نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأطعمة التي يجب على الرجال تناولها إذا كانوا يعانون من الضعف الجنسي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه المشكلة تحد من الحياة الجنسية للعديد من الأزواج. لكن، لحسن الحظ، يضع العلم بين أيدينا مجموعة من الأطعمة التي يمكن أن تساعد بعض الرجال على تجنب هذه المشكلة.
وبينت الصحيفة أن النظام الغذائي يمكن أن يكون جزءا من الحل، حيث يعد الضعف الجنسي لدى الرجال حالة تجعل الرجل غير قادر على الانتصاب لفترات طويلة خلال ممارسة العلاقة الحميمة. يعتبر هذا الاضطراب خطيرا ويزداد معدل حدوثه مع تقدم الذكور في العمر. على سبيل المثال، في إسبانيا، يعاني حوالي 2 بالمئة من الرجال الذين لم يتجاوزوا سن الأربعين، وحوالي 52 بالمئة بين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و70 سنة من هذه الحالة، وتظهر أكثر من 85 بالمئة من الحالات لدى الرجال الذين تتجاوز سنهم 80 سنة.
وأوضحت الصحيفة أنه بحسب الطبيبة والمستشارة الغذائية آنا إستيبان، "يمكن أن يرتبط الضعف الجنسي بأسباب متعددة من قبيل ضعف تدفق الدم إلى القضيب أو تغيرات في الهرمونات التي تنظم العملية بأكملها. وفي هذا السياق، يلعب الحفاظ على نظام غذائي صحي دورا مهمًا في الوقاية من هذه المشكلة وعلاجها".
وتشير الخبيرة إلى أنه بالنظر إلى كل هذه الأسباب، "سيكون للنظام الغذائي الذي يقلل من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية تأثير إيجابي على هذه المشكلة. وبهذا المعنى، يعد التحكم في الوزن والحفاظ على المستويات المثلى من الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، وتجنب المستويات المرتفعة من السكر وارتفاع ضغط الدم أمر ضروري".
الأسباب
أبرزت الصحيفة أنه في الواقع، تشمل العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالضعف الجنسي عملية الشيخوخة الطبيعية والإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل داء السكري من النوع 2 أو أمراض القلب، أو تناول بعض الأدوية، بما في ذلك مضادات الاكتئاب أو الأدوية الموصوفة لضغط الدم. إلى جانب ذلك، يمكن أن يزيد القلق أو الاكتئاب والتدخين واستهلاك الكحول أو زيادة الوزن أو السمنة وقلة النشاط البدني من المعاناة بهذا الاضطراب.
حمية البحر الأبيض المتوسط
أوردت الصحيفة أنه من المعروف أن أمراض القلب والأوعية الدموية وخلل الانتصاب تشترك في الآليات الكامنة وراء الخلل البطاني. يشير هذا الخلل إلى عدم قدرة الأوعية الدموية على الاسترخاء بشكل صحيح وتوسيعها للسماح بتدفق الدم، وهو ما أوضحته دراسة أجريت على حوالي 32 مريضا نُشرت في مجلة "يور سيكسول مديسين جورنال". ويتمثل الخبر السار في أن هناك أدلة على أن حمية البحر المتوسط تقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأبرزت الصحيفة أن مراجعة لأربع دراسات أجريت سنة 2017، نشرت في "مجلة أوروبا الوسطى لجراحة المسالك البولية"، بقيادة سيمونا دي فرانشيسكو، من جامعة كييتي بيسكارا، في إيطاليا، أثبتت أن اتباع نظام غذائي متوسطي ساعد أيضا في تقليل خطر الإصابة بضعف الانتصاب لدى الرجال، وكذلك تحسين الوظيفة الجنسية.
وتذكر الدكتورة إستيبان أن حمية البحر الأبيض المتوسط "مفيدة لمكافحة هذا الاضطراب لأنها تحمي صحة القلب والأوعية الدموية وغنية في مضادات الأكسدة والجزيئات الأخرى التي تعزز الدورة الدموية. الدهون الصحية، مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون، وهي مهمة لتركيب الهرمونات الجنسية".
وأضافت الصحيفة أن المحتوى العالي من المواد المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، مثل الفلافونيدات والبوليفينول، الموجودة في الفواكه والخضروات تساعد على حماية الجسم من الإجهاد التأكسدي وتعزيز عمل الدورة الدموية. لذلك، سيكون تناول الخضروات والفاكهة وزيت الزيتون والسمك وكذلك الحبوب مفيدا للذكور. وليس ذلك فقط، حيث تشير إستيبان إلى أن "الكاكاو له تأثير فعال، لكونه يحتوي على نسبة عالية من مركبات الفلافونويد ذات التأثيرات المفيدة على الدورة الدموية؛ كما هو الحال بالنسبة للبطيخ، الذي يحسن الدورة الدموية بفضل محتواه العالي من السيترولين والليكوبين والكاروتينات".
وتشير دراسة حديثة إلى أن استهلاك المكسرات بشكل عام، على أساس منتظم، يحسن وظيفة الانتصاب، حيث من الممكن أن يكون مزيج الدهون الصحية والمعادن والمغذيات النباتية سبب هذا التأثير المفيد.
الفلافونويد
أضافت الصحيفة أن الفلافونويد هو عبارة عن مجموعة من المركبات النباتية تسمى "الفيتوكيميكال" الموجودة في الفواكه والخضروات، والتي يمكنها تحسين الوظيفة البطانية وضغط الدم. في هذا الصدد، أشارت دراسة استباقية نُشرت في "المجلة الأمريكية للتغذية السريرية" مع حوالي 25.096 من الرجال في منتصف العمر، إلى أن أولئك الذين تناولوا معظم مركبات الفلافونويد لديهم معدل منخفض للضعف الجنسي بنسبة تتراوح بين 9 و10 بالمئة مقارنة بمن تناولوها بكميات أقل.
ومن جهتهم، لاحظ مؤلفو الدراسة أن احتمال ضعف الانتصاب قد انخفض بنسبة تصل إلى 19 بالمئة لدى أولئك الذين تناولوا غذاء غنيا بالفلافونويد، مثل الفراولة والتوت والنبيذ الأحمر والتفاح والإجاص والحمضيات. علاوة على ذلك، ارتبط إجمالي تناول الفاكهة بانخفاض المخاطر بنسبة تصل إلى 14 بالمئة.
حمض الأرجنين
أشارت الصحيفة إلى أنه يمكن الحصول على هذا الحمض الأميني من الأطعمة الغنية بالبروتين، حيث يستخدمه الجسم لصنع أكسيد النيتريك. هذا الحمض الأميني هو جزيء يوسع ويريح الأوعية الدموية، ويزيد من تدفق الدم إلى القضيب. تشير بعض الأبحاث إلى أن مستويات الأرجينين تكون أقل لدى الرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي.
الألياف
وأوضحت الصحيفة أنه بحسب الخبيرة إستيبان، فإن "الألياف التي توفرها الخضروات وألياف النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط تساعد على التحكم في مستويات السكر وبالتالي تمنع ظهور مرض السكري. كما أنها تساعد على التحكم في الوزن وتساهم في الحفاظ على صحة الأمعاء. كل هذه العوامل تساهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وتحسين التوازن الهرموني".
ما يجب تجنبه
أشارت الصحيفة إلى أنه، بحسب أخصائية التغذية، من المهم تجنب الأطعمة التي تضر بصحة القلب والأوعية الدموية وتؤثر على توازن الهرمونات لدينا. ومن بين هذه الأطعمة، نذكر السكر والكربوهيدرات المكررة، مثل تلك الموجودة في المعجنات، إلى جانب الدهون المتحولة، أو المهدرجة، الموجودة أيضا في الأطعمة فائقة المعالجة. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن تعاطي الكحول يرتبط بخلل في الانتصاب، كما هو الحال بالنسبة للتدخين، الذي له تأثير ضار للغاية على صحة الأوعية الدموية.
استمرار انتشار كورونا عالميا.. وإقبال على علاج "ريمديسيفير"
شركة أمريكية تبدأ تجارب سريرية للقاح محتمل لكورونا
محاكاة لانتشار كورونا تشرح سرعة تفشيه بين الناس (شاهد)