نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلتها في إسطنبول حانا لوسيند سميث، تقول فيه إن تركيا المعزولة التي تواجه عقوبات، تبحث عن مخرج سريع بعد العملية التي شنتها ضد أكراد سوريا، والتغير في الموقف الأمريكي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي اتسمت فترة حكمه بالمقامرات، يواجه أخطر حرب في حروبه الثلاث التي خاضها في سوريا.
وترى سميث أن "هذه الحرب الأخيرة قد تبدو حماقة؛ باعتبارها عدوانا ضد المقاتلين الأكراد الذين نالوا إعجابا بسبب دورهم في محاربة تنظيم الدولة، وتحركا أدى إلى أزمة إنسانية في منطقة من سوريا لم تصلها الحرب الأهلية".
وترى الصحيفة أن أردوغان قاد بلاده إلى عزلة لم تشهد مثلها منذ عقود، من حظر تصدير السلاح وعقوبات أمريكية، مشيرة إلى أن هناك مخاطر بدخول تركيا في المستنقع السوري، خاصة بعد دخول القوات التابعة للنظام على الخط الآخر من المعركة.
ويلفت التقرير إلى أن العقوبات الأمريكية تعد محدودة في الوقت الحالي، إلا أنها قد تتوسع في حال رفض أردوغان وقف عمليته العسكرية، ما سيؤدي إلى متاعب اقتصادية على الأتراك، الذين يعانون من زيادة نسبة البطالة والتضخم.
وتجد الكاتبة أنه في وقت يتزايد فيه عدد القتلى من الجنود الأتراك والمدنيين، فإن هذا لن يكون نذير خير لزعيم تتراجع شعبيته، كما حصل في الانتخابات البلدية، التي خسر فيها حزبه مدينة إسطنبول وأنقرة لصالح المعارضة.
وتقول الصحيفة إن هذا قد يكون الوجه المخيف للحملة العسكرية التركية، إلا أن هناك وجها آخر مرتبطا بأردوغان، الذي يعرف كيف يحول الشدائد لانتصارات، فوصول القوات السورية قد يمنحه فرصة للخروج من رمال سوريا المتحركة، خاصة بعد سيطرة قواته على تل أبيض ورأس العين، ذات الغالبية العربية، التي سيكون من السهل على تركيا إدارتهما، وعندها تزعم أن وصول القوات السورية يعني عدم وجود قوات حماية الشعب على حدودها.
وينوه التقرير إلى أن هذا قد يكون السيناريو المرضي لبلد يعيش حالة من "الهيجان الشوفيني"، ففي داخل تركيا يقوم أردوغان بتسويق العملية على أنها ضد الإرهاب، وهو كلام يقبله السكان الذين عانوا من سنوات الحرب ضد الانفصاليين الأكراد في الجنوب.
وتفيد سميث بأن أردوغان قدم رؤية مختلفة في مقال رأي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، الذي أطر الهجوم بأنه محاولة لإنهاء الأزمة الإنسانية، ومعالجة العنف وعدم الاستقرار، اللذين يعدان أساسا لموجات اللجوء، مشيرة إلى أنه كلام "يشنف أسماع الناس في الغرب".
وتقول الصحيفة إنه لكون أردوغان يسيطر على البلاد بشكل كامل، فلن يأتي أحد ليتحداه عندما يقول إن العملية تهدف لتحسين الأمن، مشيرة إلى أن العملية أدت إلى دق إسفين بين المعارضة العلمانية والحزب الكردي الرئيسي المتحالف معها.
وتختم "التايمز" تقريرها بالقول إنه في حال قرر أردوغان الدعوة لانتخابات عاجلة، وهو ما يعتقد البعض أنه سيفعله، فإنه سيستفيد من موجة النصر في سوريا، و"هي رقصة نصر فارغة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: بوتين في الرياض يحتفل بخروج أمريكا من سوريا
التايمز: كيف خدم خروج أمريكا غير المنظم من سوريا أعداءها؟
لوس أنجلوس تايمز: كيف تبدو العلاقة بين تركيا وأمريكا؟