أثار ترحيب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، بالمبادرات السياسية المطروحة ودعوته لعودة الحوار السياسي، تساؤلات عن أهداف وتداعيات هذه الخطوة، وعلاقتها بالمبادرة التي طرحها رئيس برلمان "طبرق"، عقيلة صالح منذ أيام قبل انقلاب "حفتر" على الاتفاق السياسي.
وفي تصريح مفاجئ، دعا "السراج" جميع الأطراف والقوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الانقسام، والإسراع في استئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة، مؤكدا ترحيبه بجميع المبادرات السياسية الداعية إلى حل سلمي للأزمة، بعيدا عن الاقتتال وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح".
"رئيس ونائبان"
وأكد رئيس حكومة الوفاق أن "الخطوة تأتي استعدادا للمرحلة القادمة والتوافق على خارطة طريق تجمع كل الليبيين، سواء كان ذلك بتعديل الاتفاق السياسي وتشكيل مجلس رئاسي من رئيس ونائبين ورئيس حكومة منفصل، أو بالتوافق على مسار دستوري وانتخابات عامة في أقرب الآجال"، وفق بيان نشره مكتبه الإعلامي.
اقرأ أيضا: السراج يرحب بالمبادرات الداعية للحل السلمي في ليبيا
وكان رئيس برلمان "طبرق"، عقيلة صالح قد قدم مبادرة منذ أيام اقترح فيها تشكيل مجلس رئاسي جديد من رئيس ونائبين فقط وكذلك تشكيل حكومة وإجراء انتخابات تشريعية جديدة، وذلك قبل يومين من إعلان اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر انقلابه على الاتفاق السياسي وتنصيب نفسه حاكما للبلاد عبر تفويض مزعوم".
ترحيب السراج بالمبادرات ومطالبته لاستئناف المفاوضات يطرح بعض التساؤلات من قبيل: هل الخطوة تعتبر "مغازلة" لرئيس برلمان "طبرق" ومحاولة لاستقطابه وإبعاده عن "حفتر" ومشروعاته، خاصة مع وجود خلاف بين "صالح والجنرال العسكري"؟
"لن يحدث تقارب"
من جهته، استبعد وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "يحدث أي تقارب بين السراج وعقيلة صالح كون الأخير ينفي مرارا وجود خلافات مع حفتر"، مشددا على أن الخلاف بينهما ربما "تكتيكي" فقط لكنهما متفقان في الأهداف والاستيلاء على السلطة، فعقيلة هو من سلم البرلمان لسلطة العسكر".
وفي تصريحات لـ"عربي21" أوضح أن "السراج رحب على الدوام بمبادرات السلام وكان قد انتظر طويلا أن يأتي حفتر لطاولة المفاوضات، لكن الأخير اختار الحرب، وربما يكون بيان السراج جاء تحت ضغوط من قبل البعثة الأممية وليبين للعالم من هو المعتدي الحقيقي خاصة أنه دعا إلى دحر هذا المعتدي"، وفق تصوراته.
"مناورة وغير جدية"
لكن عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس وصف دعوة "السراج للأجسام السياسية بالعودة إلى الحوار بأنها مجرد مناورة سياسية وفي وقت غير مناسب بالنسبة لهذه الحكومة، كما أنها دعوة غير جدية كون السراج نفسه يعي حجم الانقسام الذي أصاب البرلمان وجعله عاجزا عن تحقيق نصاب يمكنه من اتخاذ أي إجراء لا يكون عرضة للطعن فيه".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أن "هذا الأمر جعل هذه الحكومة في حل من أي رقابة أو محاسبة وبالتالي لا أعتقد أن السراج سيسعى أو يسمح باكتمال نصاب البرلمان سواء في الشرق أو الغرب وذلك لأن مجلسي النواب والدولة سبق وأن اتفقا على إعادة تشكيل المجلس الرئاسي أثناء محادثات تونس، ولم يبق إلا آلية اختيار الأسماء فقط، فما الداعي الآن لإعادة هذا المقترح؟"، حسب تساؤلاته.
اقرأ أيضا: إيكونوميست: حفتر في ورطة وإعلان قيادة ليبيا سيسرع تقسيمها
وبخصوص تقارب السراج مع عقيلة صالح بهذا التصريح، قال كرموس: "الخلاف الظاهر بين عقيلة وحفتر ليس حقيقيا وإنما تبادل أدوار فقط، وصالح لا يمكن أن يخرج عن تعليمات حفتر أبدا وهذا ما يعلمه السراج أيضا"، كما صرح.
"ما بعد سقوط حفتر"
لكن الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس أشارت إلى أن "دعوة السراج ليست مفاجئة فهو دائما يسعى إلى السلم ولا يفوت فرصة لتحقيق السلام إلا وكان مبادرا وسباقا ويرحب دوما بأي مبادرة تساعد على حل المعضلة الليبية، ولا أعتقد أن هذا له علاقة مباشرة بـ"عقيلة صالح" أو رد على مبادرته".
وأكدت أن "دعوة رئيس الوفاق واضحة المحاور من حيث ضرورة توحيد الصفوف لدحر العدوان وإنهاء حالة الانقسام، والاستعداد للمرحلة القادمة ما يعني أنه يتحدث عن مرحلة ما بعد سقوط مشروع حفتر والقضاء عليه، وفي اعتقادي هذا ما نحتاجه بعد إنهاء الحرب، التخطيط والاستعداد للمرحلة القادمة".
وتابعت: "أما بخصوص رئيس برلمان طبرق وخلافه مع حفتر فلا توجد في دعوة السراج أي إشارة إلى أنه يحاول استغلال هذا الخلاف أو حتى استقطاب عقيل" ومن معه، كون الأخير لن يستطيع الصمود بوجه حفتر وبطشه وسينتهي به الحال بالتسليم أو ربما يواجه نفس مصير النائبة سهام سرقيوه"، وفق تصريحاتها لـ"عربي21".
ما مصير برلمان طبرق ورئيسه بعد "إعلان حفتر"؟
هل بدأ العد التنازلي لهجوم قوات الوفاق صوب "ترهونة"؟
أنظار "الوفاق" تتجه لترهونة.. هل بات الهجوم وشيكا؟