صدر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في لبنان كتاب بعنوان "رأي استشاري في حل المجلس التشريعي الفلسطيني" من إعداد الأستاذ الدكتور أحمد مبارك الخالدي، أستاذ القانون الدستوري، وعميد كلية القانون بجامعة النجاح (سابقاً)، ورئيس لجنة صياغة مشروع الدستور الفلسطيني، والدكتور أنيس فوزي قاسم، الخبير في القانون الدولي، وعضو هيئة الدفاع الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية في ما يخص الرأي الاستشاري حول الجدار.
خالف القانون الأساسي
يضم هذا الكتاب دراستين؛ حيث يناقش الأستاذ الدكتور أحمد مبارك الخالدي في الدراسة الأولى مدى مشروعية قرار المحكمة الدستورية في حلّ المجلس التشريعي، والذي كانت وراءه قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله في ظلّ المناخ السياسي، الذي ساعد على الانحراف بالقوانين، ودمج السلطتين التشريعية والتنفيذية بيد رئيس السلطة الوطنية، وتهميش المجلس التشريعي، تمهيداً لحله بغطاء قضائي، ولو بالمخالفة للقانون الأساسي.
يؤكد الخالدي أن حلّ التشريعي هو هدم لأسس الديموقراطية الفلسطينية.
تجاوز الصلاحيات الدستورية للمحكمة
أما الدكتور أنيس فوزي قاسم، فيناقش في الدراسة الثانية، قانونية القرار الرئاسي بحلّ المجلس التشريعي الفلسطيني، ويعرض بعض التعليقات التي صدرت من بعض الفصائل والشخصيات حول قرار الحل؛ ثم يعرِّف صلاحيات واختصاصات المحكمة الدستورية، والتي تشمل تفسير نصوص القانون الأساسي، وتفسير التشريعات إذا أثارت خلافاً في التطبيق، والفصل في تنازع الاختصاصات والبت في الطعن بفقدان رئيس الدولة الأهلية القانونية. ورسمت المادة 30 من القانون الإجراء الواجب اتباعه في طلب التفسير، وحددت أن صلاحية التفسير محصورة في الطلبات التي يقدمها كل من رئيس الدولة، أو رئيس أي من السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، أو ممن انتهكت حقوقه الدستورية.
ويناقش قاسم القرار التفسيري الذي صدر عن المحكمة الدستورية. ويوضح بأن التناقض الذي وقع فيه القرار التفسيري ليس هو العيب الوحيد الذي يرد عليه، بل وقع القرار في تجاوز الصلاحيات الدستورية للمحكمة التي تختص بفضّ الخلافات بين سلطات الدولة فيما بينها أو بينها وبين المواطن، والثانية تقديم الرأي والتفسير، ولكنها لا تصدر قراراً تنفيذياً. هذا بالإضافة إلى أن رئيس الدولة لا يحتاج إلى قرار محكمة لإجراء الانتخابات، فهي محددة دورياً بالقانون، كما أن وقت إجرائها محدد كذلك.
ما قام به الرئيس محمود عباس بإعلان حلّ المجلس التشريعي، هو قرار لا أساس له في القانون الأساسي، أو في الممارسة العملية
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أعلن أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أن المحكمة الدستورية قضت "بحل المجلس التشريعي، والدعوة إلى انتخابات تشريعية خلال 6 أشهر"، مؤكداً أنه سيلتزم "تنفيذ هذا القرار فوراً".
وتعطّل عمل "التشريعي"، منذ أحداث الانقسام الفلسطيني عام 2007، عندما سيطرت "حماس" على قطاع غزة، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في إنهائه.
ويتكون المجلس التشريعي من 132 مقعدا تمتلك حركة "حماس" 76 منها، مقابل 43 مقعدا لحركة "فتح" و13 لأحزاب اليسار والمستقلين.
بطاقة ملكية.. تاريخ من النهب في المكتبة الوطنية الإسرائيلية
كتاب يعرض للتاريخ الفلسطيني الحديث وبدايات الاحتلال