علق قيادي بحركة النهضة التونسية على مشاورات تشكيل الحكومة التي تقوم بها الحركة، باعتبارها الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة، كاشفا أن المشاورات ما زالت في إطار ضيق، وتنتظر التنصيب الرسمي لرئيس الجمهورية قيس سعيد.
وقال القيادي البارز في الحركة عبد اللطيف المكي في حديث خاص لـ"عربي 21" إنه" لا يوجد عمل رسمي في الحقيقة بل مشاورات جانبية ضعيفة مازالت في البداية وينتظر أن تتكاثف بعد إعلان النتائج الرسمية وتنصيب رئيس الجمهورية " على اعتبار أن رئيس الدولة هو من يدعو الحزب الفائز لإجراء المشاورات.
وأوضح المكي بخصوص الأطراف التي تمت دعوتها: "هي مشاورات غير رسمية محادثات بين أصدقاء وزملاء وليست رسمية".
والمكي، تقلد منصب وزير الصحة في حكومة حمادي الجبالي وعلي العريض السابقتين، وطرح اسمه وفق تسريبات عن إمكانية ترأسه للحكومة القادمة أو تقلد منصب مهم فيها.
وشدد محدثنا على أنه لن تتم دعوة "حزب قلب تونس" الذي يرأسه مرشح الرئاسة الخاسر نبيل القروي و"الحزب الدستوري الحر" برئاسة عبير موسى، "نظرا لأن تحالفاتنا وكل علاقاتنا السياسية وأعمالنا هي على أرضية الثورة أي الاعتراف بقيم الثورة وعدم تمجيد العهد السابق الاستبدادي وكذلك مقاومة الفساد وكل الشبهات".
وفيما يتعلق بفرضية صعوبة تشكيل الحكومة وانتهاء الآجال الدستورية قال المكي: "أتصور أن تشكل في الوقت وفي الآجال التي يضبطها الدستور ولا مجال للقلق".
وعن شروط بعض الأحزاب الفائزة وخاصة منها التيار الديمقراطي الذي اشترط الحصول على حقائب وزارية (الداخلية والعدل) للمشاركة في الحكومة رد عبد اللطيف المكي "لا توجد إتصالات رسمية حتى نرد على هذه الشروط، ولا يمكن الحديث عنها في الإعلام، ويجب أن يكون الحديث مباشر، وقد يستعمل البعض الإعلام لرفع الأسقف والاشتراطات، ولكن الأساس هو عندما يجرى حوار ومحادثات رسمية".
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: هذه دلالات فوز قيس سعيد في انتخابات تونس
ويواصل المكي: "من الناحية الثانية، أي وزير أيا كان انتماؤه الحزبي ليس عليه تطبيق برنامج حزبه، وإنما البرنامج الحكومي الذي سيقع الحوار عليه، ولذلك قبل المرور إلى الشروط، يجب الحديث في البرنامج والأهداف والوسائل، وبعدها التشكيلة والوزراء".
أما عن بعض الأسماء التي يتم تداولها في تشكيلة الحكومة المقبلة، ومن بينهم اسمه ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي يجيب المكي: "ليس لدي أي خبر رسمي في هذا موضوع، ففي كل مناسبات مشابهة الرأي العام السياسي والاجتماعي يتداول أسماء وحلولا، وليس لي أي رد رسمي عن ذلك، وبصورة رسمية لم يتم تداول اسم رئيس الحركة وسينعقد مجلس الشورى نهاية الأسبوع وتقع التداولات الرسمية".
وعن موقفه الشخصي من فكرة تقلد الغنوشي لرئاسة الحكومة أو أي منصب، يرى المكي أنه سيناقش رأيه في المؤسسات وغير مفيد تقديمه في الإعلام في مواضيع دقيقة وحساسة.
وفي الجانب الخاص بالأولويات الكبرى التي ستعمل الحكومة الجديدة على تنفيذها أفاد عبد اللطيف المكي: "توجد تقريبا ثلاث أو أربع أولويات أولها المحافظة على ما حصل من تأمين للبلاد، ورفع مستوى المعيشة والقدرة الشرائية للمواطن، ومعالجة موضوع تفشي الجريمة في المجتمع".
ووفق القيادي بحركة النهضة فإن الأولوية الرابعة تتمثل في " تحسين مناخات الاستثمار، عبر الإصلاحات القانونية أو الإدارية وجلب الاستثمار ومقاومة الاحتكار والاقتصاد الموازي".
اقرأ أيضا: حركة النهضة تبدأ مشاورات الحكومة وتجدد دعم قيس سعيد
يشار إلى أن الشخصية التي تكلف بالتشكيل مطالبة خلال شهر أن تتمكن من ذلك، وفي حال الفشل يمدد لها بشهر آخر، وعند تجاوز أجل الشهرين أو في حالة عدم الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب، يقوم رئيس الجمهورية في أجل 10 أيام بإجراء مشاورات مع الأحزاب والائتلافات والكتل النيابية لتكليف الشخصية الأقدر من أجل تكوين حكومة.
هذا وعبرت بعض الأحزاب عن استعدادها المشاركة، فيما رفضت أخرى الأمر غير أن القرار الرسمي سيظهر عندما تبدأ فعليا وبصفة رسمية المشاورات في الأيام القليلة القادمة.
بدء انتخابات الرئاسة التونسية بالخارج والقروي يهاجم سعيد
الغنوشي: هذا ما سيحصل للبرلمان إذا فاز حزب "قلب تونس"
"النهضة" تدعم قيس سعيد رسميا بجولة إعادة رئاسيات تونس