حذر خبير عسكري إسرائيلي، من "الاستخفاف" بالحوامات الفلسطينية التي تنطلق من قطاع غزة، مؤكدا أنها تمثل "تهديدا حقيقيا" لأن إسقاطها من قبل الجيش الإسرائيلي ما زال محدودا، وفق تعبيره.
وأوضح الخبير تال ليف-رام، في مقال بصحيفة معاربف أن "محاولة تنفيذ عملية صباح السبت بواسطة حوامة ألقت عبوة ناسفة نحو دورية للجيش الإسرائيلي قرب السياج مع جنوب قطاع غزة، عمليا هي الحدث الثالث الذي تستخدم فيه المنظمات في القطاع الحوامات للمس بالجنود الإسرائيليين".
وذكر أن "الحادثتين السابقتين وقعتا في جولة التصعيد الأخيرة، وجرت في واحدة منهما محاولة لضرب دبابة إسرائيلية بواسطة قذيفة (آر.بي.جي) أطلقت من حوامة"، زاعما أن "هذه المحاولة فشلت بسبب مشاكل فنية ترتبط بالشروط اللازمة لتفعيل الوسيلة القتالية".
وأوضح رام، أنه "رغم مخاضات ولادة هذه التطويرات في أوساط الفصائل بغزة، فإنه محظور الاستخفاف بالمسيّرة.. فمثلما عرفت هذه الفصائل كيف تطور صناعة الصواريخ في القطاع، فإن تحويل الحوامة إلى أداة قتالية ناجعة هو مهمة لا بد أنها ستكون في متناول يد تلك الفصائل".
اقرأ أيضا: ما دلالات امتلاك المقاومة الفلسطينية سلاحا لطائرات مسيرة؟
وبحسب الكاتب فإنه "في الحالات الثلاث حتى الآن، نفذت الحوامات مهماتها وتمكنت من إلقاء المواد المتفجرة"، مؤكدا أن "قدرة الجيش الإسرائيلي الناجعة على ضرب الحوامات محدودة".
وفي ظل هذا الوضع، شدد الخبير على ما قال إنها "أهمية العودة إلى الردع"، مضيفا أنه "لا يعني هذا أن عادة الصواريخ يفترض بإسرائيل أن تقبلها، ولكن الحوامات هي تهديد إضافي آخذ في التطور".
ورأى أن "المشكلة كالمعتاد، تفحص إسرائيل الأحداث في اختبار النتيجة وتتجاهل التهديد المستقبلي"، لافتا إلى أن "هذه جبهة وظروف أخرى، ولكن مع ذلك، فقد كانت تل أبيب مستعدة لأن تخاطر بحرب في الشمال كي تشوش عمليا الحوامات".
أما في جنوب فلسطين المحتلة و"لسبب ما، فلا تزال إسرائيل تتعاطى مع إطلاق حوامة في منطقة السياج، وإطلاق وسائل قتالية منها وكأنها مجرد لعبة"، بحسب رام الذي قال إنه "بدلا من التعاطي مع الظاهرة كبديل يجب إيقافه بطرح خطوط حمر واضحة، وأن كل محاولة كهذه لا يجب أن تمر مرور الكرام، فإنه في هذه الأثناء وفي كل الأحوال، يمر هذا بعدم اكتراث عام".
وبحسب الخبير فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "غير معني بمواجهة عسكرية في قطاع غزة، وبالتأكيد ليس عشية الانتخابات، وبموجب ذلك، فإن ردود الفعل أمس كانت منضبطة للغاية، حيث تمت مهاجمة الخلية التي أطلقت الحوامات، دون وقوع إصابات"،
اقرأ أيضا: غارات إسرائيلية على مواقع للمقاومة في غزة
ونوه إلى أن "الرد على صلية الصواريخ نحو سديروت كانت منضبطة للغاية بالنسبة للعملية الخطيرة لحماس التي كان من الممكن أن تنتهي بشكل مختلف تماما".
ولفت رام، إلى أنه "في كل ما يتعلق بجبهة الشمال، يأخذ الغموض في التبدد، حين تكون القيادة السياسية ولأسباب حزبية، تتوق للتبجح في أعقاب عمليات الجيش، وأخذ الحظوة عليها، أما في الجنوب فنجد أن ذات السياسيين يفضلون الاختباء خلف الغموض".
وتساءل الخبير: "ما هي السياسة الإسرائيلية في الجنوب (غزة)؟ وما هي الأعمال التي تتم على المستوى السياسي؟ وما هي الأهداف العسكرية؟"، لافتا إلى أن "كل شيء يبقى غامضا ومحوطا بالضباب لاعتبار حزبي وخوفا من الانتقاد".
التعامل مع حماس بغزة يتصدر برامج الأحزاب الإسرائيلية
جنرال إسرائيلي: خياراتنا أمام حماس بين السيئ والأسوأ
تقدير إسرائيلي: سقوط 500 قتيل أمام حماس يمنعنا من احتلال غزة