كاتب روسي: هل تحمل "بريكسيت" مخاوف الانقسام لبريطانيا؟

تناول الصحفي غينادي غرانوفسكي في مقاله "بريطانيا يمكن أن تفقد وحدتها"، مكامن خطر تفككك المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وأشار في المقال المنشور بصحفية "فوينيه أوبزرينيه" الروسية وترجمه موقع "روسيا اليوم"، إلى أن الحكومة البريطانية أشعلت الأنوار احتفالا وسط لندن بعد الانسحاب رسميا من الاتحاد الأوروبي ليلة الجمعة الماضية.

ونوه إلى أن أمام الحكومة البريطانية فترة انتقالية مدتها سنة واحدة، تنتهي في 31 كانون الأول/ ديسمبر القادم، من أجل الاتفاق على التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وعلى الأقل مع دول مجموعة العشرين، لتتلافى أن يتسبب الخروج بانهيار اقتصادها.

واستغرق توصل الاتحاد الأوروبي، في حينه، إلى اتفاق تجاري مع سنغافورة إلى 9 سنوات من المفاوضات، ومع كندا 8 سنوات، ومع اليابان 6 سنوات، بحسب ما ذكر الكاتب، موضحا بأن "الخبراء يشكون في قدرة الحكومة البريطانية على حل مثل هذه المشكلة المعقدة في أقل من عام".

اقرأ أيضا: "بريكسيت" ترفع عدد البريطانيين الباحثين عن جنسية أخرى

وذكر بأن "القلق ينمو داخل البلاد"، مستدلا بـ"شعور سكان إيرلندا الشمالية برائحة الحرية"، ومنبها إلى أنه في السابق كانت "حركة قوية للانفصال عن المملكة المتحدة والتوحد مع إيرلندا".

ويضاف لذلك "انقسام سكان أسكتلندا إلى قسمين، 44 بالمئة مع الاستقلال، و 56 بالمئة يعارضونه، كما أن للقوميين حضورا قويا في إدارة منطقة الحكم الذاتي هناك".

واعتبر الكاتب بأن هذه المعطيات "تهدد المملكة المتحدة في أن تصبح غير متحدة. وسوف يشكل ذلك، في حال حدوثه، ضربة حقيقية للملكة وللأسرة الحاكمة، بل للملكية البريطانية برمتها".

ويقول: "يبدو واضحا بعد احتفالات الجمعة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن العام القادم، أمام السلطات البريطانية، لن يكون سهلا على الإطلاق ولكن، لا عودة إلى الوراء".

وأردف: "إذا قررت لندن العودة إلى الاتحاد الأوروبي، فسيتعين عليها أن تعبر الطريق، من أوله كوافد جديد، مثلها مثل بلدان أوروبا الشرقية. وهكذا، فلا يبقى أمام الحكومة البريطانية خيار سوى الاتفاق مع أوروبا القارية على تجارة حرة متبادلة. هذه المفاوضات ينتظر أن تبدأ في شباط/ فبراير الجاري".