أعلنت المخابرات العراقية، الأربعاء، اعتقال عبد الناصر قرداش، الذي اعتبرت أنه "خليفة محتمل" لزعامة تنظيم الدولة، خلفا لأبي بكر البغدادي، وهو أيضا قريب "عبد الله قرداش" الذي يعتقد البعض أنه يقود التنظيم حاليا.
وأوضح بيان مقتضب للمخابرات العراقية أنها تمكنت من القبض على "عبد الناصر قرداش" بعد الحصول على معلومات استخبارية "دقيقة"، دون ذكر تفاصيل العملية.
وقوبل وصف المخابرات العراقية له بأنه "خليفة محتمل" للبغدادي بتشكيك واسع.
كما نشر بعض أنصار تنظيم الدولة تغريدات توحي بأن قرداش معتقل بالفعل لكن منذ العام الماضي، وأن إعلان اعتقاله حاليا هو لتحقيق مكاسب إعلامية فقط.
بدوره، أكد خبير الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية لـ"عربي21"، أن عبد الناصر قرداش كان يشغل بالفعل مناصب مهمة في التنظيم، إلا أن خبر القبض عليه لا يعلم صحته بعد.
كما أشار أبو هنية إلى أن زعيم التنظيم الحالي هو "أبو إبراهيم الهاشمي"، واسمه الحقيقي أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي.
وأكد مصدر أمني عراقي لشبكة "سي أن أن" أن الشخص الذي أعلنت المخابرات العراقية اعتقاله "ليس خليفة البغدادي".
ولفتت الشبكة أيضا إلى أن "الهاشمي" هو زعيم التنظيم حاليا، بالاستناد إلى ما ورد في تسجيل صوتي نشره التنظيم إثر مقتل البغدادي.
وكان البغدادي قد قتل في عملية أمريكية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في إدلب شمال سوريا، وتحدثت العديد من التقارير بعد ذلك عن تولي التركماني "عبد الله قرداش" القيادة خلفا له، وهو ما شكك به آخرون على اعتبار أن التنظيم يعتقد بضرورة تسمية رجل "ذو نسب قرشي".
— Yaman | يـمــان (@y_aman8) May 20, 2020
ونشرت قناة "الحدث" السعودية ما قالت إنها اعترافات لـ"عبد الناصر قرداش"، في حديث حصري لها من داخل مكان اعتقاله.
اقرأ أيضا: نيوزويك: هذا هو زعيم تنظيم الدولة الجديد
وفي وقت لاحق، الخميس، كشفت خلية الإعلام الأمني، التابعة لوزارة الدفاع العراقية، عن تفاصيل حول عبد الناصر قرداش واعتقاله.
وأوضحت الخلية في بيان أن "المكنى عبد الناصر قرداش واسمه الحقيقي طه عبد الرحيم عبد الله بكر الغساني، من مواليد قضاء تلعفر بمحافظة نينوى 1967، ويسكن حاليا حي مشيرفة في الموصل".
وأضافت أن "الغساني انتمى إلى تنظيم داعش عام 2007 في محافظة نينوى وعمل بصفة إداري بولاية الجزيرة لغاية نهاية العام، حيث شغل منصب والي الجزيرة وخلال فترة توليه المنصب قام بعدد من العمليات الإرهابية استهدفت القوات العراقية والمواطنين الأبرياء".
وتابع البيان: "بداية عام 2010 كلف من قبل والي الشمال بالعمل نائبا له وبأمر من الإرهابي المقبور أبو عمر البغداي تم تكليفه بشغل منصب والي ولايات الشمال (جنوب الموصل والموصل والجزيرة وكركوك)".
وعام 2011 "التقى الغساني بالإرهابي أبو بكر البغدادي في أطراف محافظة بغداد وكلفه بشغل منصب أمير التصنيع والتطوير، ثم كلف بعدها من قبل الإرهابي البغدادي بالذهاب إلى سوريا وعمل مصانع أسلحة ومتفجرات وكواتم لتجهيز الولايات بها حيث التقى البغداي أكثر من مئة مرة"، بحسب الخلية.
وأضاف البيان أنه تولى بعد ذلك "منصب والي الشرقية في سوريا (الحسكة ودير الزور والرقة)، وشغل بعدها بأمر من البغدادي منصب والي البركة، وبعد إعلان الخلافة كلف بمنصب نائب أمير اللجنة المشرفة وبعدها أمير اللجنة ثم نائب العدناني أميرا للجنة المفوضة وبعد مقتل الأخير أصبح أميرا للجنة ونائبا للبغدادي".
وبينت الخلية أن المذكور "كان المشرف الأول عن معركة كوباني والسيطرة على مدينة تدمر وحلب ودمشق ومعارك الباب، وكان له دور كبير في احداث الباغوز الأخيرة، وكان مسؤولا عن صناعة ومتابعة وتطوير غاز الخردل الذي تم استخدامه باستهداف القوات العراقية داخل العراق فقط، وكان المشرف على كافة المفاصل الإدارية ومفاصل التصنيع والتجهيز حينها".
ويتزامن إعلان اعتقال "قرداش" مع تصاعد وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من تنظيم الدولة، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى.
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على التنظيم باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد، واجتاحها التنظيم صيف 2014.
إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات متقطعة.
الكاظمي يفتح ملف المختفين قسرا ويأمر بكشف مصيرهم
"أسود الجزيرة" عملية عراقية جديدة ضد داعش بـ"مثلث الموت"
مقتل 8 أشخاص بالعراق بهجمات "لداعش" جلهم من "الحشد"