يترقب الأمريكيون
عموما والديموقراطيون بشكل خاص إعلان مرشحهم لرئاسة البلاد، جو بايدن، عن اسم
المرشح لخوض السباق برفقته لمنصب نائب الرئيس، أمام الجمهوريين دونالد ترامب ومايك
بنس، اللذين يسعيان لفترة ثانية.
ويدور الحديث في وسائل الإعلام عن العديد من الشخصيات المحتملة، والتي انضمت إليها حديثا "ميشيل أوباما"، زوجة الرئيس السابق باراك أوباما.
وتشكل هوية نائب الرئيس في الولايات المتحدة
أهمية كبيرة خلال السباق الرئاسي، ويسمي كل متنافس الشخص الذي سينوب عنه -في حال
فوزه- بمجرد نيله الترشيح عن حزبه، ومن ثم تقوم الحملة الانتخابية على إبراز
الشخصيتين معا.
ويرتبط هذا التقليد بمحاولة المرشحين استمالة شرائح المجتمع التي لا ينتمون لها أو يمثلونها، أو تعزيز "شخصية الحملة الرئاسية"، لا سيما وأن نائب الرئيس هو من سيتولى الرئاسة في حال شغورها حتى موعد الانتخابات المقبلة.
ورغم تراجع رضا الناخبين الأمريكيين عن ترامب مؤخرا، وتفوق بايدن عليه في إحدى استطلاعات الرأي، إلا أن المخاوف لدى الديمقراطيين ما تزال قائمة من سيناريو 2016، عندما فازت هيلاري كلينتون بأصوات الناخبين فيما فاز المرشح الجمهوري بالمجمع الانتخابي، إثر انتكاسة في الولايات المتأرجحة وانقسامات بين الديمقراطيين، ما يمنح اختيار نائب الرئيس أهمية مضاعفة.
وترجح أغلب وسائل الإعلام الأمريكية أن يختار بايدن سيدة لترافقه في مهمة إخراج ترامب من البيت الأبيض، لتكون الأولى التي تتولى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة في حال فوزهما، وهو ما تعهد بالعمل على تحقيقه سابقا، وخصوصا أن تكون سيدة من أصول إفريقية.
ويعود ذلك، بحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز"، إلى محاولة بايدن إكساب زخم لحملته من جهة، وتعزيز حظوظه في أوساط النساء والتقدميين، الذين يخشى من استنكافهم عن التصويت بعد انسحاب مرشحهم المفضل، بيرني ساندرز.
وفي تصريح الأسبوع
الماضي، كشف بايدن، الذي كان نائبا لباراك أوباما إبان رئاسته (2008- 2016)، عن
رغبته بتسمية ميشيل أوباما للمنصب، مشددا على جدارتها وعلى عمق الصداقة التي تجمع
العائلتين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنها قد ترفض، لعدم رغبتها بالعودة للعيش في
البيت الأبيض.
اقرأ أيضا: بايدن على خطى ترامب: سأبقي سفارتنا بالقدس إذا انتخبت رئيسا
ويعكس هذا الخيار أهمية دور أوباما، الذي يحظى بتأييد كبير في أوساط
أمريكية متعددة، في تعزيز حظوظ بايدن، كما يعكس أهمية تسمية سيدة من أصول أفريقية
أو لاتينية لتحفيز تلك الشرائح التي تعد تقليديا أقل إقبالا على صناديق الاقتراع،
بحسب مقال لـ"جينيفر روبين"، نشرته صحيفة "واشنطن بوست" قبل
أيام.
ولذلك، بحسب "روبين"، فإن الأوفر حظا لتولي المهمة هي "كاميلا هاريس"،
التي نافست بقوة على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الرئاسيات، وقدمت خطابا
قويا ورؤية متماسكة تميل نحو التقدمية.
واعتبرت الكاتبة أن ثلاثة عناصر رئيسية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في
هذا الإطار، أولها النزعة التقدمية، لترميم صفوف الحزب الديمقراطي، وتجنيبه انقساما
كالذي تسبب بخسارة هيلاري كلينتون أمام ترامب عام 2016.
وثانيا، تشدد روبين على ضرورة تعزيز حظوظ بايدن لدى الأمريكيين الأفارقة وتحفيزهم للنزول إلى صناديق الاقتراع في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، عبر اختيار اسم ينتمي لهم.
وأخيرا، فإن السن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، لا سيما وأن بايدن (77
عاما)، في حال فوزه، سيصبح أكبر رئيس في تاريخ
البلاد، ما يتطلب اختيار نائب له أقرب إلى الشباب، لاعتبارات انتخابية ولكن أيضا
سياسية، في حال لم يتمكن بايدن من الترشح لفترة ثانية.
وتؤكد الكاتبة أن هاريس (55 عاما) تتوفر فيها جميع تلك العناصر، لكن أحدث استطلاع للرأي أظهر تفضيل الديمقراطيين لـ"إليزابيث وارن" (77 عاما)، التي نافست هي الأخرى على ترشيح الحزب للرئاسيات، واستعرضت أكثر البرامج الانتخابية قوة وتماسكا.
وأجرت الاستطلاع شبكة "سي بي أس" المحلية، ونشرت نتائجه الأحد، وأظهر أن 36 بالمئة من الديمقراطيين يفضلون تسمية وارن لمنصب نائب الرئيس، مقابل 19 بالمئة لهاريس، و14 بالمئة للسياسية السمراء "ستيسي أبرامز"، وأخيرا 13 بالمئة لـ"إيمي كلوبوشار"، التي نافست أيضا على ترشيح الحزب للرئاسيات.
وتعكس تلك النتائج اهتمام الديمقراطيين بأجندة تقدمية، وبأن تفضيل بايدن على ساندرز إنما هو بهدف تقديم مرشح تقليدي أكثر قدرة على جذب أصوات من خارج الحزب، لكن اختيار "وارن" بالفعل قد يترتب عليه توافق على نبرة أكثر يسارية لسد الفجوة الكبيرة بين الشخصيتين.
هؤلاء أكبر داعمي حملة ترامب الانتخابية.. كيف يؤثرون عليه؟
مشروع صيني كبير يرى النور بفضل "كورونا" و"انكفاء ترامب"
هل أثرت أزمة النفط العالمية على حظوظ ترامب الانتخابية؟