قال كاتب تركي، إن الاتفاق الليبي التركي، أطاح بكل الحسابات المهيمنة على شرق المتوسط، وفتح الطريق مجددا لخلق أدوار جديدة فيها، لافتا إلى أن الاتفاق يعد إيجابيا بالنسبة لمصر أمام اتفاقياتها مع اليونان.
وأشار الكاتب التركي محرم ساريكايا، في مقال على صحيفة "خبر ترك"، إلى أن الاتفاق يمهد لتطبيق "قانون البحار" والتي تحدد المنطقة التي تملك حقوقا خاصة من خلال خط مشترك بين دولتين تكون سواحلها متقابلة وقريبة من بعضها ليتم البحث عن جميع الموارد واستخدامها بما فيها طاقة المياه والرياح في البحار التي تقع بين البلدين.
أطاح بحسابات وخلط الأوراق
وأضاف أن الاتفاق التركي الليبي، خلق وضعا جديدا في شرق المتوسط، مشيرا إلى أن أنقرة لديها الكثير مما تكسبه من الاتفاق، إلى جانب أنه أطاح بكل الحسابات القائمة في المنطقة، وأعاد خلط الأوراق من جديد.
وأكد على أن نص الاتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الحكومة الليبية المعترف به من الأمم المتحدة، فايز السراج، كافيا لإرباك أسواق أولئك الذين هيمنوا في البحر المتوسط.
مكاسب لمصر
ولفت إلى أن تركيا حققت لمصر التي تشهد معها مشاكل بالعلاقات الدبلوماسية مكاسب من خلال اتفاقها مع ليبيا.
اقرأ أيضا: خبراء أتراك: اتفاق أنقرة وطرابلس عزز من مشروع "الوطن الأزرق"
وأوضح أنه حقق لمصر إمكانية نقل خط اليونان وكريت، وكاسوت ، ورودس وميس أي الخط الوسط إلى الشمال، بدلا من الجنوب والذي يسبب لها خسائر كبيرة.
وأضاف أن الوضع ذاته ينطبق على الاتفاقية التي عقدتها مصر مع إدارة قبرص اليونانية، ولو كانت مصر عقدت اتفاقا حول الحدود البحرية وفقا لخط الوسط بين الأناضول وأفريقيا بدلا من جزيرة قبرص، لكانت ربحت مساحة بحجم جزيرة قبرص أي 11 ألف و500 كم مربع.
وتابع: "وبالمقابل كانت اليونان ستخسر بقدر خسارة قطر، ولو كانت مصر عقدت الاتفاق مع تركيا، لكانت ربحت مساحة 15 ألف كم مربع أمام قبرص اليونانية"، لافتا إلى أن الاتفاق بين القاهرة وأثينا أثار جدلا في مصر وواجه انتقادات كبيرة.
وأكد على أنه لو أصرت مصر، ولجأت لعقد اتفاق جديد عبر "البر الرئيسي" لليونان، فإنه يشكل عقدة بالنسبة لأثينا، مما يسبب انهيار أطروحة اليونان حول أن الجزر هي الحدود البحرية بقدر البر الرئيسي.
ويطلق اسم البر الرئيسي على مساحة كبيرة من الأرض في منطقة ما (في مقابل الجزيرة أو الجزر القريبة)، أو على مجموعة أكبر من الجزر في أرخبيل ما. ويطلق على سكانها في بعض الأحيان اسم "سكان اليابسة الرئيسية".
طموح شخصي
وأشار إلى أن المفارقات بأن مصر وهي حليفة اللواء المتقاعد حفتر، رفضت الاعتراف بالاتفاق الليبي التركي، ووقفت في وجهه على الرغم من أنه يحقق لها مكاسب أمام اليونان.
اقرأ أيضا: الاتفاق التركي الليبي يثير قلق مصر واليونان.. لماذا؟
وأضاف أن القاهرة برئاسة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ستكسب مساحة أكبر من مساحة "جزيرة قبرص" غنية بالنفط في البحر المتوسط، لكنها تفضل الطموح الشخصي على مصلحة البلاد.
توسع سيطرة تركيا.. "خريطة اشبيلة"
وشدد الكاتب التركي، على أن الاتفاق أفشل الجهود الرامية بحصر تركيا في منطقة بمساحة 41 ألف كم من خلال "خريطة اشبيلية" التي يدعمها الاتحاد الأوروبي بإصرار من اليونان.
ولفت إلى أن تركيا، ستتمكن من السيطرة على مساحة 189 كم مربع، في البحر الأبيض المتوسط، أي أنها تجاوزت خسارة مساحة 148 ألف كم مربع (تعادل حجم 11 جزيرة مثل قبرص).
وأشار إلى أن تركيا في اتفاقها مع ليبيا أكسبها قوى جديدة من خلال ترسيم الخط الفاصل بين البلدين، وتحديد "الحدود الغربية للوطن الأزرق".
وأضاف أنه من الآن فصاعدا لن يتم إيقاف الصيادين الأتراك، كما حدث مع الجزائر عام 2009، لانهم أصبحوا الراعي الحصري لأسماك المنطقة.
خبراء أتراك: اتفاق أنقرة وطرابلس عزز من مشروع "الوطن الأزرق"
الغارديان: كيف بات أطراف النزاع الليبي يعتمدون على الدرون؟
لوبوان: السلام بليبيا باهظ.. و100 مليار دولار للإعمار