تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" حول السبب الذي يجعل السلطات الإيرانية تقف صامنة إزاء سلسلة الحرائق والتفجيرات الغامضة التي وقعت مؤخرا بالبلاد.
وأشارت مراسلة الصحيفة فرانز فصيحي في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن المسؤولين الإيرانيين عزوا بعض التفجيرات بسبب الجو والحرارة والريح وأن بعضها كان تخريبا.
وأضافت أن الحريق الذي اندلع في ميناء بوشهر يوم الأربعاء وطال سبع سفن بحيث أرسل سحبا من الدخان في سماء المدينة جاء بعد سلسلة من الحرائق الأخيرة والتفجيرات في الغابات والمصانع والمنشآت العسكرية والنووية الإيرانية.
وتابعت: "ففي
يوم الثلاثاء تعرض مصنع للألمنيوم في مدينة لامارد بإقليم فارس للحريق. ويوم الأحد
اندلعت النار في مصنع للبتروكيماويات في إقليم خوزستان".
وجاءت هذه الحرائق عقب تفجير في منشأة نطنز الذي دمر قسم تجميع أجهزة الطرد المركزي والذي اتهمت به "إسرائيل".
اقرأ أيضا: حريق في ميناء بوشهر الإيراني يطال سبع سفن (شاهد)
وحدثت
انفجارات في منشأتين للطاقة وتسرب غاز الكلور
من منشأة كيماوية وانفجار في مصنع للصواريخ بمجمع عسكري بطهران.
وتقول الصحيفة إن بعض المسؤولين الإيرانيين تحدثوا بشكل غير معلن أنهم يشكون بوجود حملة عسكرية إسرائيلية وأمريكية ضد إيران، ولكن لا تصريحات علنية تربط أو تحمل دولة خارجية المسؤولية.
ويرى
بعض المحللين أن أعداء الحكومة الإيرانية المتعددين، وليس فقط إسرائيل وأمريكا، ربما
تورطوا في هذه الأعمال التخريبية، لزرع الفوضى.
وقال فؤاد أزادي، المحلل المحافظ في طهران: "هناك اعتقاد بأن من يريدون التغيير في طهران يحاولون رمي كل شيء على إيران ليروا إن كان يحدث أثرا".
وأضاف أن موجات التفجير والحرائق" تترك حالة
عدم استقرار وفوضى وغياب الأمن".
ولم
يصب أحد في حريق الأربعاء، فيما قال المسؤولون إن الحرائق كانت واسعة لدرجة أنهم استدعوا
سيارات إطفاء إضافية من البحرية وحرس الثورة ومن المفاعل النووي القريب. وتمت السيطرة
على النيران بعد خمس ساعات.
وقال المسؤول الأبرز عن الأزمة في ميناء بوشهر جهانغير
دهقان إن سبب الحريق غير واضح وساهم الزجاج المعزول المستخدم في السفن بانتشار النيران
بشكل واسع، ولكن الزجاج المعزول لا يتأثر سريعا بالنار.
وفي
الوقت الذي لم يربط فيه مسؤولو الحكومة النيران والتفجيرات بجهة إلا أنهم اعترفوا بأنها
غير عادية. فإلى جانب المنشآت الصناعية حدثت حرائق في 1.100 غابة بالأشهر القليلة الماضية
ودمرت ما مساحته 150 ميلا من المناطق المشجرة.
واستدعى
البرلمان وزيري البيئة والأمن لتقديم شهادات حول الحرائق التي يعتقد أن خمسها نتج عن
أعمال تخريبية.
ويشك
الكثير من الإيرانيين والمسؤولين أن التفجيرات هي جزء من حملة منسقة تقوم بها الولايات
المتحدة وإسرائيل للضغط على الحكومة الإسلامية للتفاوض على اتفاقية نووية جديدة أو
دفعها للمواجهة.
اقرأ أيضا: WP: أربعة أسباب تفسر دور "إسرائيل" في تفجيرات إيران
وتقول
"الصحيفة": "فقد كان هجوم 2 تموز/يوليو على مفاعل نطنز جزءا من عملية سرية خططت
لها إسرائيل وأمريكا على مدى عام، حسب مصادر استخباراتية إسرائيلية وأمريكية وشرق أوسطية".
وقال المسؤولون إن التفجير قد يؤخر نشاطات إيران لمدة عامين تقريبا.
وقامت
إسرائيل وأمريكا بأعمال تخريبية استهدفت في الماضي البرنامج النووي الإيراني ولكن المسؤولين
في البلدين نفوا أي علاقة بالتفجير الأخير في مصنع لإنتاج الصواريخ قرب طهران، نهاية
حزيران/يونيو.
ونظرا لكثرة التفجيرات والحرائق فقد بات الإيرانيون
يشكون في كل شيء.
وقال
عباس عبدي، الإصلاحي في طهران: "لا أحد يعتقد أنها حوادث حتى لو كانت في الحقيقة
حوادث".
وأضاف: "هذه الهجمات هي من أجل خلق حس فقدان الحكومة السيطرة على البلاد وتشجيع المعارضة
في الداخل للثورة عليها".
وبالنسبة للإيرانيين فتوقع الهدف القادم للتفجير
أصبح بمثابة "حزيرة"، وفق ما قالت الصحيفة.
وقال ماجد، 63 عاما وصاحب محل في البازار بطهران إن تحيات الصباح مع أصحاب المحلات الأخرى تتبعها تكهنات حول المكان الذي سينفجر أو سيحترق في ذلك اليوم.
أما
حسين الكاتب في طهران فقد ركب في الأسبوع الماضي بسيارة عامة أخذ سائقها يسأل الركاب
عن المكان الذي انفجر أو الذي سينفجر بعد ذلك.
وفي ظل غياب الجهة المسؤولة فإن الحكومة تجد صعوبة في الرد على الحوادث.
وقال
المحللون إن تكرار هذه الحوادث يعني وجود ثغرات أمنية أو جواسيس داخل المنشآت النووية
المحروسة أمنيا والمجمعات العسكرية.
اقرأ أيضا: فوكس نيوز: إشارات ليد أمريكية إسرائيلية بهجمات إيران
وتواجه
الحكومة معضلة فهي إن لم ترد فستوصف بالضعيفة، وإن انتقمت فقد تجر لحرب مؤلمة، وربما
حسنت من حظوظ الرئيس دونالد ترامب الانتخابية.
ولكن الحكومة لم تقل شيئا عن الحرائق والتفجيرات
التي أحدثت ضررا بقاعدة عسكرية في بندرجند ومقرات الإذاعة الحكومية في طهران وبميناء
بندرلينغ ومصنع للفولاذ في الأهواز ومصنع للبتروكيماويات مهرشتاكين من بين عدة تفجيرات
وحرائق.
وعوضا
عن ذلك تتبنى الحكومة ما وصفه مسؤول "الصبر الإستراتيجي".
وقال عباس عبدي: "إيران ليست جاهزة ولا تريد الحرب"، و"السبب في أنها لم تعترف بها
وتقول إنها أعمال تخريبية هي حفظ ماء الوجه، وحتى لا تضع نفسها في زاوية للرد".
ولكن الصبر قد لا يدوم حالة استمرت الهجمات.
WP: أربعة أسباب تفسر دور "إسرائيل" في تفجيرات إيران
"نيوز ري": إسرائيل وإيران على جانب واحد من الأزمة الليبية
موقع أمريكي: انفجارات إيران تشير لحملة تخريب إسرائيلية