قالت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان إن التعديلات التي تم
إدخالها في قوانين الإرهاب بمصر تأتي كنوع من "إضافة مزيد من القيود على قوانين
الإرهاب المقيدة للحقوق والحريات بالأساس، وهي القوانين التي كان الرئيس الحالي قد
أصدرها عام 2015 في غيبة البرلمان تحت شعار حرب الدولة على الإرهاب".
وأكدت، في بيان لها، الاثنين، وصل "عربي21"
نسخة منه، أن "هذه التعديلات تظهر سعي السلطات المصرية لإيجاد أوضاع قانونية جديدة
تهدف بها إلى التغلب على إشكاليات إجرائية وقضائية تتعلق بنقطة تمويل ما تعتبره إرهابا
في إطار هذه الحرب، وهو ما يصفه أحد نواب البرلمان بأن هذه التعديلات تهدف لتوفير كافة
الآليات التشريعية لتمكين الدولة في حربها ضد الإرهاب".
وشدّدت الجبهة على أن "هذه التعديلات تهدف لتمكين الدولة
من التغول في انتهاك المزيد من الحقوق وحريات وممتلكات الأفراد الخاصة المصونة بالدستور
والقانون، وذلك في نفس الوقت التي تتوسع فيه في إطلاق تهمة الإرهاب على عدد كبير من
الكيانات والأشخاص على خلفية ممارستهم حقهم في التنظيم والتجمع والتعبير عن الرأي".
اقرأ أيضا: النظام المصري يواصل سياسة الإخفاء القسري.. والأعداد صادمة
وتابعت: "يمكن النظر لهذه التعديلات ومحاولة فهمها في
سياق ونوعية القضايا الأخيرة التي يتم إلقاء القبض على أصحاب شركات وحبسهم على ذمة
قضايا أمن دولة، ومن بينها قضية خلية الأمل رقم 930 لسنة 2019 أمن دولة، والتي تضم
عددا من المتهمين من بينهم رجال أعمال وأصحاب شركات يواجهون عددا من الاتهامات من بينها
تمويل الإرهاب، يظهر هنا كيف ربطت الأجهزة الأمنية بين الأموال في مثل هذه القضية وتمويل
الأنشطة التي تعتبرها إرهابية. وهو ما يعطي مؤشرا حول رغبة الحكومة في التكييف القانوني
لإشكالية إجرائية تواجه هذا النوع من القضايا".
وأشارت إلى أن تلك التعديلات تثير عددا من التساؤلات، مثل: هل تعمل السلطات على أن تحل قوانين استثنائية مثل قوانين الإرهاب مكان قوانين العقوبات
والإجراءات الجنائية؟ وكيف تستطيع السلطات العمل على زيادة الاستثمار في ظل وجود شبح
الاتهام بتمويل الإرهاب مُسلط على الشركات والمؤسسات والكيانات بأشكالها المختلفة،
والتي تبدو مستهدفة بشكل كبير من هذا القانون، فضلا عن وضع مساحة واسعة من المعاملات
المالية والبنكية والتجارية تحت احتمالية اعتبارها في وقت ما مال يستخدم في نشاط إرهابي؟".
واستطردت المنظمة الحقوقية، قائلة: "عملية حذف بعض أجزاء
في نصوص التعديلات من اشتراط ارتكاب أو ممارسة فعل إرهابي تفتح الباب واسعا أمام توقيع
عقوبات وإدراج أشخاص وكيانات ومصادرة أموالهم بناء على مخيلة الأجهزة الأمنية ورؤيتها
فقط بتوافر مبدأ القصد أو النية، وهو ما يؤدي لانتهاك حقوق وحريات عدد أوسع من الأشخاص".
وقالت:
"بعد مرور أقل من شهر على عرض الحكومة المصرية مشروعها على مجلس النواب لتعديل
كل من قانون مكافحة الإرهاب رقم 94 لسنة 2015، وقانون الكيانات الإرهابية والإرهابيين
رقم 8 لسنة 2018، وافق المجلس على أغلبية المشروعين في 24 شباط/ فبراير 2020، دون أي
شكل من أشكال النقاش المجتمعي حول التعديلات الجديدة، ما يوحي بتسرع المجلس وعدم دراسته
المتأنية للتعديلات الثمانية والإضافات الجوهرية التي طرأت على القانونين".
ولفتت
إلى أن تلك الخطوة تأتي "في إطار عملية واسعة قامت بها السلطات المصرية المتعاقبة
منذ تموز/ يوليو 2013 لتقنين الأوضاع الاستثنائية وشرعنة التعدي على الحقوق والحريات
والممتلكات الخاصة تحت شعار مكافحة الإرهاب، خاصة أن هذه التعديلات تضمنت إضافة صياغات
موسعة على تعريف الكيانات الإرهابية وتمويلها، بالإضافة إلى تشديد الآثار الناتجة عن
الإدراج على قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين، ومن المفترض أن تصدر تعديلات القانونين،
بمجرد أن يصدق عليها عبد الفتاح السيسي".
برلمان السيسي يعتزم منع الإفراج الشرطي عن المعارضين
13 سفيرا يجتمعون لمناقشة "حقوق الإنسان" بمصر.. ماذا بعد؟
6 منظمات مصرية تدين تعذيب باحث حقوقي وصعقه بالكهرباء