حزن عميق يفيض بمواقع التواصل مع وفاة المفكر محمد عمارة

حزن واسع عمّ مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، مع وفاة المفكر الإسلامي المصري، الدكتور محمد عمارة، والذي توفي أمس الجمعة، عن عمر يناهز 89 عاما، بعد رحلة قصيرة مع المرض دامت ثلاثة أسابيع فقط.

وعبر وسم باسمه، تتابع نعي "عمارة" من قبل الكتاب، والمفكرين، والدعاة، والعلماء، من كافة الجنسيات العربية، بالإضافة إلى النشطاء، حيث تعاقب المغردين في سرد أدوار عمارة في إثراء الفكر الإسلامي والدفاع عن الإسلام والذود عنه وعن ثوابته.

وأكد النشطاء والكتاب والمفكرون في تغريداتهم أن عمارة كان مثالا للعالم الملتزم والجاد، الذي يقول رأيه بقوة ووضوح دون مهادنة أو محاباة للحكام، وأنه كان فارسا للفكر، وحصنا للإسلام، أثرى المكتبة الإسلامية بما يقارب 300 كتاب.

وأشار سياسيون ودعاة إلى دور محمد عمارة في المناظرة والدفاع عن أحكام الإسلام، وعن تاريخ الأمة الإسلامية وحضارتها أمام موجات التغريب والإلحاد والعلمانية، التي اجتاحت العالم الإسلامي.

كما نوه المغردون إلى جهده ودأبه على ذلك الدفاع بشكل متواصل دون توان أو تقاعس لمدة ستين عاما آخرها كان منذ عدة أسابيع قبيل مرضه الأخير، وأنه كان يتصف بحالة الجندية والجهوزية الدائمة في الدفاع عن الإسلام. 

البعض الآخر أعاد تداول عدة مقاطع مسجلة لـ "عمارة" من مناظرته ومحاضراته، ومنها بيانه عن موقفه من الانقلاب العسكري في مصر تموز/ يوليو 2013، ورفضه له واعتباره انقلابا على الديموقراطية التي حققتها ثورة كانون الثاني/ يناير2011.

عدد من المفكرين استنكروا التأخر في الإعلان عن وفاة عمارة حتى اليوم التالي – صبيحة السبت – قائلين إن هذا الزمن أصبحت الأخبار المتصدرة لمن يعرفون بفناني المهرجانات مثل حمو بيكا وحسن شاكوش، بينما العلماء والمفكرون لا يُسمع عن وفاتهم إلا في اليوم التالي، قبيل الجنازة. وفق النشطاء.

وتداول النشطاء دور محمد عمارة في الرد على الشبهات التي يثيرها التيار العلماني، مشيرين إلى مناظراته الشهيرة مع نوال السعداوي حول آيات الميراث في القرآن، ورد الشبهات عن كون الميراث في الإسلام لم ينصف المرأة كمثال.

كما أشاروا إلى دوره في إثراء وتطوير مجلة الأزهر، وجعلها محتوى ثريا ومعرفيا كبيرا، وحوّلها إلى مجلة ترقى لتمثيل الأزهر والأزهريين.

ودعا النشطاء إلى إعادة تداول كتب عمارة ونشرها عبر الانترنت ووسائل التواصل، وتجميع مناظراته ومواجهاته مع التيارات الأخرى وضمها في أرشيف وتحويلها إلى مرجع لعامة المسلمين غير المتخصصين في العلم الشرعي والفكري.

 — Fadel Soliman (@FadelSoliman) February 29, 2020