اتهم قيادي
يمني في الحراك الشعبي بمحافظة المهرة، شرق البلاد، السعودية بإرسال قوات عسكرية إضافية
معززة بعتاد حربي متنوع إلى المحافظة التي تشهد احتقانا بين قبائلها والمملكة، منذ
ما يزيد عن عام ونصف.
وقال مسؤول
العلاقات الخارجية في لجنة الاعتصام السلمي بالمهرة، أحمد بلحاف إن السعودية دفعت في
الأيام القليلة الماضية، بقوات إضافية كبيرة وصلت إلى مطار مدينة الغيظة، عاصمة المهرة،
الذي حولته إلى قاعدة عسكرية لقواتها.
وأضاف بلحاف
في حديث لـ"عربي21" أن هذه التعزيزات "فاجأت أبناء المهرة، حيث تقدر بنحو
1500 جندي بعتادهم وسلاحهم الخفيف والمتوسط والثقيل بينها دبابات ومدرعات".
وأكد أنه
منذ سنتين والقوات السعودية تتواجد في المهرة، بشكل غير مبرر، في الوقت الذي تدفع بميليشيات
من جنسيات مختلفة، تنتشر في معسكرات استحدثتها على امتداد الشريط الصحراوي والساحلي من محافظة المهرة،
بالإضافة إلى تحويل مطار المحافظة المدني إلى مقر عسكري لها.
وبحسب المسؤول
في الحراك المناهض للوجود العسكري السعودي فإنه مقابل هذا الانتشار والتواجد الكثيف
للقوات السعودية، عمدت المملكة إلى "إضعاف القوات الحكومية من جيش وأمن".
بل زادت وفقا
للمتحدث ذاته، بالعمل على "إنشاء تشكيلات ميليشياوية حلت محل القوات الأمنية والعسكرية
وتتلقى توجيهاتها من قيادة القوات السعودية مباشرة"، في سيناريو مماثل لما قامت
به دولة الإمارات في محافظات عدن والمكلا، جنوب وشرق البلاد.
وأشار الناشط
اليمني بلحاف إلى أن السلطات السعودية "لم تصغ لصوت اعتصام أبناء محافظة المهرة الرافض
لتواجدها غير المبرر وتدخلاتها في شؤون المحافظة الداخلية، وصل إلى الحد غير المعقول".
وأردف قائلا: "السعودية بدأت تتدخل في تعيين مدراء العموم، بالإضافة إلى تورط ضباط سعوديين في نهب
المال العام الذي يمارسه، حاكم المحافظة المقرب منهم، راجح باكريت".
وتابع حديثه
لـ"عربي21" بالقول إن مشاريع ما يسمى برنامج إعادة الإعمار السعودي أو مركز سلمان
في المهرة كلها "تتم بتمويل من إيرادات محافظة المهرة. مؤكدا أن ذلك موثق في مالية المحافظة".
وحول خيارات
المحتجين والعشائر الداعمة لهم إزاء إرسال المملكة قوات إضافية، أوضح مسؤول العلاقات
الخارجية للحراك الشعبي أن الاعتصام السلمي لأبناء محافظة المهرة سيظل مفتوحا وقائما
بفعالياته وأنشطته السلمية حتى تحقيق أهدافه الواضحة والمعلنة وأهمها "خروج المليشيات
والقوات السعودية" و"رفض إحلال مليشيات محل مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية".
ولفت القيادي
في احتجاجات المهرة إلى أن الهبة الشعبية التي أعلنتها القبائل في آب/ أغسطس الماضي
بقيادة الشيخ علي سالم الحريزي، "لا زالت مستمرة".
كما أن تلك
الهبة الشعبية جاءت "للوقوف أمام تحركات المليشيات والقوات السعودية العبثية التي
تستهدف أمن واستقرار ومواطنين محافظة المهرة".
ومنذ نهاية
العام 2017، توجد القوات السعودية في محافظة المهرة، حيث تنتشر في عدد من المواقع بينها
مطار الغيظة، كبرى مدن المحافظة، وتقول إنها جاءت لتعزيز الأمن وضبط عمليات التهريب
ومكافحتها، لكنها تسببت باحتجاجات في المهرة ضد وجودها فيها.
أقرأ أيضا: وزير داخلية اليمن يشن هجوما عنيفا هو الأول ضد السعودية (شاهد)
مركز إسرائيلي: وهن تحالف أبو ظبي والرياض يزعج إسرائيل
محللون: بيان السعودية حول عدن "حماّل أوجه" وتجاهل الإمارات
بعد انقلاب عدن.. هل أصبح تقسيم اليمن أمرا واقعا؟