واصلت صحف الاحتلال الإسرائيلي الخميس، تناولها للانفجارات الغامضة التي ضربت محافظات إيرانية في الأسابيع الأخيرة، متطرقة إلى تداعياتها المحتملة، رغم صمت طهران، وعدم توجيه أصابع الاتهام لتل أبيب أو واشنطن بشكل رسمي.
وقال
تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21"،
إن إيران اعترفت بوجود "تخريب" بمحطة الطرد المركزي بمنشأة
"نطنز" النووية، لكنها لم توجه اتهاما رسميا للولايات المتحدة أو
إسرائيل، رغم التلميحات غير المباشرة.
وتوقعت
الصحيفة أن تؤدي حادثة "نطنز" إلى زيادة خطر حدوث مزيد من المواجهة خلال
الأشهر المقبلة، معتقدة أنه "مع انتهاء حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة
على إيران، والانتخابات الأمريكية، في تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر
المقبلين تواليا، فإنه "يمكن لأي من الطرفين إجراء حسابات خطيرة".
وذكرت
الصحيفة أن "الحريق بالمنشأة النووية الإيراينة، ربما أدى إلى منع طهران من
بناء أجهزة طرد مركزي متطورة، لكنه لم يمنعها من زيادة مخزونها المتزايد من
اليورانيوم منخفض التخصيب"، مؤكدة أنه "كلما كبر حجم هذا المخزون، أصبح
الوقت الذي ستحتاج فيه إيران لبناء سلاح نووي أقصر، بحال قررت ذلك".
اقرأ أيضا: NYT: ما سبب صمت حكومة إيران عن الحرائق والتفجيرات الغامضة؟
وتابعت:
"بينما تصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، إلا أنها
تهدد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ما يزيد من خطر حدوث مزيد من
المواجهة بالأشهر المقبلة".
ورأت
الصحيفة الإسرائيلية أن الإيرانيين أدركوا حجم الأضرار بمنشأة "نطنز"
النووية، بعدما قللوا ببداية الأمر من الحريق، مشيرة إلى أن طهران حرصت على عدم
إلقاء اللوم بشكل مباشر على الولايات المتحدة أو إسرائيل، حتى لا تزيد الضغوط
الشعبية بوجوب الرد، وهو ما لا تريد القيام به.
وأشارت
إلى أنه رغم الأضرار الأخيرة، إلا أن الآلاف من أجهزة الطرد المركزي للغاز من
الجيل الأول، تعمل في إيران، ما يثري اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 4.5 بالمئة،
منوهة إلى أن التخصيب استؤنف بمنشأة "فوردو" النووية الإيرانية، التي
بنيت بعمق جبل، لحمايتها من الضربات الجوية المحتملة.
اقرأ أيضا: هذه نتيجة إيران الوحيدة من الاتفاق النووي.. تبدأ بعد شهرين
ولفتت
إلى أن إيران كانت تهدف من بناء منشأة "نطنز" إلى الانتقال لمراحل أكثر
تقدما بمشروعها النووي، لكن استهداف هذه المنشأة لن يمنع طهران من المراكمة
المستمرة لليورانيوم المخصب.
وتطرقت
الصحيفة إلى ما أوردته وكالة الطاقة الذرية الدولية في حزيران/ يونيو الماضي، بأن
إيران لديها اليوم أكثر من 1500 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب.
وقالت
"يديعوت أحرونوت" إن "إيران لديها ما يكفي الآن من المواد لسلاح
نووي واحد، إذا قررت السعي للحصول عليه، لكن مخزونها الحالي لا يزال أقل بكثير مما
كان عليه قبيل اتفاق 2015، عندما كان لديها ما يكفي لأكثر من اثني عشر قنبلة
نووية، واختارت عدم تسليح مخزونها".
وأضافت
أن "إيران ستحتاج لزيادة تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي سيجذب انتباه المفتشين
الدوليين، الذين ما زالوا قادرين على الوصول إلى المنشآت الذرية"، لافتة في
الوقت ذاته إلى أن طهران تهدد بطرد المفتشين، والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار
النووية، بسبب العقوبات الأمريكية.
وأردفت
الصحيفة: "طرد مفتشي الوكالة واحتمال إغلاق الكاميرات التي تراقب حاليا
المنشآت النووية الإيرانية، سيحد من معرفة إذا كانت إيران تدفع بتخصيب اليورانيوم
إلى مستويات قريبة من الأسلحة، لكن ذلك قد يؤدي إلى إبعاد طهران عن الصين وروسيا،
اللتين حثتا كل الأطراف للبقاء في الاتفاق النووي".
صحيفة: رهان إيران على الصواريخ الدقيقة سيشعل المنطقة
خبير إسرائيلي: هكذا سترد إيران على هجوم "نطنز"
تقدير استخباري: انفجار "نطنز" أعاق نووي إيران لسنوات