضوع وليست عنده أهداف محددة يتابعها. إدارته ركزت على جعل استيراد الصين بضائع
أمريكية أسهل، وهو أمر لو تحقق فلن يزيد الإنتاج الأمريكي في ولايات معينة.
الدولار
الأمريكي ارتفع في مقابل عملات الدول الأخرى، ما يجعل شراء هذه الدول بضائع أمريكية
صعبا. الرئيس ترامب ساعد على ارتفاع سعر الدولار بفرضه خفض الضرائب على البضائع في
بلاده وزيادة اقتراض الحكومة، ما زاد الإقبال على شراء الدولار ليربح المشترون من
زيادة الدين العام الأمريكي
ما
أستطيع أن أقول اليوم هو أن الرئيس ترامب يملك صلاحية الضغط على العلاقات مع
الصين، إلا أنه لم يستطع أن يطلع بشروط على الصين أو غيرها، ويبدو أن النتيجة هي
18 شهرا أخرى من الأزمات الاقتصادية، إلا إذ غيّر الرئيس الأمريكي موقفه وطلع
بأفكار تفيد بلاده من دون أن تضر بعلاقاتها الاقتصادية مع الدول الأخرى.
عن صحيفة الحياة اللندنية