أفاد مراسل "عربي21" بأن الخبير الأمني العراقي "هشام الهاشمي" اغتيل في العاصمة بغداد، برصاص مجهولين.
ولم تتضح على الفور ملابسات الحادث، إلا أن "الهاشمي" كان قد نشر تغريدة عبر تويتر قبل أقل من ساعة على ورود نبأ اغتياله.
وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قال فيه نشطاء إنه لكاميرات مراقبة تظهر لحظة الاغتيال.
وبدا المسلحون وهم يستقلون دراجتين ناريتين بالقرب من منزل الهاشمي، حيث هرع أحدهم فور وصول سيارة القتيل وتوقفها قبيل نزوله منها لمباغتته بصليات من سلاح رشاش، أكملها بعد لحظة بعدة رصاصات من مسدس كان يحمله أيضا، ثم لاذ الفاعلون بالفرار، ولم يتسن لـ"عربي21" التأكد من صحة الفيديو.
ردود فعل
قال الرئيس العراقي برهم صالح، إن "اغتيال الباحث الصادق الخلوق الوطني هشام الهاشمي على يد خارجين على القانون، جريمة خسيسة تستهدف الإنسان العراقي وحقه في الحياة الحرة الكريمة، وتستهدف القيم التي ارتضيناها للوطن فيما بعد حقبة الاستبداد".
وأضاف أن "أقل الواجب هو الكشف عن المجرمين وإحالتهم الى العدالة، لضمان الأمن والسلام لبلدنا".
بدوره، قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إعفاء قائد الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية، العميد الركن محمد قاسم، من منصبه".
وأطلق الكاظمي وعودا لملاحقة القتلة، وبعدم السماح بعودة الاغتيالات، وبحصر السلاح في يد الدولة، مضيفا في بيان له: "كان الفقيد من صنّاع الرأي على الساحة الوطنية، وكان صوتا مساندا لقواتنا البطلة في حربها على عصابات داعش، وساهم كثيرا في إغناء الحوارات السياسية والأمنية المهمة".
دوليا، قالت ممثلة بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، هينس بلاسخارت، في تغريدة عبر "تويتر": "صُدمنا باغتيال الدكتور هشام الهاشمي، نُدين بشدة هذا الفعل الخسيس والجبان، تعازينا القلبية لعائلته وأحبائه، وأدعو الحكومة إلى تحديد الجناة بسرعة وتقديمهم للعدالة".
وقالت السفارة الأمريكية ببغداد، في بيان، إن "بعثة الولايات المتحدة في العراق تعبر عن عميق حزنها جراء الاغتيال الجبان الذي طال الأكاديمي هشام الهاشمي".
وتابعت: "نقدم خالص تعازينا لأسرة الفقيد وللشعب العراقي للخسارة المأساوية لهذا الكنز الوطني العراقي، وندعو الحكومة العراقية إلى الإسراع في تقديم المسؤولين عن اغتياله إلى العدالة".
بدوره، قال السفير البريطاني لدى بغداد، ستيفن هيكي، عبر حسابه بــ"تويتر": آلمني سماع خبر مقتل هشام الهاشمي.. فقد العراق أحد أفضل رجاله المفكرين الشجعان.
وأردف هيكي: لا يمكن لهذه الهجمات أن تستمر، إذ يجب على الحكومة العراقية، وبدعم من المجتمع الدولي، محاسبة الجناة.
والهاشمي عضو في "المجلس الاستشاري العراقي"، الذي يضم نخبة من الخبراء في مختلف المجالات بالبلاد، كما أنه زميل في مركز "السياسة العالمية" الأمريكية.
القضاء العراقي يشكل هيئة تحقيق
في السياق أعلن القضاء العراقي، الثلاثاء، تشكيل هيئة تحقيق مختصة بالنظر في جرائم الاغتيالات، بعد ساعات من اغتيال الهاشمي.
وقال مجلس القضاء الأعلى، في بيان مقتضب إنه قرر "تشكيل هيئة تحقيقية قضائية من 3 قضاة وعضو إدعاء عام، تختص بالتحقيق في جرائم الاغتيالات في العاصمة بغداد وفي بقية المحافظات وبالتنسيق مع وزارة الداخلية".
والهاشمي خبير مختص بشؤون الجماعات المسلحة، وله مؤلفات عن تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين، بينها "عالم داعش"، و"نبذة عن تاريخ القاعدة في العراق"، و"تنظيم داعش من الداخل"، بجانب أكثر من 500 مقالة وبحث نُشرت بصحف ومجلات عراقية وعربية وأجنبية، ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن اغتيال الهاشمي.
اتهامات لحزب الله
الباحث والكاتب غيث التميمي، وهو صديق للهاشمي، نشر مراسلات دارت بينهما، يكشف خلالها الهاشمي عن تلقيه تهديدات بالتصفية من قبل كتائب حزب الله العراقية.
وأضاف في مداخلة مع قناة "الحرة"، أن الهاشمي أبلغه بهذا التهديد قبل نحو شهر، وسأله عن أنسب طريقة للتصرف تجاه هذه التهديدات.
وقال التميمي إنه وفور نشره لهذه الرسائل، جاءه تهديد بالقتل من قبل طرف مرتبط بكتائب حزب الله.
ويعاني العراق من انفلات أمني واغتيالات بحق ناشطين وإعلاميين وسياسيين، تتهم مليشيات محسوبة على إيران غالبا بالوقوف وراءها، وسط استقطاب شديد وغضب من الطبقة التقليدية الحاكمة منذ عقدين.
ونعى نشطاء عبر تويتر "الهاشمي"، معربين عن غضبهم إزاء الانفلات الأمني وسلاح المليشيات وغياب السلطات.
اقرأ أيضا: المونيتور: صراع جديد بين حكومة العراق ومليشيات إيران
الجيش العراقي يعلن اعتقال مطلقي صواريخ على المنطقة الخضراء
الخزعلي يحذر الكاظمي بعد القبض على عناصر من "الحشد"
"حزب الله" يقتحم مقرا أمنيا ببغداد بعد اعتقالات طالت عناصره