طرحت سيطرة اللواء الليبي، خليفة
حفتر وعسكرييه على
ملف فيروس
كورونا المستجد
وتشكيل لجنة
عسكرية لإدارته التكهنات حول أهداف الجنرال من الأمر خاصة أنه لم يعلن
عن أية إصابات حتى الآن في المناطق التي يسيطر عليها وهو ما وصفه ناشطون بأنه
"تكتم" لا أكثر.
وشكل حفتر لجنة عسكرية برئاسة رئيس أركانه، عبدالرازق
الناظوري وبعض العسكريين الآخرين لإدارة الملف متجاوزا رئيس الحكومة الموازية هناك
وكذلك البرلمان، بل وقرر منع البلديات من تشكيل أية لجان فرعية سواء للتوعية أو متابعة
الوباء، مؤكدا أنه ملف يخص "الجيش" وفقط.
"تكتم
ومصابون سوريون"
وشكك ناشطون من الشرق الليبي في تقارير اللجنة العسكرية
لإدارة الملف كونها لم تفصح عن أية معلومات حتى الآن حول الوضع في المنطقة، خاصة مع
وجود عائلات عائدة حديثا من الخارج وبعضها لم يخضع للحجر الصحي، وكذلك فقر الإمكانيات
الصحية وأجهزة الترصد والكشف.
وكانت حكومة الوفاق الليبية قد كشفت عن وصول
"مرتزقة" من سوريا إلى مدينة بنغازي مؤخرا لدعم قوات حفتر، وأن بعض هؤلاء
قد يسببون كارثة صحية كونهم قادمون من مناطق موبوءة بفيروس كورونا لمخالطتهم إيرانيين
هناك، وفق الحكومة.
فلماذا "عسكر" حفتر لجنة مجابهة كورونا؟
وهل تخلو مناطق نفوذه من إصابات أم هناك تكتم؟
"أطباء
عسكريون"
لكن وزير الدفاع الليبي السابق والمقيم في شرق البلاد،
محمد البرغثي أوضح أن "سيطرة الجيش (قوات حفتر) على ملف مجابهة الوباء المستجد
جاء خوفا من حدوث حالة تضارب فى تشخيص الحالات وذكر الأشخاص ومواقعهم".
وفي تصريحات لـ"عربي21" قال: "الأطباء
العسكريون في
ليبيا هم أطباء مهنيون وأغلبهم حاصل على دراسات عليا فى مجال الطب بمختلف
أنواعه، لكن معظم هؤلاء الأطباء يتواجدون حاليا فى الغرب الليبي، وبخصوص انتشار الوباء
في البلاد فهو حتى الآن إصابات قليلة جدا وكلها قادمة من الخارج وتم عزلها وهذا سبب
عدم انتشار المرض وهذا هو الأهم".
"نكاية
في مصراتة"
وأشار طبيب الأمراض الصدرية والحساسية الليبي محمد
الطويل إلى أن "الأمر في شرق البلاد يخضع لحالة من التكتم، ونحن كأطباء نستغرب
جدا من تعيين رجل عسكري كـ"الناظوري" علي رأس لجنة متابعة جائحة طبية مثل
وباء الكورونا، وتلك مؤشرات أن حفتر قد أعطى أوامره بعدم الإعلان عن أية إصابة والتكتم
الشديد عن الحالات المشتبه بها حتى لايُلقى عليه باللائمة في التسبب في تفشي الوباء
لاقدر الله".
وأوضح في تصريحاته لـ"عربي21" أنه مع غياب
الإعلان عن ظهور حالات في شرق البلاد "قد يحاول الجنرال الليبي إظهار مدن الغرب
الليبي كبؤرة للمرض وأنها من تسببت في إدخال الوباء إلى ليبيا من خلال مطارها الوحيد
في مدينة مصراتة ما قد يسبب تأليب الرأي العام ضد المدينة".
"خطة
طبيبة ممتازة"
لكن الخبير الاقتصادي من الشرق الليبي علي الصلح أوضح
أنه "خلال الفترة الماضية كانت الأمور تسير وفقا لخطوات جيدة في الشرق عند استلام
وزير الصحة بالحكومة (الموازية) الملف وبدأ في خطة ممتازة وشاملة، لكن سرعان ما تغير
الأمر واتخذ مسارا يحد من اختصاص الرجل وهو ما جعلنا نتساءل لماذا حدث ذلك؟".
وتابع: "أما بخصوص وجود تكتم من عدمه، فلا أعتقد
أنه من صالح أي طرف أن يكون هناك تكتم لأمرين: صحيا فإن ذلك قد يسبب الضرر للجميع حتى
لو كان في القيادات العسكرية والحكومية، واقتصاديا: سوف تخسر المؤسسات في الشرق حصتها
من المنظمات العالمية والتبرعات من الدول ذات الصلة"، كما صرح لـ"عربي21".
"قمع
وإعلام كاذب"
بدوره قال المدون الليبي المعروف حمزة الليبي إن
"حفتر يريد اللعب بملف كورونا كورقة سياسية داخليا ليظهر أنه قادر على حماية مواطني
المنطقة الشرقية عكس المنطقة الغربية، وخارجيا ليؤكد أنه مسيطر واتخذ إجراءات صارمة
بقفل المنافذ ولا وجود لخروقات".
وأضاف لـ"عربي21": "لكن التشكيك في
النتائج هو أمر طبيعي جدا في ظل سيطرة قواته على كل اللجان وحتى الإعلام وقمع كل من
يخرج للتشكيك، أما بخصوص السوريين فلا يوجد أي دليل على وجود إصابات بينهم لكنه أمر
غير مستبعد".
"تنظيم
وإجراء وقائي"
الأكاديمي من الشرق الليبي عماد الهصك أكد نقلا عن
ما أسماهم "أطباء مختصون" أنه "إلى الآن لم تُسجل أية حالة إصابة بفيروس
كورونا فعلا في شرق البلاد وأن وزارة الصحة هناك تقوم بمجموعة من الإجراءات اللازمة
لرصد الحالات المتوقعة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية".
وأشار لـ"عربي21" إلى أن "حصر مهمة
رصد الحالات وتوثيقها في لجان بعينها، ليس من باب خلق حالة من التكتم بقدر ما هو إجراء
تنظيمي يمنع تداخل المهام وتشتت الاختصاصات، والملاحظ هو تكثيف الجهود المبذولة من
الجهات الأمنية والطبية لتطبيق حظر التجول كون هذا الإجراء الوقائي هو ما تعول عليه
الحكومة في شرق ليبيا".
اقرأ أيضا: قوات "الوفاق" تكشف لـ"عربي21" تفاصيل مقتل قادة حفتر