تجددت الاشتباكات، السبت، بين الجيش اليمني وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، في محافظة أبين جنوب شرق البلاد، في حين شهدت تعز معارك عنيفة بين "متمردين" موالين للإمارات والقوات الحكومية.
وجاءت الاشتباكات في وادي سلا في أبين، عقب تبادل للقصف المدفعي، في وقت تشهد فيه البلاد محاولات لبدء مشاورات جادة لتشكيل حكومة جديدة للبلاد.
اقرأ أيضا: "وفد حضرموت" يصل السعودية للمشاركة بمشاورات الحكومة
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت في الأيام الماضية، في منطقة الشيخ سالم، نتج عنها دوي انفجارات باتجاه مواقع الطرفين.
وتجددت اشتباكات محدودة في وادي سلا في بداية الأسبوع، توقفت بعد قرابة ساعتين من بدايتها.
وتشهد مناطق التماس الواقعة بين مدينة زنجبار التي تسيطر عليها المجلس الانتقالي ومدينة شقرة التي تسيطر عليها قوات الجيش اليمني، مواجهات للشهر الثالث على التوالي، بعد أن توقفت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تزامنا مع وساطة سعودية وبدء مشاورات بين الطرفين برعاية سعودية في الرياض.
ويتبادل الطرفان "الانتقالي" والقوات الحكومية الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار في أبين.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، وجه في 27 حزيران/ يونيو الماضي، الجيش اليمني، للالتزام بوقف إطلاق النار في أبين، لإتاحة الفرصة أمام جهود السعودية لإنهاء "تمرد" المجلس الانتقالي، واستئناف اتفاق الرياض.
وفي 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وقعت الحكومة و"الانتقالي"، اتفاقا بالعاصمة السعودية الرياض، لوقف إطلاق النار، غير أنه لم يفلح في معالجة الأوضاع في الجنوب، الذي يطالب المجلس بانفصاله عن شمالي البلاد.
وتشهد محافظة أبين، منذ 12 أيار/ مايو الماضي، قتالا عنيفا، على خلفية محاولات الجيش اليمني التوغل في مدينة زنجبار، واستعادتها من يد قوات المجلس.
وأعلن المجلس في 26 نيسان/ أبريل الماضي، "حكما ذاتيا" في محافظات جنوبي اليمن، وهو ما قوبل برفض محلي وعربي ودولي، وزاد حدة توتر العلاقات مع الحكومة المعترف بها دوليا.
اشتباكات تعز
وقام "متمردون موالون للإمارات" بهجوم عنيف في تعز على القوات الحكومية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، السبت، بينهما بين قوات من الجيش اليمني، ومتمردين مدعومين من دولة الإمارات، في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن.
وأفاد مصدر عسكري مسؤول بأن مجاميع مسلحة وصفها أنها "خارجة عن القانون" هاجمت منزل القائد في الجيش الوطني، عبده نعمان الزريقي، في مدينة التربة، مركز الشمايتين، جنوب مدينة تعز.
وأضاف المصدر المسؤول في قيادة الجيش بتعز في تصريح خاص لـ"عربي21" مشترطا عدم كشف اسمه، أن أفراد الحراسة التابعة للعقيد، الزريقي، تصدت للمجاميع المتمردة ودحرتهم من محيط المنزل، جنوبي تعز.
وأشار إلى أنه وعقب التصدي للهجوم، "قامت المجاميع المتمردة بقصف منزل المسؤول العسكري، ومنازل مجاورة، فيما طال القصف أيضا، أحد المستشفيات في مدينة التربة"، التي تشهد توترا مع القوات الحكومية.
وأسفر القصف الذي نفذه المتمردون من جبل "بيحان"، وهو موقع تم استحداثه مؤخرا، عن سقوط قتيل و4 جرحى.
وأكد المصدر المسؤول أن الوضع لايزال متوترا، وقابل للانفجار بشكل أوسع، بأي لحظة.
وبحسب المصدر، فإن الهجوم على قادة الجيش الوطني في التربة، جاء عقب، فشل المظاهرة التي دعا لها الحزب الناصري، وقيادات بحزب المؤتمر في الحجرية موالية لعائلة صالح، ومحدودية من حضرها، مقارنة بحجم سكان المنطقة.
ورأى أن هدف المظاهرة، على ما يبدو "مزيدا من التحشيدات المسلحة وتفجير الوضع، وليس مطالب قانونية أو حقوقية، كما يرفعها القائمون عليها.
وحول خيارات الجيش في ظل مهاجمة قادته في التربة واستمرار التمرد على قائد اللواء 35 مدرع المعين حديثا، عميد ركن، عبدالرحمن الشمساني، أكد المصدر المسؤول أنه لاتهاون أبدا مع هذا التمرد، رغم انتهاج قيادة الجيش "ضبط النفس" مع ما يجري، مشددا على أن الجيش مسنودا بقوات الشرطة، لن يتهاون أيضا في بسط سيطرة الدولة وسلطتها في المناطق المحررة من تعز.
وتابع بأن "القوات الحكومية ستواصل تعقب المطلوبين أمنيا حتى تطالهم العدالة، مهما كان الثمن".
وأوضح المصدر المسؤول أن "قواتنا تحاول قدر الإمكان، تفويت الفرصة أمام المتربصين بتعز، لكنه سيفشل كل المخططات التآمرية والأجندة المشبوة الممولة إقليميا".
وقال إن "خيارات الجيش والأمن مفتوحة، وسيكون مضطرا لوقف الهجمات على قواته وإنهاء التمرد على السلطة الشرعية، إما بمواجهة محدودة مع المجاميع المتمردة، وتنفيذ عمليات خاطفة".
ولوح المسؤول العسكري بأن قواتنا مستعدة لدفع ضريبة الانتصار للدولة والعدالة والشرعية، وتأمين المواطنين والممتلكات العامة والخاصة من العبث والفوضى والملشنة، وإسقاط المشاريع الصغيرة والأجندة المشبوة الممولة خارجيا.
وشهدت مديرية الحجرية، مظاهرة، حضرها المئات، استجابة لدعوة التنظيم الوحدوي الناصري وقيادات بحزب المؤتمر الموالي لعائلة صالح، رغم نفي قيادة الحزب، الفرع المحلي بتعز، صلتها بأي دعوة لهذه المظاهرة.
ودعا بيان صادر عن التظاهرة، إلى تجنيب المنطقة "ريف تعز الجنوبي"، التحول الى ساحة صراع واقتتال.
وهاجم البيان قيادات الجيش في تعز، واتهمها بالتحشيد العسكري في مديريات الريف الجنوبي.
وطالب باستكمال التحقيقات في اغتيال قائد اللواء 35 مدرع، عدنان الحمادي ( أواخر العام 2019).
كما أيد بيان التظاهرة "موقف ضباط وصف ضباط وأفراد اللواء 35 مدرع من قرار تعيين العميد الركن، عبدالرحمن الشمساني، قائدا للواء"، والذي تصفه قيادة الجيش بتعز بـ التمرد على قرارات هادي.
وتعيش محافظة تعز، احتقانا شديدا ينذر بتفجر الأوضاع عسكريا في ريفها الجنوبي، على خلفية تمرد عسكري على مرسوم رئاسي قضى بتعيين قائد جديد للواء 35 مدرع، ومنعه من دخول مقر المعسكر.
وكان مصدر مسؤول في قيادة الجيش بتعز، قد كشف في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، عن عملية تجنيد تمولها دولة الإمارات بعيدا عن مؤسسات الدولة لجأت إليها قيادة كتائب أبو العباس، لتعويض حالة النقص في العدد، التي تعاني منها، بعد انشقاق ما يزيد على 1300 مسلح، بينهم قادة بارزون، من إجمالي القوة المقدر قوامها بـ1700 مسلح، بحسب سجلات الجيش.
وتنشط سلطات أبوظبي في منطقة الساحل الغربي، رغم إعلانها سحب قواتها من هناك، ضمن خطة لتقسيم محافظة تعز وفصلها عن سواحلها، أماطت "عربي21" اللثام عنها، أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": ترتيبات إماراتية جديدة لتقسيم تعز
وتتضمن الخطة "وضع المناطق الواقعة على امتداد الساحل من المخا وحتى ذوباب وباب المندب، مرورا بمديريات موزع والوازعية ومديريات الحجرية في المحور الجنوبي الغربي لتعز"، في نطاق إداري جديد تحت اسم "إقليم المخا".
الانتقالي يخسر قائدا عسكريا بمعارك أبين.. ومواجهات بتعز
تجدد الاشتباكات بأبين بعد تقدم "الانتقالي" نحو جبل سيود
الجيش: "الانتقالي" يستغل الهدنة في أبين ويستهدف مواقعنا