في ظل الانتشار الواسع لحالات الإصابة
بفيروس
كورونا، يعمل العلماء على مدار الساعة
لتطوير
لقاح مضاد لهذا المرض.
ووفقا لخبر نشرته صحيفة
"
ميرور" البريطانية، ادعى علماء من جامعة هارفارد الأمريكية بشكل مثير للجدل، بأن المتطوعين الأصحاء يجب أن يصابوا بشكل متعمد بالفيروس لتسريع إنتاج اللقاح.
وأشار الخبر الذي ترجمته "عربي21"،
إلى تحذير العلماء من أن تأخير تطوير لقاح للفيروس كل أسبوع، "سيصاحبه عدة آلاف
من الوفيات على مستوى العالم".
وعلى الرغم من أن نهج تعمد إصابة المتطوعين
الأصحاء المصابين بالعدوى لا شك أنه محفوف بالمخاطر، إلا أن الباحثين يدّعون أن هذا
التكتيك يمكن أن يوفر جهد شهور من تطوير اللقاح.
وأوضح العلماء في ورقتهم البحثية
بأن إصابة المتطوعين الأصحاء بهذا الفيروس قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض شديدة وربما
الموت، مع ذلك يقولون إن مثل هذه الدراسات وهذا النهج يسرّع بتطوير اللقاح، الأمر
الذي يمكن أن يقلل من العبء العالمي للوفيات والمراضة المتعلقة بالفيروس التاجي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تجارب الأدوية
واللقاحات يتم اختبارها على ثلاث مراحل، قبل الموافقة عليها للاستخدام على نطاق أوسع.
تشهد المرحلة الأولى إعطاء عدد صغير
من الأشخاص جرعة لمعرفة كيف تتفاعل أجسامهم، بينما تتضمن المرحلة الثانية المزيد من
الأشخاص، وأخيرا تشمل المرحلة الثالثة مئات أو آلاف الأشخاص عبر فترة زمنية طويلة.
ومن غير المستغرب أن تستغرق هذه العملية
شهورا إن لم تكن سنوات حتى تكتمل، ومع ذلك يقترح العلماء في الدراسة الجديدة تجاوز
المرحلة الثالثة بالكامل، حيث يقترحون إشراك حوالي 3000 متطوع سليم في تجربة لاختبار
الآثار قصيرة المدى للقاح.
وقال الباحثون: "يمكن للمتطوعين
في مثل هذه الدراسات أن يأذنوا بشكل مستقل بالمخاطر لأنفسهم، ويمكن أن تكون مخاطرهم
الصافية مقبولة إذا كان المشاركون من الشباب الأصحاء، الذين هم في خطر منخفض نسبيا
للإصابة بأمراض خطيرة بعد الإصابة الطبيعية، ولديهم خطر أساسي مرتفع للإصابة الطبيعية،
وخلال التجربة يتلقون مراقبة متكررة، وبعد أي عدوى يتلقون أفضل رعاية متاحة".
ومع ذلك، يعترف العلماء بأن الدراسة تثير
العديد من المخاوف الأخلاقية، موضحين "أن التعرض المتعمد للمشاركين في الدراسة
إلى سارس - CoV-2 يثير مخاوف أخلاقية
بشكل واضح".
وقالوا: "قد يبدو من غير المسموح
أن تطلب من الناس تحمل مخاطر الإصابة بأمراض شديدة أو الموت، حتى لو كان ذلك لتحقيق
مكاسب جماعية مهمة، لكننا نطلب من الناس في الواقع تحمل هذه المخاطر لتحقيق مكاسب مباشرة
للآخرين".