صحافة دولية

بلومبيرغ: وصول برميل النفط لسالب 100$ لم يعد مستحيلا

في الهند، وصلت سعة تخزين الوقود في المصافي إلى 95 بالمئة- جيتي

من خلال ما يرصده القمر الصناعي "Sentinel-1" يتضح سبب انخفاض أسعار النفط الأمريكي إلى ما دون الصفر، بحسب ما كتب خافيير بلاس في مجلة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأمريكية.

مقال بلاس الذي ترجمته "عربي21"، جاء تحت عنوان "لماذا النفط عند سالب 100 دولار ليس رهانا مجنونا بعد الآن؟"، وأشار إلى أن بعض خبراء النفط وصلوا لهذا المستوى من التوقع.

وبحسب المجلة، فإن إشارات الرادار العائدة من خزانات النفط المعدنية الضخمة والتي تستخدم لحساب كمية الخام في الداخل، بعثت للأقمار الصناعية برسالة مثيرة وهي "اكتمال التخزين".

وعن هذه الحالة التي لم تحدث من قبل، يقول الخبراء إن الأمر قد يستغرق أسابيع قليلة قبل انعدام وجود مكان آخر لتخزين الخام، والذي يسمى في لغة الصناعة "قمم الدبابات"، أو ما يشير إلى امتلاء صهاريج النفط عن آخرها.


وفي هذه الحالة، ستكون أسعار النفط قريبة من الصفر في أنحاء كثيرة من العالم، وفي بعض الحالات يمكن أن تصبح سلبية.

قال فلوريان ثالر، من شركة أويلكس للأبحاث التي تستخدم بيانات الأقمار الصناعية: "نحن في طريقنا إلى قمم الدبابات العالمية في أواخر أيار/مايو أو أوائل حزيران/يونيو".

 

اقرأ أيضا: أسعار النفط تواصل السقوط الحر.. برنت هبط مجددا 16 بالمئة

ووفقا لثالر، فإن الفوضى في سوق النفط الأمريكية، الاثنين الماضي، حين شهدت هبوطا تاريخيا لسعر برميل النفط نحو سالب 37 دولارا، ينذر بحدوث الأسوأ على مستوى العالم، إذا بدأت الخزانات الأخرى بالامتلاء.

كما يُظهر أن السوق تتوقع الوصول إلى "ذروة التخزين"، ما دفع بعض منتجي النفط إلى إعادة صياغة عقودهم (عقود بيع النفط) لمنع تدهور أسعار نفطهم إلى السالب.

 

عالم الأسعار السالبة

 

شهد الثلاثاء أيضا استمرار "جنون البيع" فخسرت العقود الآجلة لخام برنت تسليم حزيران/يونيو بنسبة 15 بالمئة، وتم تداوله قرب 16 دولارا للبرميل، وهو الأدنى منذ 21 عاما تقريبا. وربما تصل عقود خام برنت الأوروبية والأفريقية، إلى أقل من 10 دولارات وحتى أقل من 5 دولارات في بعض الحالات.

ويقول بول سانكي، خبير النفط في بنك "ميزوهو" الياباني، والذي حذر بصراحة من الأسعار السلبية للخام في آذار/مارس الماضي: "من الواضح أننا ذهبنا إلى أزمة يومية وواسعة النطاق في إدارة سوق النفط" .

وفي اليوم التالي من وصول الخام الأمريكي للسالب، قال سانكي: "هل سنصل إلى سالب 100 دولار للبرميل الشهر المقبل؟ من المحتمل جدا".


تظهر أحدث بيانات الأقمار الصناعية "وفرة هائلة في التخزين"، فهناك 50 مليون برميل من النفط الخام يتم تخزينها أسبوعيا، وهو ما يكفي لتغذية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة مجتمعة، ما يعني أن "عالم الأسعار السالبة ليس له أرضية، وسيصبح كل شيء ممكنا" وفقا للمجلة الأمريكية.

في الهند، وصلت سعة تخزين الوقود في المصافي إلى 95 بالمئة، وفقا لمسؤولين في ثلاث شركات تكرير مملوكة للدولة.

وصرح رئيس شركة النفط الوطنية النيجيرية ميلي كيري لصحيفة محلية أن نيجيريا ستخفض الإنتاج، لأنه ليس لديها مكان للاحتفاظ بالخام.

لا تقوم مصافي النفط بشراء النفط الخام، لأنه لا يوجد طلب على البنزين، في حين أن بعض الشركات المدينة تفضل بضعة دولارات على لا شيء، لذا استمرت بالإنتاج.

وتدل بيانات الأقمار الصناعية إلى تناقص المساحة المخصصة للتخزين، كما أن التجار استأجروا الكثير من المساحات الفارغة لأجل ذلك.

قال بيير أندوراند، مؤسس صندوق التحوط النفطي: "يمكن أن يكون لدينا أسعار سلبية، وأسعار سلبية للغاية"، مضيفًا أن النفط "سوق خطير للتداول في الوقت الحالي".

أزمة الاستلام والتخزين


بالنسبة للسوق الأمريكية، فإن الأمر يتعلق بصورة كبيرة بمدينة كوشينغ بولاية أوكلاهوما (نقاط تسليم عقد النفط الخام الآجل)، حيث تضم عشرات الصهاريج الكبيرة بما يكفي لاستيعاب نحو 80 مليون برميل.

عندما ينتهي التداول على عقد خام غرب تكساس الوسيط، يجب على التجار استلام النفط في كوشينغ، والعثور على مكان آخر لتخزين البراميل أو شحنها.

 

اقرأ أيضا: ترامب: لن نخذل صناعة النفط والغاز الأمريكية

تدهورت أسعار النفط الاثنين الماضي بسبب أن التجار الذين امتلكوا (عقد خام غرب تكساس الوسيط) سارعوا للخروج من العقد قبل انتهاء صلاحيته، لأنه لم يكن لديهم خزانات لتخزين النفط. وحينذاك دفع شخص 40.32 دولارًا للبرميل لتجنب استلام النفط.

وفي سوق النفط الحقيقي، يعرض التجار البراميل بأسعار سلبية أكبر، حيث طلبت شركة (Plains All American Pipelines LP)، وهي إحدى شركات شحن النفط الرئيسية في الولايات المتحدة، من منتجي عقود النفط الخام المسمى "شرق كانساس المشترك" (Eastern Kansas Common) دفع 55.05 دولارًا للبرميل إذا أرادوا البيع.

ويشير بن لوكوك، الرئيس المشارك في مجموعة ترافيجورا لتجارة النفط، إلى أن التخزين البري "محدود للغاية"، فمواقع التخزين التي يمكن أن تملأ قريبا تشمل روتردام، مركز تكرير لأوروبا الغربية، والعديد من الجزر في منطقة البحر الكاريبي وسنغافورة. ولذا فإن التجار يحولون ناقلات النفط إلى أماكن تخزين عائمة مؤقتة، وهو خيار غير مريح.


تعد شركة "فوباك" (Royal Vopak NV) ومقرها روتردام الأكبر في عالم التخزين. ويقول المسؤولون التنفيذيون هناك إنه "توجد حملة عالمية لتأمين المزيد من الخزانات".

ووفقا للمدير المالي بـ"فوباك" جيرارد بوليديس: "تم بيع المساحة المتاحة للتخزين النفطي بالكامل تقريبا".