نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا لمديرة الجمعية القانونية البريطانية "ريبريف"، التي تساعد السجناء في الخارج ، مايا فاو، تدعو فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للوقوف في وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والدفاع عن حقوق الإنسان.
وتقول فاو في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن زيارة الرئيس المصري إلى لندن تجعل من موضوع الظروف الرهيبة التي يعاني منها السجناء في السجون المصرية على رأس قائمة الأولويات للبحث.
وتشير الكاتبة إلى أن السيسي، الذي خاطب عام 2014 ولأول مرة الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعهد ببناء "مصر الجديدة.. دولة تحترم وتطبق حكم القانون وتضمن حرية الرأي للجميع"، لافتة إلى أن "هذا لم يحدث، ففي خلال السنوات الست الماضية، تماشى القادة الغربيون مع الوضع ورحبوا بالسيسي بصفته شريكا تجاريا وحليفا، واكتفوا بتصريحات غامضة حول انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها حكومته".
وتلفت فاو إلى أن مواطنا أمريكيا حكم عليه في نيسان/ أبريل 2018، في محاكمة جماعية، بالسجن لمدة 15 عاما، لكنه توفي في السجن الأسبوع الماضي بعد إضراب عن الطعام، مشيرة إلى قول الرئيس دونالد ترامب إن السيسي قام بـ"عمل عظيم".
وتقول الكاتبة إن بوريس جونسون وقادة دول العالم صافحوا السيسي، والتزموا بالكياسة وعدم الحديث معه عن انتهاكات حقوق الإنسان، من التغييب القسري إلى التعذيب وأحكام التعذيب التي استخدمت لقمع المعارضة في مصر، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي هبطت فيه طائرة السيسي في مطار لندن للمشاركة في مؤتمر للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، تحدث سفير بريطانيا في القاهرة عن "العلاقات الاقتصادية والسياسية القوية بين البلدين".
وتنوه فاو إلى أن الأمير وليام رحب بالسيسي إلى جانب قادة الدول الأفريقية في قصر باكنغهام، فيما رتب للقاء ثنائي بينه وبين رئيس الوزراء، مشيرة إلى أن "الترحيب البريطاني لا ينقصه سوى السجاد الأحمر".
وتفيد الكاتبة بأن "هذا كله في وقت تشهد فيه القاهرة محاكمة جماعية لـ304 معتقلين، بعضهم كانوا أطفالا وقت إلقاء القبض عليهم، ووجد مؤشر أحكام الإعدام في مصر لمنظمة (ريبريف) أن حوالي 2500 شخص حكم عليهم بالإعدام خلال السنوات الخمس الأولى من حكم السيسي، وتم إصدار أحكام إعدام مبدئية ضد 1884 في محاكمات جماعية، تتكون كل واحدة منها من 15 شخصا أو أكثر".
وتقول فاو إنه "من الصعب تخيل هذه المحاكمات غير العادلة، فمصر السيسي هي صندوق أسود يعمل فيها الصحافيون ضمن رقابة وقيود مشددة، فيما يتم التحرش بالصحافيين الناقدين للنظام واعتقالهم، وفي الوقت الذي تظهر فيه بعض الصور جماعات من الرجال بزي السجن محتجزين في الأقفاص داخل قاعات المحكمة، لكن من الصعب الحصول على تقارير مستقلة حول المحاكمات".
وتجد الكاتبة أنه "لا يمكن فهم العدد الكبير للمتهمين في المحاكمة الواحدة، ففي محكمة مطاي قدم 529 متهما، وفي أخرى في المنيا قدم 683 متهما جرى اعتقالهم بناء على قانون التجمع، الذي يقوم بمعاقبة الجميع بجريرة القلة، وعادة ما يتم القبض على أطفال كانوا في المكان الخطأ ويتم سجنهم إلى جانب الكبار في خرق واضح للقانون الدولي".
وتؤكد فاو أن "التحدث بصراحة يعد فعلا شجاعا في مصر ومحفوفا بالمخاطر، فعندما تحدثت والدة طفل معتقل حاليا مع باحثة تعمل مع الجمعية طلبت عدم الكشف عن اسمها، مع أن القصة التي قدمتها مثيرة للرعب".
وتشير الكاتبة إلى أنه "في كانون الأول/ديسمبر 2016 عندما قام عملاء الأمن بمداهمة بيته، كان عمار يستعد للذهاب إلى المدرسة، وكان عمره 17 عاما، وتم تعصيب عينيه طوال الأشهر الأربعة، وظل مقيدا في جدار زنزانة مع 25 معتقلا في مقر المخابرات المصرية، وفي لائحة الاتهام الموجهة له اتهم بالانضمام إلى منظمة إرهابية والتآمر لارتكاب القتل، ولا توجد أي ذرة من الحقيقة في هذه التهم".
وتفيد فاو بأن "السبب الحقيقي لاعتقاله ظهر عندما نقل إلى زنزانة قريبة كان والده معتقلا فيها، وتم تجريد عمار من ملابسه وتعليقه من سقف الزنزانة، وقام الضباط بضربه لمدة 3 أيام، واستخدموا الصعقات الكهربائية على رأسه والمناطق الحساسة لديه، مع أن والده أخبرهم أنه سيعترف بأي شيء يريدونه لو أوقفوا التعذيب عن ابنه عمار".
وتلفت الكاتبة إلى أنه "عندما سمح لوالدته بمقابلته فإنها لم تكن قادرة على التعرف عليه، فالولد الوسيم صاحب الخط الجميل الذي حفظ القرآن، وكان يرغب في دراسة الهندسة، بدا ضعيفا وغير نظيف ومحطما، وتضررت عيناه بسبب الضرب، ولم يسمح له بالاستحمام لأشهر".
وتقول فاو إنها تحث جونسون على فتح قضية عمار مع السيسي هذا الأسبوع، "بدلا من التخفي وراء شعارات بناء (مجتمع ديمقراطي مزدهر) في مصر".
وتنوه الكاتبة إلى أن "السيسي يقول إنه يجب عدم الحكم على نظامه بناء على المعايير الأوروبية، لكن حق الحياة وحق التحرر من التعذيب، أو الحق في محاكمة عادلة ليست معايير أوروبية فقط، فهي حقوق عالمية ويتم انتهاكها يوميا في مصر".
وتختم فاو مقالها بالقول إنه "من ناحية المبدأ فإن بريطانيا تعارض حكم الإعدام في الأحوال كلها، وعند الجلوس مع زعيم يستخدم أحكام الإعدام لمعاقبة معارضيه فإنه يجب على جونسون إظهار الشجاعة الأخلاقية لمعارضتها في الواقع أيضا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
التايمز: هل سيواجه جونسون السيسي بسجله الحقوقي البائس؟
مسؤول بالموساد يكشف تفاصيل تجنيد صهر جمال عبد الناصر
الغارديان: استراتيجية ترامب الحمقاء تجاه إيران تعجل بالحرب