كتب

كتاب رائد يؤرخ لـ "نشأة الروح القومية في مصر"

كتاب يؤرخ لنشأة الوعي القومي في مصر ودور الاستعمار الأنجليزي في توحيد المصريين(الهيئة العامة لقصور الثقافة)

الكتاب: نشأة الروح القومية المصرية (1863 ـ 1882)
المؤلف: د. محمد صبري السوربوني
ترجمة: د. ناجي رمضان عطية
الناشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2020 القاهرة

برزت مدرسة وطنية مصرية "أكاديمية" لكتابة التاريخ المصري الحديث والمعاصر عقب ثورة 1919، نقلت هذه المدرسة الكتابة في التاريخ من المنهج القديم الذي درج على كتابة السير والخطط والآثار والتراجم، ورسخت أسس الكتابة العلمية للتاريخ، وارتبطت بتطور الحركة الوطنية التي واجهت النفوذ الاستعماري البريطاني، كما ارتبطت أيضاً بمعركة تمصير الجامعة المصرية (التي سعت لإحلال الأساتذة المصريين محل الأساتذة الأجانب الذين كانت غالبيتهم من الإنجليز والفرنسيين)، وحينذاك برزت أسماء: لطفي السيد وطه حسين ومصطفى عبد الرازق. 

كما برزت أسماء المؤرخين المتخصصين في تاريخ مصر الحديث والمعاصر وفي طليعتهم الدكتور محمد صبري السوربوني، الذي أعد دراسته المهمة عن ثورة 1919 ونشرها بالفرنسية وقت اشتعال الثورة ليثبت أنها ثورة وطنية عامة، ثم أعقبها بدراسة عن "نشأة الروح القومية" التي حاز بها درجة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1924.

 

مصر ما قبل الاحتلال البريطاني


يعد هذا الكتاب "نشأة الروح القومية المصرية (1863 ـ 1882)، أول دراسة أكاديمية موثقة لمرحلة مهمة وخطيرة من مراحل التاريخ المصري الحديث، وهي المرحلة الواقعة بين تولية الخديوي إسماعيل وبين الاحتلال البريطاني لمصر. وإذا كانت الكثير من تفاصيل هذه الفترة وأحداثها قد باتت معروفة، من خلال الدراسات والمؤلفات التاريخية التي توالت بعد هذه الدراسة، فإن السوربوني له فضل ريادة التأصيل العلمي لهذه الأحداث ولفت الانتباه إلى مصادر دراستها، والبحث عن نشأة الروح القومية ونموها والشعور الوطني لدى المصريين، تلك الروح التي كانت الدافع الأساسي للحركة الثورية.

يتألف عمل السوربوني هذا من مقدمة وخمسة فصول، مهد في مقدمته لموضوع دراسته في شكل موجز لتاريخ مصر منذ أقدم العصور، ليبرز من خلاله "النمط القومي" ـ حسب تعبيره ـ للمصريين، وقدرته على الاستيعاب والمقاومة على مر العصور، ثم انتقل بشيء من التفصيل إلى عصر محمد علي، حيث يرى السوربوني أن نشأة الروح القومية المصرية تعود بجذورها إلى عصر محمد علي، الذي كان يخطط لتأسيس أسرة حاكمة ودولة عظمى مستقلة، ومن ثم فإن عبقريته تمثلت في إدراكه للعلاقة بين إنشاء جيش مصري عصري وبين أسس الدولة القومية. 

ولإنجاز هذا المشروع القومي بما يتفق مع آماله، فإنه قرر أولاً ـ وقبل كل شيء ـ أن هذا الجيش يجب أن يكون جيشاً مصرياً، وبعد موقعة قونية 1832، اهتم محمد علي مع الكولونيل سيف بتكوين جيش من "الفلاحين" لأول مرة منذ سيطرة الإغريق على مصر (لأن الإغريق استبدلوا الفلاحين المصريين بجنود أجانب للدفاع عن البلاد)، كما يرى المؤلف أنه بفضل تأسيس المدارس وتشجيع الصناعة والزراعة واستتباب الأمن والنظام والاستقرار والانتصارات العسكرية، استيقظ "الشعور القومي" كما تشكلت طبقة وسطى مصرية جديدة حلت محل الطبقة الارستقراطية التركية ذات الامتيازات، وبدأت هذه الطبقة الوسطى تقود هذا الشعور القومي الجديد.

 

يرى السوربوني أن نشأة الروح القومية المصرية تعود بجذورها إلى عصر محمد علي، الذي كان يخطط لتأسيس أسرة حاكمة ودولة عظمى مستقلة، ومن ثم فإن عبقريته تمثلت في إدراكه للعلاقة بين إنشاء جيش مصري عصري وبين أسس الدولة القومية.

 



ثم انتقل السوربوني في الفصل الأول من الكتاب إلى دراسة الأزمة المالية والتدخل الفرنسي والإنجليزي في شؤون مصر، ورغم أنه تحدث بإسهاب عن الإنجازات التي شهدها عصر إسماعيل في المجال الاقتصادي، والتقدم الاجتماعي الذي عرفته البلاد، إلا أنه انتقد سفه الخديوي، وسخاءه على الأجانب، بينما يستحق رعاياه الشفقة، ويذكر السوربوني أمثلة على هذا السفه الذي استمر لمدة ثلاثة عشر عاماً من سنة 1863 حتى 1876، فيقول في صفحة (69): "قدم إسماعيل للملكة أولجا مبلغ مائة ألف فرنك للتخفيف من آلام اللاجئين الكريتيين، في الوقت الذي كان فيه رعاياه يستحقون الشفقة".

 

الخديوي إسماعيل وافتتاح قناة السويس

كما يذكر في نفس الصفحة: "وعند الاحتفال بافتتاح قناة السويس، أظهر إسماعيل بذخاً غير معقول، ويقدر المستر ماك كوان المبالغ التي صرفت منذ بداية الاحتفال وحتى نهايته بمليون وثلاثمائة ألف جنيه استرليني، وبالإضافة إلى هذا المبلغ، صرف أيضاً مبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني لتدبيج كتاب تاريخ رسمي، تم طبعه على جلد الفيل بعدد 300 نسخة فقط، وتسلم مراسل جريدة مشهور جداً مبلغ ألف جنيه استرليني مقابل تحريره لمخطوطة هذا الكتاب الذي قام أيضاً بطباعته طباعة رائعة".

وتكفل تبذير إسماعيل بجذب المغامرين ومضاربي البورصة إليه، فأقرضوه الأموال إما بشروط مبالغ فيها، وإما بتوريطه في مشاريع تؤدي به إلى الإفلاس.

يذكر المؤلف في صفحة 73: "أن إسماعيل قد اقترض ـ بين سنتي 1863 و1868 ـ بما يقدر بنحو 20 مليون جنيه استرليني من لندن وباريس. ويعلق البارون دي مالورتي بقوله: لقد اعتبر إسماعيل نفسه مالك مصر الوحيد، فقام برهن الأرض ليبني منزلاً يتكلف أكثر من إمكانياته.. ورهن بلا وعي استقلال الدولة لصالح الأجانب، فأصحاب الديون يجب أن يستولوا على الرهن عندما لا يستطيع المدين سداد ما اقترضه".

وفي صفحة (91) يقول: "لقد أوجدت السياسة المالية لإسماعيل ديناً عاماً قيمته اِلإسمية تبلغ 90 مليوناً ويبلغ قسطه السنوي 6 ملايين جنيه، كما أنها جعلت الفلاحين مديونين، ودفعتهم للجوء إلى المرابين نتيجة للأساليب التي تتبعها الحكومة في جباية الضرائب".

وقدم مؤرخنا تحليلات دقيقة بالأرقام والوثائق لعملية التدخل والنهب الاقتصادي لمصر، وسياسة التهريب التي مارسها الأوروبيون في مصر، والتهرب من الجمارك وضياع حقوق الدولة بسبب ما تمتع به الأجانب من امتيازات، ونهبهم للدولة تحت اسم التعويضات عن أضرار وهمية، وقدم السوربوني تفسيراً ساخراً لمقولة الخديوي من أنه جعل مصر جزءاً من أوروبا، فذكر: أننا فعلاً جزء من أوروبا، لأن مصر تعاني منذ 1876 من الإشراف الأوروبي عليها، ثم من الاحتلال الأوروبي.

 

صحوة الروح القومية


وفي فصل من أكبر فصول هذا الكتاب وأهمها، حمل عنوان "الرأي العام" عالج الدكتور السوربوني صحوة الروح القومية بواسطة نخبة مصرية مثقفة ترجع أصول نشأتها إلى عصر محمد علي، حين تكون جيل من المصريين مدرك لذاته، برز فيه رجال برعوا في الآداب والعمارة والفنون العسكرية والهندسية والفلك، ورأى أن هذا الجيل لم يمت بانتهاء عصر محمد علي، وإنما استمر في عصر إسماعيل، واستطاع أن يخلق لدى المصريين شعوراً بالفخر والثقة بالنفس، زاد هذا الشعور مع فك رموز اللغة الهيروغليفية ونشأة علم المصريات وتأسيس متحف مصري، وكتابة تاريخ مصر القديم، مما قوى من الشعور القومي الوليد، فضلاً عن نهضة اللغة العربية وآدابها. ورأى السوربوني أن صحوة الروح القومية برزت على نحو خاص منذ مجئ الأفغاني إلى مصر عام 1871، وأن الحركة الفكرية بدأت تسعى إلى تحجيم التدخل الأجنبي والحكم الفردي للخديوي.

كان من الطبيعي أن تناقش هذه النخبة المثقفة مشكلات مصر السياسية والاجتماعية والمالية بجرأة غير معهودة، ساعدها على ذلك ظهور الصحافة الجديدة، التي ساهمت في تكوين الرأي العام بدرجة كبيرة، فتواصلت هذه النخبة مع الرأي العام، واتسعت دائرة القراء والمهتمين بالشؤون العامة ليصبح الرأي العام ضميراً وطنياً ينبغي أن يحسب حسابه.

روى السوربوني نقلاً عن مذكرات الإمام محمد عبده ـ غير المنشورة آنذاك ـ أنه: "حتى سنة 1293هـ 1877م، كان المصريون يخضعون تماما لمشيئة الحاكم وموظفيه في تصريف أمورهم العامة والخاصة... ولم يكن أحد يجرؤ ـ أو يخاطر ـ بإبداء رأيه حول طريقة إدارة البلاد، وكان المصريون يجهلون حالة باقي البلاد الإسلامية أو الأوروبية، على الرغم من وجود العدد الكبير من المصريين الذين درسوا في أوروبا، منذ عهد محمد علي وحتى ذلك التاريخ (1877).. 

وعلى الرغم من أن إسماعيل قد أنشأ ـ في سنة 1866 ـ مجلساً للنواب يفترض فيه أن يجعل المصريين يتعلمون الاهتمام بشئون بلادهم ويتناقشون حولها، إلا أن أياً منهم لم يدرك أن له هذا الحق الطبيعي الملازم لحق التمثيل النيابي: إما لأن القانون منع صراحة مجلس النواب من إبداء رأيه في اختصاصات الحكومة، إلا في حدود ضيقة، وإما لأن الخديو قد أفسد طريقة عمل المجلس، فإسماعيل قد اعتاد إرسال مبعوث يبلغ النواب برغبة الوالي المسبقة في اتخاذ قرار ما، فكانت المداولات الصورية تتبنى القرارات التي تتفق مع رغبات رأس الدولة.. وفضلاً عن ذلك، من كان يجرؤ على إبداء رأي مخالف؟ لا أحد، خصوصاً مع وجود التهديد بالنفي خارج الوطن، أو مصادرة الأملاك، أو تنفيذ الحكم بالإعدام لكل من يهمس بأقل كلمة معارضة".

 

على الرغم من أن إسماعيل قد أنشأ ـ في سنة 1866 ـ مجلساً للنواب يفترض فيه أن يجعل المصريين يتعلمون الاهتمام بشئون بلادهم ويتناقشون حولها، إلا أن أياً منهم لم يدرك أن له هذا الحق الطبيعي الملازم لحق التمثيل النيابي

 



وفي وسط هذه الظلمات، جاء جمال الدين الأفغاني إلى مصر، فأحاط به مريدوه فوراً، وتلاهم العديد من الموظفين والأمراء المتشوقين للتعرف على هذه الأفكار والمذاهب الجديدة المثيرة للجدل، ثم قاموا بنشرها في مختلف مدن مصر، فساهموا في إيقاظ العقول خصوصاً في القاهرة، لكن هذا الشعاع الضعيف لم يستطع الوصول إلى الوالي القوي في فلكه العالي، ومع ذلك، فقد استمر هذا الشعاع في الانتشار ببطء حتى نشبت الحرب بين تركيا وروسيا (عام 1877)، واهتم المصريون اهتماماً بالغاً بمصير تركيا، فتابعوا بعناية تطورات الأحداث عن طريق الأجانب الذين كانوا يتلقون الجرائد من أوروبا، أما الجرائد المصرية المحدودة العدد، وحديثة الإصدار، فقد بدأت تصف مفاجآت الحرب بعدما كانت لا تنشر سوى بعض الوقائع عديمة الأهمية، فنشأت حركة من الآراء والمناظرات التي لم تكن معروفة حتى ذلك التاريخ بين أنصار وقراء هذه الجرائد ومعارضيهم الساخطين. وظهرت جرائد جديدة تنافس الجرائد القديمة في نشر الأخبار، وبمرور الوقت، بدأت الجرائد تناقش المسائل السياسية والاجتماعية الخاصة بالبلاد الأجنبية، ثم أخذت تناقش ـ بجرأة ـ المشكلة المالية المصرية التي كانت تقلق الحكومة.

رأى السوربوني أن سنة 1877، تعتبر بمثابة نقطة تحول في مسار "المسألة المصرية"، وتشكيل الوعي، فقد اهتم الشعب المصري بهذه الحرب، ليس فقط لأن تركيا كانت متورطة فيها، ولكن أيضاً لأن جيشاً مصرياً ـ عدده 30 ألف جندي ـ كان يشترك مع تركيا في هذه الحرب، على الرغم من البؤس المالي والإداري الذي يسحق مصر، ومع ذلك كانت النخبة المثقفة من المصريين تشعر بالقلق على مصير هذه الحرب التي تهدد سلامة الإمبراطورية العثمانية ووحدتها، التي كانوا يعتبرون سيادتها الإسمية على مصر تمثل ضماناً لعدم وقوع مصر فريسة للدول الأجنبية.

 

استطاع الدكتور السوربوني أن يرصد بمهارة كيف تشكل الوعي القومي، وتشكلت المعارضة الوطنية، بجناحيها المدني والعسكري، وقد أمدنا بمعلومات قيمة عن الحزب الوطني،

 



من ناحية أخرى، كانت هزيمة الجيش المصري في حروب الحبشة (1875 ـ 1876)، بسبب هيمنة العنصر الأجنبي على قيادة حملاته، من عوامل سخط وتذمر العناصر الوطنية داخل الجيش، وقد روى السوربوني ـ نقلاً عن مذكرات عرابي التي لم تكن منشورة حينذاك ـ "أن الحملة الأخيرة على الحبشة كان يقودها جنرال أمريكي هو (لورنج) ومعه هيئة أركان حربه تتكون في أغلبها من ضباط أمريكيين، وأن هذا الجنرال كان على علاقة براهب فرنسي استطاع أن يعرف منه حالة القوات المصرية بدقة وأنه تفاهم معه حول تكتيك عسكري يؤدي إلى إفناء هذه القوات، ثم أبلغ هذا الراهب الملك يوحنا ملك الحبشة بذلك، فاستطاع هذا مهاجمة القوات المصرية بجيش ضخم وأنزل به هزيمة ساحقة".

 

الوعي القومي في مصر

لقد استطاع الدكتور السوربوني أن يرصد بمهارة كيف تشكل الوعي القومي، وتشكلت المعارضة الوطنية، بجناحيها المدني والعسكري، وقد أمدنا بمعلومات قيمة عن الحزب الوطني، وخلص إلى بلورة ثلاثة أسباب أدت إلى بروزها وتعاظم دورها، وهي: السيطرة الأجنبية التامة على مصر، وازدياد حدة البؤس والقهر والتعسف في فرض الضرائب على المصريين. 

وتتبع المؤرخ محاولات الإصلاح التي قامت بها المعارضة الوطنية، سواء من خلال تأسيس مجلس النواب، أو تشكيل حكومة وطنية، أو من خلال تزايد دورها داخل الجيش، كما رصد توالي الأزمات الوزارية محللاً وناقداً، وكذلك دور المعارضة الوطنية في التصدي للتدخل الأجنبي، كما أضاء المؤلف دور الشيخ محمد عبده في الحركة القومية ووصفه بأنه كان "المنظم الثقافي للحركة"، فضلاً عن تتبع نشاط الضباط الوطنيين وتحركاتهم داخل الجيش، والظروف التي مهدت لقيام الثورة المصرية 1881 ـ 1882.

وسنلاحظ أن من الموضوعات المهمة التي حظيت بعناية خاصة من الدكتور السوربوني موضوع التدخل الأجنبي في إدارة شؤون مصر السياسية والاقتصادية، واعتبر أن المراقبة الثنائية الأجنبية التي فرضت على مصر كانت بمثابة "دولة داخل الدولة"، خاصة بعد أن تحول دورها من مجرد رقابة مالية إلى رقابة سياسية صارمة، حيث أبعد الوزيران الأوروبيان الخديو إسماعيل عن إدارة شئون البلاد تماماً، وأصبحت سلطتهما مطلقة، وإن توارت خلف سلطة إسمية للخديو وحكومته، وقد نجح السوربوني في تصوير الصراع بين هذه الدولة الخفية وبين تيار الحركة الوطنية، ذلك الصراع الذي أدى إلى قيام الثورة، خاصة بعد بروز قيادتها ممثلة في أحمد عرابي ورفاقه، تلك الثورة التي توجت النضال الوطني، رغم هزيمتها بسبب التدخل البريطاني واحتلال مصر.

استطاع الاحتلال الانتصار على الثورة، بعد حرب استمرت شهرين تقريباً، انتهت عملياً بهزيمة الجيش المصري في موقعة "التل الكبير" يوم 13 أيلول (سبتمبر )1882، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الجيش الإنجليزي هو الذي يحكم وادي النيل، ومع ذلك فقد كان لهذه الحرب جانب إيجابي: فهي الحرب القومية الوحيدة التي خاضها المصريون طوال القرن التاسع عشر، ولأول مرة كان التجنيد شعبياً ويكاد يشبه الهبة الجماهيرية للدفاع عن البلد، وكان الجندي / الفلاح المتعطش للعدالة يناضل ضد الطغاة الأجانب، وفي "التل الكبير" تدفقت المؤن والزاد من كل نوع ومن كل مناطق مصر، وسادت الحماسة التلقائية في كل مكان، وكانت بمثابة معركة في سبيل الحرية.