رغم حصول رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي على تأييد أغلب الكتل السياسية بمختلف مكوناتها، لكن مهمته بتشكيل الحكومة مؤقتة لن تكون سهلة في ظل الكثير من التحديات التي تواجهه.
وجاء تكليف الكاظمي الذي كان يرأس جهاز المخابرات، بعد اعتذار سلفه عدنان الزرفي عن تشكيل الحكومة، لأسباب قال إنها داخلية وخارجية، إضافة إلى حفاظه على وحدة العراق ومصالحه العليا، حسبما أعلن أمس الخميس.
"مهمة صعبة"
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي باسم الشيخ في حديث لـ"عربي21" إنه "رغم الدعم والإجماع الذي حظي به رئيس الوزراء المكلف من الكتل السياسية، لكن مهمته ليست سهلة، وخصوصا أمام مطالب المحتجين الذين دعموه ضمنيا".
وأضاف أن "الكاظمي عليه أن يمسك العصى من المنتصف في التوازن الخارجي، وإرضاء القوى السياسية ومراعاة المكونات في تشكيل الحكومة، والاستفادة من تجربة سلفيه في ذلك".
اقرأ أيضا: مهمة صعبة للكاظمي المكلف الجديد بحكومة العراق (بروفايل)
وأشار إلى أن رئيس الحكومة المكلف أمامه تحديات اقتصادية وسياسية، إضافة إلى مسألة إجراء انتخابات مبكرة نزيهة خلال مدة عام من تسلمه الحكومة.
وبخصوص الحديث عن أن الكاظمي لا يمتلك خبرة سياسية كبيرة، رأى الشيخ أن "المنصب التنفيذي يتطلب الإدارة الناجحة لحسم الملفات، ولا سيما أن لديه خبرة بالمجال الأمني وحل النزاعات، وهذا ما تتطلبه المرحلة المقبلة".
تحديات الكاظمي
وعلى الصعيد ذاته، أعرب المحلل السياسي نجم القصاب عن اعتقاده في حديث لـ"عربي21" إن "مهمة الكاظمي ليست صعبة جدا مثلما حصل في السابق، لأن معظم الكتل السياسية اتفقت ولأول مرة على مرشح لرئاسة الحكومة بهذا الكم والعدد".
وأشار إلى أن "ملفات كثيرة تواجه الكاظمي منها اقتصادية وسياسية وخدمية، والمدة التي كلف بها هي لا تتجاوز السنة حتى يقوم بانتخابات مبكرة، وهذا مطلب مرجعي (المرجعية الشيعية) ومجتمعي".
وبخصوص تجربة الكاظمي السياسية وفرصه في النجاح بمهمته، قال القصاب: لا أعتقد أنه يحتاج إلى خبرة سياسية بقدر ما يحتاج إلى قوة قرار وقوة مستشارين وكابينة وزارية".
اقرأ أيضا: الكاظمي يحدد أولوياته ومكلّف سابق ينصحه.. وترحيب أمريكي
وتابع: "أما الخبرة السياسية فهي بالتفاوض، وبعد الاتفاق على تمريره لا يحتاج إلى تناغم سياسي بقدر ما يحتاج إلى قوة حقيقية وفريق عمل قريب منه ومن الناس لمعالجة الإخفاقات، وخصوصا المعالجة الاقتصادية وتدهور أسعار النفط وعدم وجود سيولة مالية".
لماذا فشل الزرفي؟
وحول موضوع فشل الزرفي في إكمال تشكيل الحكومة، رأى القصاب أن "من أفشله هم بعض القيادات والزعامات السياسية الشيعية التي تخوفت من انتصار رئيس الجمهورية عليهم، وحتى لا يؤسس لمنهج في المستقبل، يكون فيه الرئيس هو من يرشح ويكلف رئيس الحكومة بعيدا عن الزعامات".
ورأى القصاب "سببا آخر، هو أن هؤلاء الذين رفضوا تسلم الزرفي، حتى لا يتيحوا للنواب التمرد عليهم، وأن رئيس الحكومة المكلف يجب أن يخرج من الباب الذي يمتلك قادة الكتل مفاتيحه".
وعرف عن الكاظمي الذي نال قبل تكليفه موافقة غالبية الأحزاب السياسية، قربه من الأمريكيين، قبل أن يعيد ترتيب علاقاته في الأسابيع الأخيرة مع طهران، العدو اللدود لواشنطن في العراق، بحسب الوكالة الألمانية.
ومنذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي نهاية العام الماضي، يعيش العراق ركودا سياسيا، أولا في مواجهة حراك شعبي انطلق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، وثانيا لتضرر ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك من انهيار أسعار الخام، بتأثير تفشي وباء كورنا.
ومن ثَمّ، أصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لاستبدال عبد المهدي منذ بداية العام 2020، بعد اعتذار الزرفي وقبله محمد توفيق علاوي لتعذر إيجاد توافق سياسي في البرلمان الأكثر انقساما في تاريخ العراق. وأمام الكاظمي (53 عاما) الآن، 30 يوما لتقديم تشكيلته الحكومية.
وكتب الكاظمي على "تويتر" قائلا: "مع تكليفي بمهمة رئاسة الحكومة العراقية، أتعهد أمام شعبي الكريم، بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في مقدمة أولوياتها، وتصون سيادة الوطن وتحفظ الحقوق، وتعمل على حل الأزمات، وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام".
كتل كبيرة تدعم الكاظمي لرئاسة حكومة العراق.. ما مصير الزرفي؟
تحوّل مفاجئ.. إيران تدعم مرشحا رفضته لرئاسة حكومة العراق
الزرفي يتحدى إيران.. ماذا يحصل إذا قبل برلمان العراق حكومته؟