قال وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، إن "الدوحة منفتحة تجاه الحوار (مع دول الحصار)، وستقابل أي خطوة إيجابية بخطوتين إيجابيتين، لكنها لن تذعن أو تستسلم للترهيب".
جاء ذلك في محاضرة ألقاها الوزير، الثلاثاء، في إحدى الجامعات القطرية، تحت عنوان "أمن الدول الصغيرة: قطر والدروس المستفادة من ألف يوم من الحصار" .
وفرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا على قطر، في يونيو/ حزيران 2017، متهمة إياها بدعم الإرهاب، وتنفي الدوحة الاتهام، وتتهم تلك الدول بالسعي للنيل من سيادتها، والتعدي على قرارها الوطني المستقل.
وذكر الوزير أن مرونة بلاده، وقدرتها الفائقة على الصمود، وجهودها المبكرة لمد روابط الصداقة مع الحلفاء، كان العامل الأبرز الذي مكنها من تخطي أزمة الحصار خلال 72 ساعة فقط.
وأضاف العطية قائلا إن "الحصار مثّل صدمة للشعب والحكومة القطرية؛ بسبب الخيانة التي تعرضت لها
البلاد".
وتابع قائلا: "قطر احتاجت إلى 72 ساعة فقط لتغطية أكثر من 80 بالمئة من احتياجاتها من المنتجات الغذائية التي كانت تأتيها من دول الحصار".
وأوضح أن بلاده "رغم حجمها الجغرافي والسكاني، إلا أنها مسلحة بعوامل قوة عديدة، من بينها القدرة على التعامل مع تغير البيئة المحيطة بها، حققت ما وصلت إليه من نجاحات مشهودة".
ولفت الوزير إلى أن "قطر واجهت تغيرا للمبادئ من قبل أطراف اتسمت بالجشع والتنمر، وأقدمت على خطوة دمرت منظمة التعاون الخليجي التي استمرت لأربعة عقود، وكانت الأكثر أمنا على مستوى العالم".
وحذر من أنه "إذا لم تكن هنالك مراجعة جدية وقيادة حكيمة لوقف التنمر والجشع في البلدان الأخرى، فإن دول الخليج لن تكون كما كانت عليه في السابق".
وأكد العطية أن "الحصار لم يستهدف التأثير على المنطقة فحسب، بل على العالم بأسره؛ لأن دولة قطر تحتل المرتبة الثانية في تصدير الغاز الطبيعي عالميا، وتوفر 30 بالمئة من احتياجات العالم من هذه المادة الأساسية".
كما أوضح الوزير أن "قطر أظهرت الالتزام بعهودها، رغم حصول أسوأ السيناريوهات، ووفرت الغاز حتى لأعدائها، حين نظرت قيادتها الحكيمة للجانب الإنساني، وخافت من تأثير توقيف الغاز على مصالح وحياة الشعوب، وبرهنت على التزامها وقدرتها على شق الطريق رغم الأزمات".
وأردف قائلا إن "من مخاوف دول الحصار الأربع أن تستيقظ يوما لتجد قطر في مصاف دول مثل سنغافورة وهونغ كونغ في مجال التكنولوجيا المتطورة".
وبيّن العطية في السياق ذاته قائلا: "الأشهر القليلة القادمة ستشهد إعلانا في هذا الصدد سيفرح صدور الجميع"، دون مزيد من التفاصيل حول ذلك.
وحتى اليوم، لا توجد بوادر لحل الأزمة، رغم محاولات الوساطة، ورغم تصريحات متبادلة من مسؤولين سعوديين وقطريين قبل شهرين عن بدء انفراجة بها، إلا أن وزير خارجية قطر كشف مؤخرا عن "تعليق" جهود حل الأزمة الخليجية.
وأضاف العطية في سياق حديثه عن مصير مجلس التعاون الخليجي: "دول الحصار لا ترغب في خروج قطر من المجلس؛ لأن ذلك حماية لها في وجه الأخطاء التي ارتكبتها ضد الدوحة، ومنعا لانفراد قطر أمام المحاكم الدولية، وحتى تظل دول الحصار تتذرع بأن حصار قطر شأن داخلي، وسيحل داخل البيت الخليجي".
وأفاد بأن "قطر تنظر إلى المجلس بمنظور أشمل باعتباره مظلة جامعة للجميع، بينما ينظرون إليه كأداة لتحقيق مساع خاصة بهم".
وأشار العطية إلى أن "من عوامل القوة الناعمة انفتاح قطر على دول العالم، وعدم تبعيتها لسياسة المحاور في التحالفات، وتمكنها من خلق أرضية للحوار تجمع أطرافا مختلفة، الأمر الذي ضايق دولا (لم يسمها) ترى أن قطر يجب أن تكون تبعا لجهة ما".
وفي سياق آخر، نوه العطية إلى "قرب نجاح المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان، رغم الجهود التي بذلت لإفشالها".
وحول القضية السورية، أكد العطية أن "بلاده لن تتخلى عن دورها الإنساني وجهدها القانوني؛ لدفع الدول الفاعلة للتحرك في اتجاه إغاثة الشعب السوري، وضمان حقوقه".
جامعتا "هارفارد" و"ييل" تتستران على تمويل أجنبي.. من أين جاء؟
ظريف يكشف تفاصيل عن مهام سليماني خارج إيران
وزير الخارجية القطري في تركيا ويلتقي أردوغان