تناولت
شبكة (سي أن أن) الأمريكية، في تقرير مطول، عملية الهجوم الذي تعرضت له منشآت لشركة
أرامكو السعودية السبت الماضي، وألحقت ضررا بالغا أدى إلى توقف إنتاج النفط في
البلد الذي يعتبر الأول في ذلك.
وقالت
الشبكة إن صور الأقمار الصناعية كشفت حجم الأضرار الناجمة عن الهجوم.
الصور
عرضها مسؤولون أمريكيون في مؤتمر صحفي، مساء الأحد، خلال حديثهم عن المواقع المُحتملة
التي جاء منها الهجوم على منشأتي النفط في بقيق وخريص.
اقرأ أيضا: ترامب: نحن على أهبة الاستعداد للردّ بعد الهجوم على "أرامكو"
وناقشت
(سي أن أن) 3 خبراء عسكريين حول صور الأقمار الصناعية.
وقال
العقيد المتقاعد سيدريك لايتون، وهو خبير استخبارات لديه خبرة في صور الأقمار الصناعية،
إن اللقطات تساعد في دعم ادعاء الإدارة الأمريكية بأنها تعتقد أن طائرات دون طيار جاءت
من العراق أو إيران، لكن الصور ليست نهائية.
وأضاف
لايتون أن الصور تُظهر أن "الضربات كانت دقيقة للغاية"، وأشار إلى أن الحوثيين
قالوا في بيان إنهم كانت لديهم معلومات دقيقة، ورأى أن "هذه اللقطات تثبت صحة
تلك المعلومات، إلا أن الحوثيين لم يفعلوا ذلك".
ولفت
الخبير إلى أنه يعرف الكثير عن تصميم المنشآت النفطية في أبقيق وخريص، إلا أن المباني التي
تأخذ الشكل البصلي، هي على الأرجح جزء من "محطة فصل الغازات عن النفط قبل إرسالها
إلى المصافي في كل من شرق وغرب السعودية، وكذلك البحرين.
وتابع
لايتون بالقول إنه "يبدو أن زاوية الهجوم كانت من الشمال الغربي، ما يعني أن طائرات دون طيار جاءت من هذا الاتجاه، أي قادمة من جنوب العراق".
إلا
أن الخبير الاستخباراتي السابق رجح أن تكون الطائرات لجأت إلى المراوغة؛ لتجنب كشفها،
قائلا: "سيقودني ذلك إلى الاعتقاد بأنهم ربما جاءوا من إيران، وربما حلقوا فوق
العراق. شيء واحد من المؤكد أن الإيرانيين يعرفونه، هو رادارات الدفاع الجوي السعودية".
وقال
لايتون إنه في حين أن معظم الطائرات الُمسيرة أصغر بكثير، فهي ذات مقطع عرضي أصغر للرادار،
إلا أنه من المحتمل أن يتم اكتشافها بواسطة رادارات الدفاع الجوي السعودية.
ويعتقد
الخبير أن من يقفون وراء الهجوم بحثوا عن ثغرات للإفلات من الرادارات السعودية، واستغلوها
من أجل الطيران دون اكتشاف.
ورأى
لايتون أن الثقوب الدقيقة جدا تشير إلى أن السلاح يمكنه اختراق خزانات النفط دون استخدام
رأس حربي شديد الانفجار، موضحا: "إذا كان هناك رؤوس حربية ربما ألحقت مزيدا من
الأضرار داخل الهياكل التي أصابتها".
من جانبه،
قال المحلل العسكري الجنرال السابق مارك هيرتلينغ: "هذه الصور في الحقيقة لا تظهر
أي شيء، عدا الدقة الجيدة في ضرب خزانات النفط. لا يمكنك رؤية الكثير سوى آثار الحريق
في هياكل المنشآت، لكن هذا متوقع. لست خبيرا، لكن هذا يشير أيضا إلى أن الهجوم لم
يكن بصواريخ كروز، الأمر الذي كان سيؤدي إلى انفجار (وليس مجرد ثقب) في هذه المستودعات".
من
جهته، قال الأدميرال المتقاعد جون كيربي، إن وقوع الأضرار في الجزء الشمالي الغربي من
المنشآت لا يعني أنها أُطلقت من الاتجاه ذاته، مُشيرا إلى أن صواريخ كروز الإيرانية
مُتطورة إلى حد ما ولديها أنظمة توجيه، وبالطبع يمكن للطائرات دون طيار ضرب هدف من
أي اتجاه كذلك.
وأضاف:
"لقد صُدمت من دقة الضربات، كما شكة دبوس، من المُمكن بالتأكيد أن تفعلها الطائرات دون طيار، لكن مرة أخرى، هذا لا يؤكد أي شيء. على الرغم من أنك قد تتوقع المزيد من
الأضرار من صاروخ كروز، إلا أنه من المُمكن ألا يحمل كل واحد منها الحمولة ذاتها".
اقرأ أيضا: مصدر استخباري عراقي يكشف لـ"MEE" حقيقة هجومي أرامكو
رغم تحييد نهج بولتون.. واشنطن تؤجج النيران بين الرياض وطهران
هذه أهمية ضربة الحوثي الأخيرة لأرامكو وخطورتها الاستراتيجية
قيادي يمني لـ"عربي21": الرياض أرسلت قوات كبيرة إلى المهرة