أربعة وثلاثون شهيداً سقطوا خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 12 و13 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في قطاع غزة المُحاصر منذ اثني عشر عاماً، والعالم يتفرج على المأساة والدم الفلسطيني المُراق بأيدي الإرهابيين الصهاينة.. أربعة وثلاثون شهيداً في عملية " الحزام الأسود" التي ردت عليها حركة الجهاد الإسلامي بعملية "صرخة الفجر"، وعلى رأس الشهداء الذين سقطوا كان أحد قادتها، بهاء أبو العطا قائد سرايا القدس في قطاع الشمال، هذا إضافة إلى عشرات الجرحى والدمار، في عدوان كيان الإرهاب والعنصرية "إسرائيل" على القطاع، ولم يُجرَح "إسرائيلي" واحد…
توقيت لافت للنظر
وبفارق ست دقائق وقع عدوانها على منطقة غرب المزة بدمشق بهدف اغتيال أكرم العجوري القائد في الجهاد الإسلامي الذي نجا واستشهد ابنه.. والعمليتان في غزة ودمشق، شأنهما شأن عمليات أخرى، تمتا بناء على عمل استخباراتي دقيق، وبتوقيت زمني لافت للنظر، سواء لجهة ما يجري في المنطقة من تطورات، أو ما يجري في داخل الكيان الصهيوني المحتل من أزمات سياسية بين الليكود وأزرق أبيض على الخصوص.. حيث يتعثر تشكيل وزارة، ويقوم الإرهابي المجرم نتنياهو بكل ما يستطيع للتخلص من المحاكمة بقضايا رشوة وسوء استخدام للسلطة وفساد وإفساد.
هذا الإرهاب الصهيوني الهمجي المتكرر والمسكوت عنه منذ سنوات وسنوات وسنوات، تعززه اليوم العنصرية الأمريكية المتماهية مع الصهيونية بزعامة دونالد ترامب،
جواسيس "إسرائيل"!
ما جرى ويجرى من استباحة للدم والأرض والسيادة في فلسطين المحتلة عامة وفي غزة خاصة، وما يجري من استباحة أيضاً لمواقع سورية بتوجيه ضربات بالطيران أو بالصواريخ، وما يتم من عمليات تصفية واغتيال من آن لآخر هنا وهناك، في مواقع وبلدان عربية أخرى، ولا نكاد نستثني الكثير من البلدان العربية التي أقدم فيها كيان الإرهاب الصهيوني على اغتيالات، من لبنان إلى تونس ومن سوريا والأردن إلى العراق، ومن الإمارات إلى المغرب.. إلى.. إلى.. كل ذلك يستدعي السؤال عن انتشار جواسيس "إسرائيل" ودور عملائها، وعن دور التنسيق الأمني بينها وبين أجهزة استخباراتية منها عربية، وعن التنسيق الأمني العجيب المريب بينها وبين السلطة الفلسطينية.. وعن أمور كثيرة وخطيرة في هذا المجال يجب البحث فيها، والتقصي عنها، ومواجهتها بمسؤولية سياسية وأمنية وأخلاقية ووطنية وقومية وإنسانية.. فضحاياها أكثر من كثير، ومداها وأمدها طالا ويطولان.. ولا بد من مواجهة هذا بحزم وعزم وعلم لوضع حد للاستباحة والانتهاك والقتل، سواء أكان ذلك في غزة والضفة الغربية أم في سوريا ولبنان، أم في أي مكان من الوطن العربي.
لقد قال الإرهابي نتنياهو، قبل أربع ساعات ونصف من العدوان الإجرامي على غزة ودمشق، واستهداف بهاء أبو العطا وأكرم العجوري "الإحباط نفسه نفذ على ما يبدو بقنبلة صغيرة (125 كيلوغراما) اخترقت غرفة النوم وأصابت السرير المعين فقط. فالمبنى السكني كان مأهولاً وأحد غير الزوجين لم يصب بأذى.."؟! وإذا صدق نتنياهو، وغالباً ما يكذب، فإن إصابة غرفة في الطبقة الخامسة من بناء مكتظ بالسكان، تستدعي معلومات دقيقة لا يوفرها إلا عناصر بشرية مدربة تعمل على الأرض بنَفَس طويل واطمئنان وبتقنيات متقدمة وذات أذرع وأعوان..
العنصرية الصهيونية لن يوقفها إلا وعي وعزم وكفاح.. فاستيقظوا أيها الأهل، وتعاونوا، ولا يخذلن بعضكم بعضاً فتذهب ريحكم وتخسرون..
اغتيال في غزّة.. أهداف شخصية وأخرى استراتيجية وسياسية
عمليات تصفية قادة حزب العمال الكردستاني