قال دبلوماسي إسرائيلي مخضرم إن "مباحثات طويلة وحثيثة سبقت إعلان صفقة القرن الأمريكية، لا سيما من خلال اللقاءات المطولة مع السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي يعتبر "الإسرائيلي" الأكثر تأثيرا على تفاصيل الصفقة، وهو سفير المستوطنين في الإدارة الأمريكية، بجانب ممثلين عن الكونغرس الأمريكي، فضلا عن قناة سرية عملت بالتزامن مع كل هذه الجهود العلنية".
وأضاف دوري غولد، السفير الإسرائيلي الأسبق في الأمم المتحدة، ووكيل وزارة الخارجية الأسبق، في مقابلة مطولة مع صحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمتها "عربي21"، أن "إدارة ترامب استعانت بعدد من الخبراء بشؤون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وكشف غولد المستشار المقرب لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية لسنوات طويلة، ويترأس اليوم المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة، أنه "أوجد اتصالا مبكرا مع فريدمان حتى قبل فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أواخر عام 2016، وهو الذي أمسك بالملف الإسرائيلي في الحملة الانتخابية الأمريكية في الحزب الجمهوري".
وأشار إلى أنه "في آذار/ مارس 2018 ظهر غولد في الكونغرس الأمريكي، وألقى فيه محاضرة في ذكرى مرور خمسين عاما على احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس، وتسببت هذه المحاضرة بدعوته إلى البيت الأبيض، والتقى هناك مع جيراد كوشنير صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه، وجيسون غرينبلاث مبعوث ترامب السابق إلى الشرق الأوسط، وأعاد عليهما محتوى المحاضرة، واستمر اللقاء ساعة ونصف".
وأكد أن "هذا اللقاء أعقبه إجراء الثلاثة: غولد وكوشنير وغرينبلاث، اتصالات سرية ومكثفة حتى يوم إعلان صفقة القرن في أواخر كانون الأول/ يناير الماضي، وكان غولد يوافي نتنياهو بين حين وآخر عن أهم التطورات حول الصفقة، وأخذ منه الضوء الأخضر لاستمرار المفاوضات، ومعظم اللقاءات تمت داخل إسرائيل، وأخرى في البيت الأبيض".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: "صفقة القرن" لن تحل الصراع مع الفلسطينيين
وأضاف: "قمت بإيجاد علاقة هامة وخاصة بين أحد كبار جنرالات الاستخبارات الإسرائيلية، ورجال البيت الأبيض، دون الكشف عن هوية هذا الضابط الإسرائيلي، نظرا لحساسية الموضوع، بجانب عدم رغبته في الكشف عن تفاصيل المباحثات التي شهدها البيت الأبيض وتل أبيب في السنوات الثلاث الأخيرة".
وأكد أن "المباحثات تحدثت في بعض تفاصيلها عن منح جبل الزيتون في القدس إلى السيادة الفلسطينية، رغم أنه يضم بيت مقبرة يهودية، ومركزا تاريخيا للنصارى، لكن التنازل الإسرائيلي عن هذا المكان كان كفيلا بإثارة معارضة المسيحيين الأنجليكيين، الذين يشكلون قوة نافذة لدى إدارة الرئيس الأمريكي ترامب".
وأشار إلى أنه "في قلب الصفقة يوجد هناك بند يتعلق بخارطة المصالح الإسرائيلية، وفيما اقترح إيهود باراك وإيهود أولمرت على الفلسطينيين في فترتي ياسر عرفات ومحمود عباس الانسحاب الإسرائيلي شبه الكامل إلى حدود الخط الأخضر، لكن خارطة المصالح التي تم إعدادها في قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي في سنوات التسعينات تمنح الفلسطينيين منطقة صغيرة".
وختم بالقول إن "خارطة المصالح الإسرائيلية الواردة في صفقة القرن تشبه إلى حد بعيد ما اعتقد به في حينه إسحاق رابين، رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل، وبموجبها يكون غور الأردن الموسع منطقة إسرائيلية، بجانب الأماكن الحيوية لإسرائيل في الضفة الغربية".
هل تعزز صفقة القرن حظوظ ترامب ونتنياهو الانتخابية؟
نتنياهو عن "صفقة القرن": سيادة فلسطينية محدودة ومشروطة
محللون يقرأون بنود المستوطنات ودولة فلسطينية وفق الصفقة