أجج إحراق مجهول لمجسم كلمة "ثورة"، بساحة الشهداء وسط بيروت، الجمعة، مشاعر المتظاهرين وعموم اللبنانيين المؤيدين للحراك الثوري في شهره الثاني بلبنان، بالتزامن مع بدء الاحتفالات باستقلال البلاد الـ76، والذي مد المتظاهرين بزخم ومشاركة فاعلة وغير مسبوقة منذ انطلاق التظاهرات.
وزاد إحراق المجسم الخشبي الذي بات يعبر عن رمزية ودلالة لدى شرائح عريضة بالمجتمع، من وهج التظاهر والتفاعل في العديد من المدن اللبنانية، وسط جمود وتباين كبير في خطوات السياسيين الباحثين عن مخرج مقبول لتشكيل الحكومة الجديدة.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن "شخصا كان على متن دراجة نارية ألقى الجمعة بعض المواد الحارقة على المجسم الموجود في ساحة الشهداء، فاشتعل بسرعة، ولم يبق منه أي شيء"، ليعاود المتظاهرون تصميم مجسم جديد من الفولاذ ورفعه باحتفالات أمس الجمعة بساحة الشهداء.
ومنذ الـ17 من الشهر الماضي، يشهد لبنان حراكا متصاعدا وتظاهرات عمت أغلب مناطقه، للمطالبة برحيل الطبقة السياسية وتشكيل حكومة غير حزبية.
وشهد أمس وسط العاصمة بيروت، كرنفالا كبيرا لدعم التظاهرات ومطالبها، شارك فيه قطاعات عريضة مثلت نقابات ومنظمات ومؤسسات أهلية بذكرى استقلال لبنان الـ76.
وشارك آلاف اللبنانيين بعرض مدني بأكثر من أربعين فوجا من مختلف المهن والقطاعات والوظائف والاختصاصات.
اقرأ أيضا: إحراق "مجسم الثورة" ببيروت وبومبيو يؤيد التظاهرات (شاهد)
وفي السياق السياسي، أكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أن الإدارة الأمريكية "تقف خلف عرقلة تشكيل الحكومة وتتحرك في الخفاء لفرض شروطها وجعل النتائج لمصالحها".
وقال قاسم في تصريحات لوكالة رويترز: "هناك مسؤولون أمريكيون يجرون اتصالات مباشرة مع سياسيين لبنانين، فليتركونا حتى نتفاهم فكلما ازداد تدخلهم أخروا الحل".
وأكد قاسم أنه "لا يرى أي مؤشرات لاندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان، الذي لن ينجرّ إلى الفتنة"، مجددا تأييد حزب الله المطالب الشعبية "بتحويل المسؤولين الفاسدين إلى المحاكمة كائنا من كانوا".
وعن كلام السفير الأمريكي الأسبق لدى لبنان جيفري فليتمان أمام لجنة في الكونغرس الأمريكي حول الأزمة اللبنانية، قال: "فيلتمان يقول بوضوح ماذا تريد أمريكا. إنها تريد حكومة لا سياسة فيها على قاعدة أنها تعتقد بأنها تؤثر أكثر، وتريد حكومة تعمل مع الغرب وتراعي المصالح الأمريكية بشكل مباشر، هذا هو مضمون كلامه، نحن يجب أن نعمل بما يراعي مصالح لبنان وبما ينسجم مع خيارات الشعب اللبناني".
وعلى صعيد التظاهرات في الشارع، نظم طلاب محتجون بمدينة طرابلس، وتحديدا ببلدة حلبا، مسيرة جابت الشوارع الرئيسية للبلدة شملت العديد من المدارس التي خرج منها طلابها، انتهت بوقفة أمام سراي حلبا الحكومي (مقر المحافظة)، طالب خلالها المشاركون "بحكومة من المستقلين للإشراف على انتخابات نيابية مبكرة، ومحاكمة ومحاسبة الفاسدين ناهبي المال العام".
— Ziad (@dankarz) 23 نوفمبر 2019
تظاهرات لبنان تدخل أسبوعها الرابع والطلبة يتصدرون
غضب متجدد في لبنان.. والحريري يجتمع مع باسيل (شاهد)
عون أمام أنصاره: رسمنا خارطة طريق من ثلاث نقاط (شاهد)