أوبزيرفر: هذه 10 شخصيات قوية ستترك بصمتها على شكل 2020

نشرت صحيفة "أوبزيرفر" مقالا للصحافي سايمون تيسدال، يقول فيه إن الدور الذي قام به دومينيك كامنغز في تسهيل نجاح بوريس جونسون في الوصول إلى السلطة، سلط انتباه المهتمين على أثر المستشارين والمقربين، الذين يبذلون جهودهم خلف الكواليس، والذين يستمع لهم سياسيون بارزون.

ويقول تيسدال في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن لدى كل ذوي السلطة من رجال ونساء حول العالم مستشارين ومعاونين مقربين ومعلمين خلف الكواليس، بالإضافة إلى أن هناك الحاشية ممن يحاولون التأثير وممن لهم طموحاتهم الخاصة، وقليل منهم من أصبح معروفا بشكل جيد، وإن كانت السمعة السيئة التي تميز بها كامنغز ليست استثنائية أيضا".

ويشير الكاتب إلى أن "من المعروف مثلا أن الرؤساء الأمريكيين يعتمدون بشكل كبير على المستشارين السريين، وعين رونالد ريغان مستشارين غريبي الأطوار، مثل الكولونيل أوليفر نورث صاحب فضيحة إيران – كونترا المشهورة، حتى أنه استشار منجمة، بناء على نصح زوجته نانسي".

ويقول تيسدال إن "دونالد ترامب، حديث العهد بالسياسة، طلب المساعدة من أشخاص ليسوا ذوي خبرة أيضا، بينهم زوج ابنته جاريد كوشنر ومقدم برامج (فوكس نيوز) تاكر كارلسون، الذي أقنعه شخصيا بعدم قصف إيران في حزيران/ يونيو الماضي".   

ويجد الكاتب أن "الأهم من ذلك هو أن الزعماء يعتمدون إلى درجة كبيرة على نصح أشخاص غير منتخبين ولا يخضعون للمساءلة، وأحيانا يكونون أشخاصا غامضين قد يشكلون أفكارهم ويوجهون أفعالهم بشكل حاسم".

ويستعرض تيسدال في هذا المقال عشرة من الأشخاص الأكثر تأثيرا والأقل شهرة في العالم، الذين يمارسون السلطة من خلف العرش:

فاليسداف سركوف (روسيا)

يلقب بـ"كاردينال الكرملين الرمادي"، ويعد شخصية غامضة، على الورق فإن سركوف مستشار رئاسي، مسؤوليته شرق أوكرانيا، لكن تأثيره يمتد إلى أبعد من ذلك، وارتفع شأنه مع بوتين عام 1999 وكان نائبا لرئيس الوزراء حتى عام 2013، وكونه منظرا رئيسيا للكرملين فهو من صاغ مصطلح "الديمقراطية ذات السيادة" التي تميز البوتينية، وهو نظام سياسي منفتح تتم السيطرة عليه من أعلى.  

وينظر إلى سركوف، الذي يميل للاستعراض المسرحي، على أنه متقن لسحر سياسة تجاوز الحقائق، بما في ذلك الحركات الاجتماعية والحملات المؤثرة والأخبار الكاذبة التي تتم إدارتها مسرحيا، ومعروف عنه أنه مغامر، كما أظهر اقتراحه الخطير هذا العام بأن بوتين نفسه يمكن الاستغناء عنه؛ لأن البوتينية "هي أيديولوجية المستقبل".

سيبث نادياي (فرنسا)

عينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثة رسمية برتبة وزارية، لكن منذ ترفيعها في نيسان/ أبريل أصبحت رمزا للمناداة بفرنسا شاملة ومتسامحة، كما وعد ماكرون عندما تم انتخابه.

ولدت في داكار في السنغال، ونالت الجنسية الفرنسية قبل ثلاثة أعوام، ولذلك يهاجمها اليمين المتطرف، خاصة لاختيارها الملابس ذات الألوان البراقة ولتسريحة شعرها الأفريقية.

وسخرت الوزيرة المحافظة السابقة، نادين مورانو، منها متحدثة عن "ملابس السيرك" التي ترتديها، وقالت نادياي حديثا: "هل أنا هدف للعنصرية؟ واضح أن الجواب نعم"، لكن كونها أول امرأة سوداء تعين متحدثة رسمية أصبحت أيضا الوجه العام الضروري لعودة ماكرون إلى التواصل مع الشعب بعد سنوات من الاحتجاجات، فتقول: "إنه يريد أن يكون النصف الثاني من دورته الرئاسية مركزا على التقارب مع مواطنينا".

أجيت كومار دوفال (الهند) 

يعرف بالهند على أنه "جيمس بوند الحقيقي"، وهو مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء عن الحزب القومي الهندوسي، ناريندرا مودي، ويعد أكثر مستشاريه الموثوق فيهم في مجالي الأمن والسياسة الخارجية.

وأصبح دوفال شخصية مرموقة في بعض الأوساط بسبب خلفيته في جمع المعلومات الاستخباراتية ومكافحة الإرهاب ومكافحة الجاسوسية، بما في ذلك في كشمير والبنجاب وشمال شرق الهند، وبحسب بعض الروايات فإنه عاش متخفيا في الصين وميانمار وباكستان، وعندما خشي أن يكتشف أنه هندوسي بسبب ثقبي الحلق في أذنيه فإنه لجأ إلى عملية تجميل، أو هكذا تقول الرواية.

وينتقد دوفال لآرائه الصقورية التي تسمى "عقيدة دوفال"، خاصة في كشمير، حيث أدى دورا رئيسيا في فرض الحكم المباشر من دلهي في وقت سابق من هذا العام، ويحتج بأنه لا مكان للأخلاقيات في العلاقات الدولية.

ستيفن ميلر (أمريكا)

يعد ميلر أحد المستشارين غير الظاهرين في البيت الأبيض، وقد تعد أكبر إنجازاته أنه استطاع أن ينجو من عمليات التطهير التي أطاحت بالشخصيات المشهورة، مثل ستيف بانون وجون بولتون.

لكن يبدو أن ميلر الشاب (34 عاما)، والمستشار الرئاسي لشؤون الهجرة، يحظى بثقة دونالد ترامب كما يشاركه تعصبه، ويقال إنه أدى دورا مهما في صياغة حظر الهجرة من الدول المسلمة، وسياسة بناء الجدار مع المكسيك.

ويتهمه خصومه بأنه العنصري الأبيض الخفي في البيت الأبيض، والذي أثار آراء قومية بيضاء معادية للهجرة ومتخوفة من المهاجرين، وكان قد عمل سابقا مع السيناتور جيف ساشينز، وطالب مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون باستقالته؛ لأنهم يشعرون أنه "ببساطة لا يصلح لأن يخدم في أي منصب في البيت الأبيض، ناهيك عن كونه مستشارا سياسيا كبيرا"، لكن ترامب لم يعر اهتماما لتلك الدعوة.

محمد حمدان دقلو (السودان)

الوجه المشؤوم للثورة السودانية، وهو الشخص الذي من الممكن أن يفشلها، يعرف باسم حميدتي، ويرأس قوات الدعم السريع، ورثة الجنجويد الذين ارتكبوا إبادة جماعية في دارفور في العقد الأول من هذا القرن.

وكان دور حميدتي مركزيا في محاولة قمع الثورة التي أطاحت بالديكتاتور السوداني، عمر البشير، في نيسان/ أبريل، ويتهم هو وقواته بالوقوف خلف مقتل أكثر من 100 متظاهر في الخرطوم في حزيران/ يونيو.

ولكن بعد مفاوضات الشراكة في السلطة مع المعارضة خرج حميدتي بصفته نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي، لكن الدبلوماسيين يقولون بأن حميدتي، الذي عملت عائلته في تجارة الجمال، ويحظى بدعم العائلة المالكة السعودية، يأمل بأن يصبح رئيسا للسودان، ويخشى من أن طموحاته الواضحة وضعف رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الفتاح البرهان قد يؤديان إلى تدمير انتقال السودان إلى الحكم المدني. 

بيتر ألتمائير (ألمانيا)

يوصف ألتمائير بأنه أقوى رجل في برلين، وإن كان ذلك صحيحا فهو لأنه بقي قريبا من المستشارة أنجيلا ميركل، أقوى امرأة في برلين، ومنذ دخوله إلى البوندستاغ عام 1994، عمل ألتمائير مسؤول انضباط لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ثم وزيرا للبيئة، ورئيسا للمستشارية الاتحادية الألمانية، ووزيرا للاقتصاد وهو منصبه الحالي، ويحسب على الوسط مثل زعيمته، لكن اليمينيين يشكون بأنه ليبرالي ذو أفكار خضراء، وهو من ساعد ميركل على إدارة إنقاذ اليونان من أزمتها، وساعدها على استمرار سياسة الأبواب المفتوحة المثيرة للجدل تجاه المهاجرين السوريين.

ولديه استقلالية في الرأي: ففي عام 2017 صوت على خلاف ميركل لصالح زواج المثليين، وفي الوقت الذي تشارف فيه فترة حكم زعيمته على نهايتها، يبدو أن ألتمائير سعيد بالاستمرار في العمل خلف الكواليس مستشارا لأنيغريت كرامب-كارنباور، التي اختارتها ميركل خليفة لها، وصادق هو على ذلك الاختيار.

قاسم سليماني (إيران)

اللواء الإيراني قاسم سليماني، قائد قوات القدس في الحرس الثوري الإيراني، مسؤول عن العمليات السرية في الخارج، ويعد واحدا من أقوى الشخصيات في الشرق الأوسط بعد عقد من تنامي النفوذ الإيراني.

وسواء كانت القضية هي بشار الأسد، في محاولته لإعادة فرض سيطرته في سوريا، أم حرب الحوثيين بالوكالة مع السعودية في اليمن، أم تسليح المليشيات الشيعية الموالية لإيران في لبنان وغيرها على الحدود مع إسرائيل، أم المواجهات البحرية مع أمريكا في الخليج، أم مسألة من يحكم العراق، تجد سليماني في قلب الحدث، متخفيا وبشكل سري، ومن الواضح أن الوصول إليه أمر صعب، ويزعم أن إسرائيل حاولت اغتياله أكثر من مرة، وإن كان أحد يستطيع إيقاف سليماني فإنهم الملالي في طهران الحريصون على إحباط طموحاته السياسية التي ينكرها.

إبراهيم كالين (تركيا)

كالين هو المستشار الرئيسي والمتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبالنظر لخلفيته الأكاديمية واختصاصه بصفته محللا فكريا، فإنه يمكن تسمية كالين عقل أردوغان.

وعادة ما ينظر إلى الزعيم التركي في أوروبا وأمريكا على أنه شريك مندفع وجدلي ومستبد ويقوض حلف الناتو، بسبب غزوه لسوريا، وبسبب شراء صواريخ روسية، ويقع على عاتق كالين أن يقدم الرواية البديلة الجذابة، وهو ما يفعله ببراعة بالغة، ففي مقال له في "بلومبيرغ" قام بقلب الطاولة على منتقدي أردوغان، وقال إن مصالح تركيا الأمنية الضرورية في محاربة "الإرهاب الكردي"، والسعي لتحقيق السلام في سوريا، والتسوية للقضية القبرصية، واقتلاع جذور المخططين للانقلاب، كلها أمور لا يأخذها الغرب بجدية، وأضاف: "إن السياسة الخارجية ليست لعبة محصلتها صفر.. فمن حق تركيا أن تحمي مصالحها في الشرق الأوسط وأفريقيا، كما هو من حق فرنسا وأمريكا". 

ليو هي (الصين)

نائب رئيس الوزراء الصيني، ومفاوض التجارة الرئيس مع أمريكا، كان محظوظا في بداية حياته: كان زميل دراسة وصديقا مقربا من رئيس البلاد القوي شي جينغ بينغ، في المدرسة المتوسطة بكين 101 في أوائل الستينيات من القرن الماضي.

وبعد صعود شي لرئاسة الحزب الشيوعي تم إدخال ليو، خريج جامعة هارفارد في الاقتصاد، إلى المكتب السياسي في 2017، ووصفه شي ذات مرة بأنه "مهم جدا بالنسبة لي"، لكنه يحتاج لكثير من الحظ لمنع اندلاع خلاف تجاري آخر مع ترامب، وخفف الاتفاق الجزئي هذا الشهر من حدة القضية، وإن كانت لا تزال البضائع الصينية تعاني من تعرفة جمركية قيمتها 360 مليار دولار، فيما يعاني الاقتصاد الصيني.

ميغول دياز – كانل (كوبا)

إنه رجل لديه أصعب وظيفة في العالم، وهي تسيير كوبا في مسارها المستقبلي ما بعد عهد كاسترو، ودياز-كانل ، الذي عين رئيسا في وقت سابق من هذا العام، يتوقع أن يخلف راؤول كاسترو في رئاسة الحزب الشيوعي في 2021، وذلك سيجعله أول زعيم ليس من عائلة كاسترو منذ عام 1959.

وقد يفتقر دياز-كانل، الذي عرف عنه أنه تكنوقراطي ويتمتع بالكفاءة، إلى الكاريزما التي كان يتمتع بها أسلافه، بالإضافة إلى أن عليه أن يتعامل مع إرثهم، وهو ما يتضمن تدهورا في العلاقات مع إدارة ترامب، التي فرضت عقوبات جديدة على كوبا هذا العام، وأحيت العقوبات القديمة لهزيمة "ثلاثية الاستبداد"، كوبا وحليفتاها فنزويلا ونيكاراغوا، وعلى دياز-كانل أن يثبت أن من اعتاد العمل خلف الكواليس بإمكانه القيادة في الأمام. 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)