لا يزال الامتعاض من الإجراءات الحكومية في الأردن، بسبب تفشي وباء كوورنا هو سيد الموقف، على الرغم من أن الحكومة قلصت الإغلاق ساعتين مع بدء شهر رمضان المبارك.
وأشار مواطنون إلى أن الحجر في رمضان أثر عليهم سلبا من الناحية الاقتصادية، وقال عامل البناء لطفي إبراهيم لـ"عربي21": "نتيجة للحظر تأثر وضعنا الاقتصادي ولم نعد نجد قوت يومنا (...) كنا نعمل في رمضان بعد فترة الإفطار، أما الآن فلا نستطيع بسبب الإغلاق".
بدوره قال صاحب متجر للنثريات لؤي أبو حمودة لـ"عربي21": "تحدثت الحكومة عن أنها تنوي تخفيف الإغلاق في حال تراجعت الإصابات، وعلى الرغم من مرور عدة أيام سابقا دون الكشف عن إصابات جديدة إلا أن الحال كما هو".
وأضاف أبو حمودة: "تأثرنا كثيرا خاصة في رمضان، كنا نعمل العام الماضي بعد الإفطار، لم نعد نستطيع الوفاء بالتزاماتنا المالية أو توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لأسرنا".
المؤشرات
ومع استمرار ظهور حالات إصابة بالفيروس، يبقى السؤال ما هي المؤشرات التي تعتمد عليها الحكومات لتقرير متى يمكنها تخفيف الإغلاقات، أو العودة لما قبل كورونا، وهل استمرار الحجر صحيح؟
يرد الدكتور نقيب الأطباء الأردنيين الأسبق طارق طهبوب على هذا التساؤل بالقول: "المؤشرات تُسأل عنها الحكومة، ولكن في ظل وجود كورونا لا يوجد قرار صحيح مئة بالمئة، حيث اختلف العالم وعلينا تكييف حياتنا بطريقة غير التي كنا نعيشها، بمعنى تقليص التجمعات، وتطبيق التباعد الاجتماعي، وتغيير بعض العادات الاجتماعية".
اضافة اعلان كورونا
وأضاف طهبوب في حديث لـ"عربي21": "ثبت للعالم أجمع بأن هذا الفيروس باق معنا وأنه لن ينتهي في 14 يوما كما كان يقال عنه سابقا، وسيصبح مثل الانفلونزا الموسمية".
وأوضح بأن "الخطة العالمية التي تمشي عليها الدول المتقدمة مفادها بأن ما يسمى بالفتح التدريجي يكون ضمن البيئة المنضبطة".
وأشار إلى الفتح التدريجي ضمن البيئة المنضبطة يعني "التباعد الجسدي ولبس الكمامات والاهتمام بالنظافة والصحة الشخصية واستخدام المعقمات والمطهرات والكشف المبكر للمرضى الذين ترتفع لديهم درجة الحرارة، وزيادة عدد الفحوصات".
وتابع: "عدد الإصابات في الأردن قليلة لأن عدد الفحوصات قليل، والمجتمع الأردني فتي بمعنى أن أغلبه ضمن الفئة العمرية من 15 - 55 عاما".
ولفت إلى أن "الأردن حاليا يسير بطريقة التدريج في رفع القيود فمثلا سيعود الموظفون إلى عملهم نهاية هذا الشهر لكن العملية التعليمية على سبيل المثال لا أحد يعرف متى ستنتظم".
وأكد طهبوب على أن الرسالة وصلت لجميع حكومات العالم بأن الفتح التدريجي ضمن البيئة المنضبطة سيصاحب أي تخفيف للإغلاق وبالتالي القيود المفروضة حاليا طبيعية.
وتابع: "يجب أن تعلم الدول ذات الاقتصاد الضعيف بأن عودة الطبقات العاملة للعمل وفتح المحال التجارية يساهم في المناعة المجتمعية والصحية، لأن هؤلاء يحتاجون للعمل من أجل الغذاء، والغذاء جزء مهم من العلاج والوقاية، وهذا الأمر يجب أن تأخذه أي حكومة في عين الاعتبار".
لجنة الأوبئة
من جهته، قال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الوطنية للأوبئة، نذير عبيدات، لـ"عربي21" إن هنالك زيادة في عدد الإصابات في الأردن، وإن هنالك طريقين لا ثالث لهما؛ إعادة فتح البلاد وارتفاع الإصابات إلى الآلاف، أو استمرار العمل بالإغلاقات الجزئية.
وحول آلية عمل لجنة الأوبئة، قال عبيدات إن اللجنة تجتمع بشكل دائم، وتراجع المعطيات الصحية والوضع الوبائي، وتقوم بوضع توصيات للحكومة، وهي تقرر بدورها الإجراءات التي تراها مناسبة.
الأردن يدرس فتح المقاهي والنوادي.. ولا قرار بشأن المساجد
باحثون فرنسيون يدرسون تأثير النيكوتين على مرضى كورونا
البيت الأبيض يعلق على "مطهرات" ترامب.. وشركات تحذر