دعا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في كلمة متلفزة، بثت مساء الجمعة، إلى النفير العام، و"الجهاد"، وفق تعبيره، ضد أي قوات يتم إرسالها إلى ليبيا، ويقصد بذلك تركيا، التي تعتزم القيام بذلك بطلب من حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا.
وقال حفتر من مدينة بنغازي الليبية، شرقي البلاد، إن قواته على الاستعداد لمواجهة القوات التركية الداعمة لحكومة الوفاق، مؤكدا أن "المعركة اليوم لم تعد من أجل تحرير العاصمة طرابلس فحسب، بل أصبحت حربا في مواجهة مستعمر غاشم".
وحرض ضد حكومة الوفاق، والعاصمة طرابلس، وقال: "لم يعد تحرير طرابلس محل شك لدى الشعب الليبي وقواته المسلحة والعالم، بعد أن استنزف الإرهاب منذ الرابع من أبريل كل طاقته، وتلقى من الضربات الموجعة ما شتت تجمعه وأفقده غالبية مقاتليه وعتاده، حتى لجأ إلى تجنيد الأطفال والمرتزقة، والزج بهم إلى الموت والهلاك"، رغم أن حفتر هو الذي يتهم باستخدام المرتزقة، وتجنيد الأطفال، وفق ما تم توثيقة بتقارير دولية سابقا.
اقرأ أيضا: غوتيريش يحذّر تركيا من إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا
وتحدث حفتر عن "ساعة الصفر للاقتحام الكاسح الواسع وبداية المعركة الحاسمة التي تشرف الآن على أن تتوج بالنصر والفتح المبين"، رغم أنه تحدث عن هذه الساعة لأكثر من مرة، وسط فشل لقواته بإحراز أي تقدم في طرابلس.
وأوضح أن "المعركة اليوم لم تعد من أجل تحرير العاصمة طرابلس فحسب، بل يشتد سعيرها ويتأجج لهيبها لتصبح حربا ضروسا في مواجهة مستعمر غاشم يراه في ليبيا أرثه التاريخي، وأنها أرض بلا شعب".
وتحدث قاصدا تركيا بالقول، إنها "مستعمر يحلم باستعادة إمبراطورية أجداده بطوب من الجهل والتخلف والغطرسة والطغيان، وقهر أمة العرب، ونهب ثرواتها، ويحشد قواته اليوم لغزونا واحتلال أرضنا، واستعباد شعبنا من جديد".
وهاجم حكومة الوفاق وعلاقتها بتركيا، قائلا إن أنقرة "وجدت من الخونة من يوقع معها اتفاقية الخنوع والذل والعار، بلا سند شعبي أو دستوري أو أخلاقي؛ لاستباحة أرضنا وسمائنا، ولكن هيئات".
إعلان "الجهاد"
وأعلن حفتر "المواجهة وقبول التحدي ورص الصفوف، ونبذ خلافاتنا فيما بيننا، ونعلن الجهاد والنفير والتعبئة الشاملة، ونحمل السلاح رجال ونساء عسكريين ومدنيين".
وطالب حفتر جميع الشعب الليبي بأن يصطف إلى جانب قواته المسلحة وضباطها وجنودها.
رسالة للأتراك
ووجه حفتر كلمة للشعب التركي "الصديق"، قائلا: "تربطنا به تواصل الأخوة في الإسلام، وعليه أن ينتفض في وجه هذا المغامر المعتوه الذي يدفع بجيشه إلى الهلاك، ويشعل الفتنة بين المسلمين وشعوب المنطقة بأسرها إرضاء لنزواته".
رسائل إلى الدول العربية
ووجه خلال كلمته مخاطبا "الأمم العربية قاطبة إلى شعوبهم وجيوشها وقادتها، إلى شبابها وكهولها، بأن حربا قومية يشعل فتيلها هذا السلطان التركي المعتوه في كامل المنطقة، تستهدف الهوية العربية من مغربها إلى مشرقها، بإعلانه أن ليبيا إرث له، وهي إشارة ليس لها إلا دلالة واحدة، بأن الدول العربية دون استثناء هي جزء من إمبراطورية أجداده، التي انهزمت وتهاوت وطواها التاريخ غير مأسوف عليها وإلى غير رجعة، وهي جميعها في خارطة أحلامه وأوهامه".
اقرأ أيضا: برلمانات دول الحصار: نرفض قرار التدخل الأجنبي في ليبيا
وطالب الدول العربية بأن "يردوا عليه الإهانة بقدر ما يستحق منها، وأن يستعدوا لصناعة التاريخ من جديد، وتربصوا بعدوكم كما يتربص بكم، وعلموه أن على الباغي تدور الدوائر".
وصوّت البرلمان التركي، الخميس الماضي، على الطلب الذي قدمته الرئاسة لتفويض الحكومة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني.
وأعلن رئيس البرلمان، مصطفى شنطوب، أنه "تم التصويت بالموافقة على المذكرة بـ325 صوتا مقابل 184 صوتا بالرفض".
يذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وقع مذكرتي تفاهم مع فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية، في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق الصلاحية البحرية؛ بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.
وكان حفتر أعلن في 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري بدء المعركة الحاسمة والتقدم نحو طرابلس، لكنه لم يتمكن من دخولها حتى الآن.
محلل ليبي: إعلان حفتر إمكانيته دخول طرابلس "أضغاث أحلام"
هدوء حذر جنوبي طرابلس.. وفشل باقتحامها من قوات حفتر
متحدث باسم "الوفاق" لـ"عربي21": بيان حفتر يؤكد وقوعه بورطة