فتح قرار السودان الأخير، بالسماح للرحلات الجوية المتجهة، إلى الاحتلال الإسرائيلي بعبور مجاله الجوي؛ مسألة قديمة تتعلق بالدول العربية التي تسمح لطائرات الاحتلال بالدخول في أجوائها، رغم حالة الرفض الشعبي الواسعة لأي خطوة يمكن تصنيفها في إطار "التطبيع".
وبحسب متحدث عسكري سوداني، فإن الخرطوم سمحت للرحلات
الجوية المتجهة إلى إسرائيل بعبور مجالها الجوي، وذلك بعد أيام من اجتماع مفاجئ بين
رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو، بحسب متحدث عسكري سوداني.
لكن المتحدث السوداني أشار إلى أن "بعض الجوانب
الفنية لا تزال موضع دراسة، وإن السودان لم يوافق على عبور شركة العال الإسرائيلية
مجاله الجوي"، وسبق أن أعلن الرئيس المعزول عمر البشير بداية العام الماضي،
عن رفضه طلبا من السلطات الكينية للمرور من الأجواء السودانية قبل الوصول إلى
إسرائيل.
اقرأ أيضا: السودان منح إسرائيل موافقة مبدئية على فتح المجال الجوي
وبحسب موقع "ops"، فإن السودان
تسمح بانتظام للخطوط الجوية الإثيوبية باستخدام مجالها الجوي لرحلاتها من أديس
أبابا إلى تل أبيب، ولكن المجال الجوي السوداني كان بالماضي، محظورا أمام أي رحلات
خاصة أو غير مجدولة من وإلى إسرائيل.
ويشير الموقع إلى أن السعودية
بدأت في آذار/ مارس 2018 بمنح شركة الطيران الهندية إذنا، باستخدام مجالها الجوي
في الرحلات المتجهة إلى إسرائيل، ما يعني نهاية الحظر الجوي الذي فرضته الرياض منذ
70 عاما ضد الرحلات الجوية من وإلى الاحتلال الإسرائيلي.
وبعيدا عن هذا الاستثناء، يبيّن
الموقع أن "الدول التي تحظر الرحلات الإسرائيلية المباشرة، هي أفغانستان
والجزائر والبحرين وبنغلاديش وبروناي وإيران والعراق والكويت ولبنان وليبيا
وماليزيا والمغرب وعمان وباكستان وقطر والصومال وسوريا وتونس والإمارات واليمن
والسودان والسعودية".
ويوضح أن المنع الجوي للرحلات
الإسرائيلية يعود إلى أن "هذه الدول لا تعترف رسميا بإسرائيل"، لافتا إلى
أن الطائرات الإسرائيلية المتجهة إلى آسيا، تسير في ممر ضيق متاح فوق البحر الأحمر
وخليج عدن والمحيط الهندي.
ويفيد الموقع بأن شركة
"العال" الإسرائيلية تسير رحلتين في هذا المسار إلى الهند وتايلند،
مؤكدا أن هذا يعتمد على قاعدة يتم العمل بها في معظم دول العالم، وتنص على أن
السير على بعد 12 ميلا من مساحة اليابسة، لا يتطلب الحصول على تصريح من أي دولة.
وبخصوص الرحلات الإسرائيلية
المتجهة إلى آسيا فإنها تتجنب التحليق فوق أراضي الدول العربية، والرحلات المتجهة إلى
أمريكا الشمالية وجنوب أفريقيا تتجنب التحليق فوق شمال أفريقيا.
ووفق "ops"، فإن
الرحلات الجوية المتجهة من تل أبيب إلى الجنوب أو الشمال، تعتمد على معلومات
الطيران المصرية والسعودية، مشيرا إلى أن "الطائرات الإسرائيلية تستعين
بالرادار المصري حينما تتجه إلى الجنوب، وأيضا تعتمد على الرادار السعودي حينما
تتجه إلى الشمال".
أما بالنسبة للرحلات
الإسرائيلية باتجاه المدن الأوروبية، فلا تجد صعوبة لأنها تسلك مسار البحر الأبيض
المتوسط القريب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب موقع "travelcodex".
وتعرف شركة الطيران
الإسرائيلية "العال" نفسها بأكبر شركة في تل أبيب، وتتخذ من مطار بن
غوريون مركزا لعملياتها، وتسير رحلاتها إلى 39 وجهة، غالبيتها في أوروبا، إلى جانب
عدد من الرحلات إلى آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية.
وتضم الشركة الإسرائيلية في
أسطولها ما يقارب الـ43 طائرة، وجميعها من إنتاج شركة بوينغ الأمريكية.
وجرى الكشف العام الماضي، عن
اعتزام وكالة السفر الإسرائيلية Flying
carpet بدء رحلاتها
بين المغرب وتل أبيب، للمرة الأولى بعد 20 عاما من التوقف، اعتبارا من أيار/ مايو
2020.
وحصلت الوكالة الإسرائيلية
على رخصة لتنظيم 5 رحلات شهريا بين تل أبيب وكل من الدار البيضاء ومراكش وطنجة
ووجدة، وتستغرق الرحلات المباشرة 7 ساعات.
وأوقفت السلطات المغربية
سابقا أنشطة الوكالة الإسرائيلية، لكن رحلاتها لم تنقطع تماما إلى المغرب، حيث إنها كانت تنظم "رحلات جوية غير مباشرة"، عبر كل من فرنسا وإسبانيا.
ووفق ما رصدته
"عربي21"، فإن هناك أيضا رحلات مباشرة تجري حاليا بين تل أبيب وكل من
مصر والأردن.
هل يعود التطبيع مع إسرائيل بالنفع على السودان؟
هكذا تفاعل السودانيون مع لقاء البرهان ونتنياهو (صور)
خبير يشرح آثار تطبيق صفقة القرن على الضفة والقدس