يجرى الاقتراع، الجمعة، على تجديد أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران في اليوم ذاته الذي تجري فيه انتخابات مجلس الشورى الإيراني، وسط توقعات بتقدم المحافظين على الإصلاحيين بفعل التطورات السياسية الأخيرة في البلاد، التي أدت إلى صعود التيار المحافظ والمتشدد بشكل أكبر.
أهمية المجلس
وبحسب ما رصدته "عربي21"، فإن انتخابات مجلس خبراء القيادة في إيران، تكتسب أهمية بالغة، في ضوء التقارير الإعلامية التي تتحدث باستمرار عن صحة المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي (80 عاما). فالمجلس منوط به اختيار المرشد الأعلى عند شغور المنصب بالوفاة أو أي سبب آخر.
وبسبب الصلاحيات الكبيرة للمجلس؛ فإن التنافس حاد، بينما يحاول كثيرون من "رجال الدين" من مختلف المجموعات والمعسكرات السياسية، وخاصة المحافظين والإصلاحيين، الوصول إليه.
اقرأ أيضا: مجلس الخبراء يطالب روحاني بالاعتذار بسبب اتفاق النووي
ويرجع اختيار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية إلى مجلس الخبراء بحسب المادة 107 من الدستور الإيراني، كما أن مجلس الخبراء هو الهيئة الدستورية الوحيدة التي تملك الصلاحيات لعزل المرشد بحسب المادة 111، دون أن يستخدم هذا الحق منذ تشكيله عام 1979.
مقاعد المجلس
وينتخب أعضاء المجلس مباشرة من الشعب لولاية من ثماني سنوات، بشرط حصولهم على موافقة مجلس صيانة الدستور المكلف بالإشراف على أي انتخابات عامة، ويخضع المجلسان حاليا لسيطرة المحافظين.
ومجلس الخبراء هو الهيئة السياسية في النظام السياسي الإيراني، ويضم الآن 88 عضوا، يتم اختيارهم بالاستفتاء الشعبي المباشر لدورة واحدة كل ثماني سنوات.
وكان يتألف مجلس الخبراء من 86 عضوا حتى انتخابات 2016، وغالبية الأعضاء من رجال الدين، وأضيف مقعدان حينها.
وفي هذه الانتخابات، تترشح المرأة في إيران لثاني مرة في البلاد، علما بأن المجلس لم يشمل منذ تأسيسه في 1982 على أي امرأة، رغم أنه سمح لها في 2016 بالمشاركة والترشح.
عرقلة من مجلس صيانة الدستور
ورفض جنتي أهلية بعض المرشحين ولم يقبل ترشحهم، في حين اتهمه معارضون بأنه يقصي كل من يخالف الولي الفقيه، فلا يقبل ترشحه لعضوية مجلس الخبراء ولا مجلس الشورى.
وأحمد جنتي (87 عاما)، رئيس مجلس صيانة الدستور، يطلب منه اعتماد مرشحي الانتخابات، وهو أيضا إمام جمعة طهران، وتوترت العلاقات بينه وبين المرشحين المعتدلين.
اقرأ أيضا: ماذا يعني انتخاب "المتشدد" جنتي رئيسا لخبراء القيادة بإيران؟
يذكر أن الإصلاحيين يعانون من تحالف هش داخل مجمع الخبراء، أدى بهم لخسارة الرئاسة لصالح المحافظين.
ومجلس صيانة الدستور، يتكون من 12 عضوا بينهم 6 رجال دين يعينهم المرشد الأعلى علي خامنئي مباشرة، و6 حقوقيين يرشحهم البرلمان ويتم تعيينهم بعد موافقة المرشد أيضا.
ويشرف المجلس على تشريعات البرلمان لكي تكون "وفق الشريعة الإسلامية"، ويفحص مؤهلات المرشحين لانتخابات البرلمان والرئاسة ومجلس الخبراء.
استبعاد مرشحين
واستبعد مجلس صيانة الدستور، النواب الحاليين والسابقين لانتخابات مجلس خبراء القيادة، في حين أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن قلقه من أن الانتخابات لم تكن تنافسية.
وفقا لمجلس صيانة الدستور، فإن أهم أسباب استبعاد أعضاء البرلمان الحاليين والسابقين كانت "الفساد الاقتصادي والفساد الأخلاقي ومكافحة السيادة".
في الوقت ذاته، ظهرت تقارير تفيد بأن مجلس صيانة الدستور قد وافق على المرشحين بأموال كبيرة ، وأن بعضهم قد تم اعتقالهم، بحسب هيئة "بي بي سي" البريطانية.
ولم تكن الانتخابات على المجلس ذات طابع تنافسي قبل عام 2007؛ فلمدة 24 عاما، اختار أعضاء المجلس علي مشكيني لرئاسته، وبعد وفاته بدأ عقد الانتخابات الداخلية.
وكما في عام 1989، فإنه من الصعب الاعتقاد بأن وريث المرشد الأعلى سيتم اختياره عن طريق "مجلس الخبراء" وحده. وقد تم اختيار خامنئي بواسطة نخب سياسية مؤثرة ضغطت على "المجلس" للتصويت.
يشار إلى أن مجلس الخبراء ترأسه منذ عام 1990 آية الله علي مشكيني، إمام وخطيب الجمعة في مدينة قم، وهو مرجع تقليدي مقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي، وبقي في منصبه إلى حين وفاته سنة 2007، حيث خلفه الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني إلى حدود سنة 2011، حيث انتخب محله، آية الله محمد رضا مهدوي كني، إلى أن توفي هو الآخر، وخلفه عقب انتخابات المجلس محمد يزدي في 10 آذار/ مارس 2015، وفاز بعدها أحمد جنتي في 2016 بالمنصب.
انتخابات إيران على الأبواب.. موعدها ومرشحوها وتياراتها (ملف)
تحوّل مفاجئ.. إيران تدعم مرشحا رفضته لرئاسة حكومة العراق
الزرفي يتحدى إيران.. ماذا يحصل إذا قبل برلمان العراق حكومته؟