قال كاتب إسرائيلي، إن "الفروقات الجوهرية بين مرشحي رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، وبيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض، لا تكاد تكون كبيرة، فهذان الخصمان متشابهان في مواقفهما السياسية حول جملة قضايا أساسية تهم الرأي العام الإسرائيلي مثل هضبة الجولان".
وأوضح داني زاكين في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21" أن "العثور على فروقات واختلافات أساسية بين نتنياهو وغانتس أمر تحيط به كثير من الصعوبات، رغم أن نتنياهو يبدي اختلافا جوهريا في صوته العالي بتصريحاته خلال الانتخابات وقبلها وبعدها، في حين أن السياسي المستجد غانتس ليس لديه ذلك الإرث السياسي غير العسكري الذي يمكنه من التعبير عن مواقفه بهذه الطريقة".
وأشار زاكين، وهو صحفي كبير، ومقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، إلى أن "غانتس في دعايته الانتخابية تحدث بكثير من العموميات والضبابية، لكننا عند البحث والتحري لن نجد أنهما بعيدين جدا عن بعضهما، ويظهر ذلك مثلا في مواقفهما المتشابهة من بقاء هضبة الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية، وعدم التنازل عنها في أي مفاوضات مستقبلية مع سوريا، لكنهما في مواضيع أخرى يمكن العثور على بعض الفروقات".
اقرأ أيضا: نتنياهو يجدد الدعوة لتشكيل "حكومة وحدة" "دون العرب"
أما على صعيد القضية الفلسطينية، فقال الكاتب إن "رئيس الحكومة اليمينية المنتهية ولايتها اتخذ شعاره الدائم عنوانه لا شريك فلسطيني، وتقريبا لجأ إلى قطع معظم الاتصالات السياسية والدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، لكنه أبقى على التنسيق الأمني والتواصل الاقتصادي معها، وفضل الذهاب إلى صيغة السلام الاقتصادي كأساس لصفقة القرن الخاصة بالرئيس دونالد ترامب، ويقوم بتنفيذها على الأرض".
وأكد زاكين، الذي يلقي محاضرات في الجامعة العبرية ومعهد هرتسيليا، والرئيس السابق لاتحاد الصحفيين الإسرائيليين، أن "نتنياهو بعد انتخاب ترامب زاد من المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية، وأعلن خلال حملته الانتخابية أنه سيفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن ومستوطنات الضفة، وتعهد بعدم إخلاء أي مستوطنة كما قامت إسرائيل بذلك سابقا".
وأضاف أن "غانتس من جهته يدعو على الفور إلى الدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية لإيجاد حل سياسي، ما يعني من جهته أن هناك شريكا فلسطينيا وهذا فرق جوهري عن نتنياهو، لكنه يتفق مع خصمه على ضرورة إشراك دول عربية في المسار السياسي القادم من خلال الشراكة الإسرائيلية مع الدول العربية المعتدلة مثل الأردن ومصر ودول الخليج".
وأوضح أنه "من خلال بحث دقيق في تصريحات غانتس، لا نجد له تعقيبا على صفقة القرن، لكنه أبدى دعمه الكامل للتعاون مع الدول العربية في أي اتفاق سياسي مستقبلي، وهذه أحد مبادئ الصفقة".
عند الحديث عن غزة، يقول الكاتب إن "غانتس رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي الذي قاده في حرب غزة الجرف الصامد 2014 يدعو لزيادة حدة الردود العسكرية على استمرار إطلاق الصواريخ من غزة، بما فيها الاغتيالات المركزة، وتعتمد نظريته أنه عقب عملية عسكرية واسعة يمكن توفير الهدوء الأمني، والبحث عن حل استراتيجي بعيد المدى في غزة، سويا مع دول المنطقة، وبذلك فهو يؤمن بعمل فعال ومكثف في غزة".
اقرأ أيضا: ما مدى تأثير "القائمة العربية"في ظل العنصرية الإسرائيلية؟
وأضاف أن "نتنياهو يتوافق مع غانتس على تنفيذ سياسة قاسية تجاه غزة، لكنه يتبع سياسة إدارة الصراع مع غزة وليس حله نهائياً، فقد انتهج نتنياهو خلال السنوات الماضية سلوكا معتدلا تجاه القطاع بصورة مفاجئة، من خلاله تم نقل الأموال القطرية إلى حماس، وتغاضى عن بعض الهجمات الصاروخية من حماس وباقي الفصائل".
وأشار إلى أن "نتنياهو في دعايته الانتخابية حاول الاستدراك عن سياسته السابقة بإطلاق الوعود بقرب تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد حماس في القطاع، وهناك من يقول أنه حاول في الأيام الاخيرة التي سبقت الانتخابات القيام بها".
وختم بالقول إننا "في النهاية أمام زعيمين، نتنياهو وغانتس، توجد بينهما فروق قائمة، لكنها ليست كبيرة بصورة نسبية، ما يختلفان فيه فقط هو التعبير عنها إعلاميا، وليس جوهريا".
يديعوت: هذه مؤشرات نهاية عهد نتنياهو.. منقطع عن الواقع
معركة محتدمة حول رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبل
نتائج الكنيست.. تراجع اليمين وتقدم اليسار و"المشتركة"