مقتل ثلاثة متظاهرين بالرصاص الحي، أمام القنصلة الإيرانية في كربلاء، وذلك بفض الأمن العراقي للمتظاهرين بالقوة، بعد محاصرتهم مبنى القنصلية ورفع العلم العراقي عليها للمرة الثانية هذا الأسبوع.
وأطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي بإتجاه متظاهرين حاولوا أحراق مبنى قنصلية إيران التي يتهمها المحتجون بأنها خلف النظام السياسي العراقي "الفاسد" الذي يطالبون بـ"إسقاطه".
ويهاجم المتظاهرون بشكل غاضب إيران، ويتهمونها بالتدخل بالشأن الداخلي العراقي، وبأن لها يدا في قمع المتظاهرين في العراق.
وصّعد محتجو محافظات وسط وجنوب العراق ذات الغالبية الشيعية من وتيرة احتجاجاتهم، لتستهدف إغلاق طرق رئيسة ومؤسسات حكومية ومنشآت للطاقة مع منع موظفين من الالتحاق بوظائفهم.
وتدخلت قوات الأمن في العاصمة بغداد، وأعادت فتح شوارع رئيسية أغلقها متظاهرون، الأحد.
ويغلق متظاهرون منذ 6 أيام ميناء أم قصر الجنوبي والشمالي في محافظة البصرة (جنوبا)، وأقدم محتجون على إغلاق الطريق المؤدي إلى حقل مجنون النفطي.
ويعتبر حقل مجنون جنوب العراق ثالث أكبر حقل نفطي في العالم، وتقدر احتياطاته بـ12.6 مليار برميل.
وفي محافظة ميسان جنوب البلاد، أغلق محتجون مبنى شركة نفط ميسان، وحقل البزركان، ومصفاة نفط ميسان، ومنعوا الموظفين من الذهاب إلى وظائفهم، معلنين عصياناً مدنياً.
وفي محافظة واسط وسط البلاد، أغلق المحتجون جسوراً حيوية، ومنعوا موظفي المؤسسات الحكومية من الذهاب إلى وظائفهم، ولم تبد السلطات المحلية أي ردود فعل تجاه المحتجين.
وإزاء إغلاق حقول نفطية ومنشآت للطاقة، حذر نائب رئيس الوزراء العراقي ووزير النفط، ثامر الغضبان، الأحد، من أن أضراراً ستلحق بالمواطنين جراء إغلاق منشآت الطاقة.
وقال ثامر الغضبان في تصريح للتلفزيون الرسمي، إن "أي توقف في إنتاج الغاز من حقول النفط سيؤدي إلى توقف محطة كهرباء الرميلة الغازية التي تنتج 1400 ميغاوات".
وأوضح الغضبان أن "أي تأثير على عمل حقول النفط، سيؤثر على تجهيز المواطنين بالغاز السائل".
تصعيد الاحتجاجات قابله، دعوة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى المحتجين لإعادة الحياة إلى طبيعتها في بغداد والمدن الأخرى.
وقال عبد المهدي في بيان وجهه للشعب العراقي: "مر شهر تعطلت فيه المصالح والمدارس والجامعات، وآن الأوان أن تعود الحياة لطبيعتها ومنع أعمال الحرق والاعتداء مهما كانت".
وأضاف عبد المهدي أن "تهديد المصالح النفطية وقطع طرق الموانئ يتسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليارات".
اقرأ أيضا: محتجون يرفعون العلم العراقي فوق قنصلية إيران بكربلاء (شاهد)
واعتبر نصير كامل أحد منسقي احتجاجات البصرة في اتصال هاتفي مع الأناضول، أن "كلام رئيس الوزراء ليس جديدا، ولن نتوقع منه شيئا جديدا يلبي طلبات المتظاهرين، فهو والأحزاب الداعمة له تراهن على عامل الوقت لإنهاء الاحتجاجات كما كان في السابق".
وأضاف كامل أن "الوضع الآن مختلف عن احتجاجات الأعوام السابقة، نحن هنا لا نطالب بوظائف ولا خدمات عامة، هذا أصبح في الماضي، مطالبنا الآن مغادرة الطبقة السياسية الحاكمة وتحويل نظام الحكم في البلاد إلى الرئاسي".
وتابع كامل: "قيادة عمليات البصرة بدأت مساء اليوم مفاوضات مع المحتجين لإعادة فتح أبواب ميناء أم قصر وحقول النفط"، لافتا إلى أن "القوات الأمنية الآن وصلت إلى قناعة بأن استخدام العنف لن يجدي نفعاً".
وفي محافظة كربلاء (جنوبا) تمكنت القوات الأمنية من تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بعد محاولتهم اقتحام مبنى القنصلية الإيرانية وإحراقها بالقناني الحارقة أو ما تسمى بالمولوتوف، وتم اعتقال عشرات المتظاهرين على خلفية ذلك
ويشهد العراق، منذ 25 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، موجة احتجاجات مناهضة للحكومة، هي الثانية من نوعها بعد أخرى سبقتها بنحو أسبوعين.
وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرفعوا سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة، إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.
منذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة عبد المهدي، عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين، الذين يصرون على إسقاط الحكومة ضمن مطالب أخرى عديدة.
ووفقا لمفوضية حقوق الإنسان العراقية فإن 260 متظاهراً قتلوا وأصيب 12 ألفا بجروح خلال الاحتجاجات.
اقرأ أيضا: متظاهرون بكربلاء العراقية يغيرون اسم شارع "الخميني" (شاهد)
قتيل وإصابات بصفوف الأمن العراقي في هجوم بمدينة الصدر
مقتل 15 عراقيا بالرصاص بمدينة الصدر.. وإحالة ضباط للتحقيق
الموافقة على استقالة محافظ بغداد فلاح الجزائري