رغم
قبوله الهدنة وحضوره مؤتمر "برلين" إلا أن قوات وموالين للواء الليبي، خليفة
حفتر قاموا بغلق بعض الموانئ النفطية الهامة في شرق البلاد ومنع التصدير منها، ما طرح
تساؤلات حول دلالة الخطوة وتوقيتها.
وزعم
المتحدث باسم "حفتر"، أحمد المسماري أن "من أغلق الموانئ النفطية هو
الشعب الليبي من أجل توصيل صوته للمجتمع الدولي".
"تدخل"
من جهتها،
طالبت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا التابعة لحكومة الوفاق بالتدخل العاجل لإلغاء
قرارات إقفال الموانئ والحقول النفطية بالمناطق الوسطي والشرقية، وذلك في رسالة وجهها
رئيس المؤسسة، مصطفى صنع الله إلى رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح.
وكشفت
المؤسسة أن "الخسائر اليومية لإيقاف حقول النفط تقدر بحوالي 55 مليون دولار يوميا،
وأن "إغلاق الإنتاج ليس خطوة بناءة في هذا التوقيت، لتحقيق هدف الشفافية وعدالة
التوزيع"، وفق بيان.
وتسيطر
قوات حفتر على تأمين الحقول والموانئ النفطية في المنطقة الوسطى والبريقة، لكن إدارة
المؤسسة الوطنية هي من تدير عملية التصدير للنفط.
في سياق
متصل، دعت مسودة البيان الختامي لمؤتمر برلين الذي اختتم أعماله الأحد، جميع الأطراف
المتحاربة في ليبيا الامتناع عن الاقتتال أو الأعمال العدائية التي يمكنها التأثير
على المنشآت النفطية، مؤكدة أن المؤسسة الوطنية التابعة لحكومة الوفاق هي الكيان الوحيد
الشرعي المسموح له ببيع النفط"، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز".
اقرأ أيضا: قوات حفتر تغلق موانئ نفطية والأمم المتحدة تحذر من العواقب
"ضمان وورقة
ناجحة"
وقال
عضو البرلمان الليبي والمؤيد لعملية غلق الموانئ، زياد دغيم إن "ورقة النفط ظهرت
الآن بسبب ضعف الصياغة في المبادرة التركية الروسية حيث أنها خلت من ضمانات وجدول زمني
لإنتاج حل سياسي يعالج الأسباب الحقيقة للحرب، وغياب هذه الضمانات أدى إلى خلق البحث
عن ضمان آخر وهو الورقة الأهم وهي النفط".
وأشار
في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "المشير حفتر ليس هو الأول الذي استخدم
ورقة النفط في فترة سيطرته، فمنذ 2012 وقبائل برقة (الشرق الليبي) تهدد وتغلق الحقول
النفطية بقيادة إبراهيم الجضران، لذا هي مشكلة قديمة وممتدة ومستمرة دون تقديم أي حلول"،
وفق تقديره.
"تأثير سلبي"
لكن
الكاتب السياسي الليبي المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، محمد بويصير أكد أن
"خطوة إغلاق تدفق النفط من قبل حفتر لا تضر بالاقتصاد الليبي فقط لكنها أيضا تتعارض
مع سياسة الولايات المتحدة التى إحدى ركائزها استمرار تدفق النفط الليبي، لذلك هذا
التصرف تأثيره سيكون سلبيا على حفتر".
وأضاف
لـ"عربي21": "الجميع يعلم كذب الادعاء أن المنع هو من قبل قبائل في
الشرق، لأن الحقيقة أن من قام بهذا هم مجموعة مرتزقة يعرفها أبناء القبائل منذ مسيرات
تأييد القذافي وهي مجموعات تعمل مباشرة بأوامر من الجنرال الليبي"، وفق كلامه.
رسالة
لـ"برلين"
بدوره
رأى المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش أن "إغلاق الحقول النفطية والتحريض عليها
إعلاميا هي لعبة مكشوفة تم التحضير لها تزامنا مع انعقاد مؤتمر برلين لتحقيق بعد النقاط
السياسية في المؤتمر، كما أنها جاءت لتعطي الانطباع للمشاركين أن حفتر هو المسيطر على
الأرض وأنه يستحق في المقابل مكاسب سياسية أو تحقيق الحد الأدنى من ما وضعه من شروط".
وتابع:
"كما يبدو أن هناك مباركة لهذه الخطوة من قبل بعض الدول الإقليمية والأوروبية،
لكن الولايات المتحدة هي من تتولى الملف الاقتصادي ولن تسمح باستمرار هذا العبث الذي
يؤثر سلبا على اقتصاد ليبيا وعلى جهود واشنطن في الدفع نحو وحدة المؤسسات الاقتصادية،
وسنرى نهاية لهذا العبث بعد انقشاع غبار مؤتمر برلين"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".
وقال
عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر إن حفتر "يحاول
الضغط على المجتمع الدولي بورقة النفط بعد سقوط ورقة مكافحة الإرهاب من يده، وتكشف
حقيقتها أمام العالم وبعد دخول تركيا على الخط مما أربك حساباته الدولية"، حسب
رأيه.
وأوضح في تصريح لـ"عربي21" أن "الجنرال الليبي يحاول اللعب
بورقة النفط تزامنا مع مؤتمر برلين والجهود الدولية والتي تحاول حلحلة الأزمة من أجل
تحقيق مكاسب سياسية وفقط، خاصة أنه يحاول استغلال التوتر بين إيران وأمريكا معتقدا
أن هذه الخطوة ستكون في صالحه".
اقرأ أيضا: إعلان برلين.. خطة شاملة واتفاق لوقف دعم الصراع (وثائق)
كيف سيكون المشهد الليبي حال فشل مؤتمر برلين؟
هذه فرص نجاح مؤتمر برلين.. كيف تؤثر نتائجه على مشهد ليبيا؟
ليبيا.. هل ستؤثر الهدنة على مخرجات مؤتمر "برلين" المرتقب؟