تصاعدت أزمة مطربي المهرجانات بمصر، خلال الساعات الماضية بشكل كبير، حيث أصدرت نقابة المهن الموسيقية قرارا بمنع 23 من مطربي المهرجانات، من الغناء بمصر، على رأسهم حسن شاكوش وعمرو كمال، اللذان قدما أغنية "بنت الجيران"، التي أثارت أزمة فنية وأخلاقية خلال الأيام الماضية.
وطبقا لقرار نقيب الموسيقيين هاني شاكر، فإن المنع يشمل عددا من المطربين الشعبيين وفرقهم وهم: "حمو بيكا، وأوكا وأورتيجا، وشواحة، المدفعجية، أبو ليلة، الديزل، الزعيم، ولاد سليم، العصابة، عمرو حاحا، فرقة الصواريخ، فرقة العفاريت، فرقة الكعب العالى، كزبرة وحنجرة، مجدي شطة، وزة مطرية، على سمارة، أحمد عزت، ريشة كوستا، علاء فيفتي، نجوم المهرجانات، الدخلاوية".
وحسب البيان الصادر عن النقابة الثلاثاء 18، فإن المنع يضم جميع مطربي وفرق المهرجانات ممن لم يذكروا بالكشف وغيرهم ممن لا يحملون "كارنيه" نقابة المهن الموسيقية.
وفي أول رد فعل على عدم اشتمال القائمة على اسم الممثل المثير للجدل محمد رمضان، وجه المحامي أشرف عبدالعزيز، إنذارين قضائيين، الأول لنقيب المهن الموسيقية، هاني شاكر، والثاني لنقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، يطالبهما بإيقاف رمضان، ومنعه من مزاولة مهنتي الغناء والتمثيل، وعدم منحه أي تصاريح لمزاولة المهنتين.
اقرأ أيضا: "المهن الموسيقية"بمصر تحارب مطربي المهرجانات.. جدل وتفاعل
وأوضح المحامي أن ما يقدمه "رمضان" أشد من المواد المخدرة، حيث يؤدي أدوارا تمثيلية تروج لشرب الخمور، وتحرض على الأفعال المنافية للآداب.
وكانت اللجنة المنظمة لمباراة السوبر المصري بين فريقي الأهلي والزمالك، بدولة الإمارات يوم الخميس المقبل، أعلنت إلغاء الفقرة الغنائية التي كان مقررا أن يقدمها رمضان، ولم توضح اللجنة المنظمة السبب، واكتفت بالتعليق بأن المدة المخصصة للفقرة الغنائية لا تتجاوز 10 دقائق وهو ما لا يتناسب مع إمكانيات رمضان.
وفي سياق متصل طالب عدد من أعضاء البرلمان المصري، استدعاء وزيرة الثقافة إيناس عبد الدائم، للمثول أمام البرلمان للرد على طلب الإحاطة الذي قدمه النائب عبد الحميد كمال، حول انتشار الأغاني وبعض الأعمال الفنية الهابطة بشكل يسيء إلى الذوق العام وأخلاقيات المجتمع.
كما انتقد النائب سعيد حساسين في طلب إحاطة آخر، الصمت الحكومي عن انتشار الأغاني والأفلام والمسلسلات الهابطة التي تحمل كلمات ومشاهد فيها خروج سافر وصارخ عن القيم والأخلاق المصرية.
وتفاعلت أزمة مطربي المهرجانات الشعبية، بعد الفضيحة التي شهدها حفل "بنت الجيران" باستاد القاهرة الدولي يوم الجمعة 14 شباط/ فبراير الجاري، بمناسبة الاحتفال بـ "عيد الحب"، وأداء شاكوش وكمال، لأغنيتهما الشهيرة التي تحمل عبارات مثلت خدشا واضحا للحياء العام منها "هنشرب خمور وحشيش".
بعيدا عن النقابة
من جانبه أكد المنتج الفني علاء عادل، لـ "عربي21"، أن قرار المنع الذي أصدرته نقابة الموسيقيين لن يكون له تأثير على صناعة "أغاني المهرجانات"، وربما يكون له تأثير عكسي بانتشار هذه الفئة من الأغاني التي أصبح لها جمهور كبير خلال السنوات الماضية.
ويوضح علاء (المختص بتنظيم المهرجانات الفنية)، أن النسبة الأكبر التي يحققها مطربو المهرجانات تكون من خلال "اليوتيوب"، وليس من خلال الحفلات، وهو المجال الذي لا تستطيع النقابة أن تتدخل فيه، كما أنه ليس لديها سلطة على الأغاني الموجودة على "يوتيوب".
وحسب عادل فإن أغاني المهرجانات، لم تعد جهدا فرديا أو عشوائيا، وإنما يقف وراءها فرق عمل محترفة، تدير صفحات التواصل الإجتماعي، وكل ما يتعلق بـ "السوشيال ميديا"، للترويج للمطربين والأغاني التي يقدمونها، وهو ما يجعلهم قادرين على تعويض الخسائر المادية الناتجة عن قرار المنع الخاص بالفنادق وقاعات الاحتفال، بالإضافة لانتشارهم بأفراح وحفلات الشوارع، التي تمثل الجمهور الأكبر لهم، وهو أيضا مجال ليس للنقابة سلطة عليه.
اقرأ أيضا: "بنت جيران" حسن شاكوش تحصد ملايين المشاهدات (شاهد)
ويشير المنتج الفني إلى أن مطربي المهرجانات أصبحوا الأكثر شهرة الآن بالوسط الفني المصري، ما دفع عددا من المطربين والممثلين المشهورين، لدعمهم بهدف الاستفادة من هذه الشهرة، وهو ما كان واضحا في الوساطة التي قام بها تامر حسني بين حسن شاكوش وشريكه عمرو كمال، ومشاركة الممثل أحمد حلمي في بعض الفيديوهات الخاصة بهم، ورسالة المطرب رامي صبري لنقيب الموسيقيين، بضرورة استيعاب هؤلاء الشباب وعدم محاربتهم.
شغل الجماهير
ووفقا لعضو البرلمان المصري السابق عزب مصطفى، فإن الأزمة المفتعلة ليس لها علاقة بوجود ألفاظ خادشة للحياء في الأغاني التي أثارت غضب الجماهير، ولا في أن هذه الأغاني والمهرجانات تخدش الحياء العام، وتمثل تراجعا للذوق المصري، خاصة وأنها ليست وليدة اللحظة وإنما هي موجودة منذ فرض الإنقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي قبضته على الحكم بمصر.
ويؤكد مصطفى لـ "عربي21"، أن جزءا كبيرا من توسيع الأزمة، هو صرف اهتمام الشعب المصري عن الأزمات الحياتية التي يعيش فيها، والمجال السياسي المغلق، والقبضة الأمنية الشديدة، التي يمارسها النظام ضد الشعب كله وليس معارضيه فقط، ولذلك فإن إثارة مثل هذه القضايا من فترة لأخرى، أحد أهم أهدافه شغل الرأي العام بقضايا هامشية.
ويدلل البرلماني السابق، بنموذج محمد رمضان، موضحا أن نظام السيسي، هو الذي صنعه وقدمه كقدوة للشباب المصري، بديلا عن النموذج الآخر الذي كان يمثله الشباب الرافض للإنقلاب في الجامعات والمظاهرات، وبالتالي فإن النظام شريك أساسي في هذا الانحطاط الأخلاقي الواضح.
الحكومة المصرية تثير الجدل باقتصارها الدعم على طفلين فقط
أزمة بخصوص الثانوية العامة في مصر ومطالب بإقالة الوزير
هكذا يهدد احتكار الإمارات لمشافي مصر الكبرى الأمن القومي